أخبارمنوعات

تقرير دولي: النساء سيحققن المساواة مع الرجال بعد 169 عامًا

كشف تقرير حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي عن تراجع التقدم المحرز بشأن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، مشيرًا إلى أن الفجوة بين الجنسين في مجالات الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم قلت بنسبة 0.3% فقط مقارنة بالعام الماضي.

وأكد التقرير الذي جاء تحت عنوان “الفجوة العالمية بين الجنسين 2023” أن النساء لن يحققن المساواة مع الرجال إلا بعد 131 عامًا أخرى، أي حتى حلول عام 2154.

وأوضح أنه في ظل معدل التقدم الحالي الذي حدث خلال الفترة من 2006 إلى 2023، سيستغرق الأمر 162 عامًا لسد الفجوة بين الجنسين في مجال التمكين السياسي، و169 عامًا للفجوة بين الجنسين في مجال المشاركة والفرص الاقتصادية، و16 عامًا لسد الفجوة بين الجنسين في التحصيل التعليمي، فيما لا يزال الوقت اللازم لسد الفجوة بين الجنسين في مجال الصحة غير محدد.

ورغم أن درجة التكافؤ العالمية قد تعافت وعادت إلى مستويات ما قبل الجائحة، إلا أن المعدل العام للتغيير تباطأ بشكل كبير، وهو ما يؤكد ضرورة حدوث تسريع كبير في التقدم حتى يمكن تقليل الفجوة الزمنية المتوقعة.

تقدم وتراجع

وبينما يُظهر التقرير تقدمًا في مجالات التحصيل التعليمي والارتقاء في فئتي الصحة والبقاء والتمكين السياسي، رصد بعض التراجع بخصوص المشاركة الاقتصادية.

وقال التقرير إن التعافي من “أزمة ما بعد الوباء” وما أعقبها من أزمات متعددة كان بطيئًا، ولم يكتمل حتى الآن، بينما تهدد التغيرات التكنولوجية والمناخية بالتسبب في مزيد من التراجع في التمكين الاقتصادي للمرأة.

وأضاف التقرير أن الأمر لا يقتصر على خسارة الملايين من النساء والفتيات في الوصول إلى الفرص الاقتصادية، ولكن هذه الانتكاسات سيكون لها عواقب واسعة النطاق على الاقتصاد العالمي.

انتكاسات كبيرة

من جانبها قالت مديرة المنتدى الاقتصادي العالمي، سعدية زهيدي، في التقرير إن التقدم البطيء في سد تلك الفجوات، وكذلك المؤشرات المتراجعة في مجالات مثل الاقتصاد يؤكدان ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة، وفقًا لشبكة CNN.

وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة تميزت بانتكاسات كبيرة في مجال التكافؤ بين الجنسين على مستوى العالم، مع تعطل التقدم الذي تم تحقيقه سابقًا بسبب تأثير جائحة كوفيد 19 على النساء والفتيات في مجالات مثل التعليم والقوى العاملة.

كما تأثرت جهود المساواة بالأزمات الاقتصادية والجيوسياسية التي شهدها العالم، حيث تشهد بعض أجزاء العالم انتعاشًا جزئيًا، بينما يعاني البعض الآخر من التدهور مع ظهور أزمات جديدة.

وأكدت زهيدي أن تسريع التقدم نحو التكافؤ بين الجنسين لن يؤدي فقط إلى تحسين النتائج بالنسبة للنساء والفتيات، ولكنه يفيد الاقتصادات والمجتمعات على نطاق أوسع، ويعيد إحياء النمو، ويعزز الابتكار ويزيد القدرة على الصمود.

نتائج التقرير

يقيس المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين معدل تحقيق المساواة والتكافؤ بين الجنسين في 146 دولة خلال العام الحالي 2023، كما يقيس المؤشر مجموعة فرعية من 102 دولة تم تضمينها في كل التقارير السابقة الصادرة منذ عام 2006.

ويقيس المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين التقدم الذي تحرزه كل دولة على مقياس من 0 إلى 100 درجة، لقياس النسبة المئوية للفجوة بين الجنسين التي تم إغلاقها، ومن خلال المقارنة بين عبر البلدان تحديد أكثر السياسات فعالية لسد الفجوات بين الجنسين.

ووفقًا للنتائج التي كشف عنها التقرير فقد بلغت درجة الفجوة العالمية بين الجنسين في عام 2023 لجميع الدول الـ 146 المدرجة في التقرير 68.4%.

وبالنظر إلى الـ 145 دولة التي تم تناولها في تقريري 2022 و 2023، لوحظ تغير النتيجة الإجمالية من 68.1% إلى 68.4%، وهو ما يعني تحسن بمقدار 0.3 نقطة مئوية خلال العام الجاري مقارنة بإصدار العام الماضي.

وعند النظر في 102 دولة تم تغطيتها بشكل مستمر من عام 2006 إلى عام 2023، لوحظ أنه تم إغلاق الفجوة بنسبة 68.6% في عام 2023، فيما تحسن التكافؤ العام بنسبة 4.1 نقطة مئوية منذ أن أطلق المنتدى الاقتصادي العالمي المؤشر في عام 2006.

وطبقًا لمعدل التقدم هذا فسوف يستغرق الأمر 131 عامًا للوصول إلى التكافؤ الكامل في الفرص بين الجنسين.

التكافؤ حسب الدول

وفقًا للتقرير لم تحقق أي دولة بعد المساواة الكاملة بين الجنسين، وهناك 9 دول فقط استطاعت سد ما لا يقل عن 80% من فجواتها وهي: أيسلندا والنرويج وفنلندا ونيوزيلندا والسويد وألمانيا ونيكاراغوا وناميبيا وليتوانيا.

وللعام الـ14 تعد آيسلندا هي الدولة الأكثر مساواة بين الجنسين بسدها 91.2% من فجوتها، كما أنها لا تزال الدولة الوحيدة التي أغلقت أكثر من 90% من الفجوة بين الجنسين.

فيما تحتل الولايات المتحدة المرتبة 43 بدرجة تعادل 74.8%، وتراجعت الولايات المتحدة في الترتيب العام عن العام الماضي (عندما كانت في المرتبة 27 مع تكافؤ 76.9%) نتيجة للانخفاض الحاد في مؤشر التمكين السياسي، الذي يقيس الفجوة بين الرجال والنساء في أعلى مستويات اتخاذ القرار السياسي.

وفي المركز الثاني النرويج بنسبة 87.9%، وفنلندا بنسبة86.3% في المركز الثالث، ونيوزيلندا بنسبة 85.6% في المركز الرابع، والسويد بنسبة 81.5% في المركز الخامس.

وفي المركز السادس جاءت ألمانيا بنسبة 81.5%، وتلتها نيكاراغوا بنسبة 81.1 في المركز السابع، ثم ناميبيا بنسبة 80.2% في المركز الثامن، وليتوانيا بنسبة 80.0% في المركز التاسع، وبلجيكا بنسبة 79.6% في المركز العاشر.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى