أخبار أميركاأميركا بالعربي

عائشة عبد الجواد ترصد صراع الهوية بين المهاجرين العرب في روايتها “بين قمرين”

واشنطن بوست تختار الرواية ضمن قائمة أفضل الكتب التي توصي بقراءتها خلال الصيف

تترقب الكاتبة والمؤلفة المصرية الأمريكية عائشة عبد الجواد صدور روايتها الأولى التي تحمل عنوان “بين قمرين” Between Two Moons، والتي ستصدر عن دار النشر العريقة Doubleday يوم 6 يونيو الجاري باللغة الإنجليزية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز وشبكة الإذاعة العامة قد أجريتا مقابلة مع المؤلفة عائشة عبد الجواد بمناسبة قرب صدور روايتها، بينما أوصت صحيفة واشنطن بوست بقراءة هذه الرواية التي اختارتها ضمن قائمة أفضل الكتب التي توصي بقراءتها خلال الصيف.

وأشادت الصحيفة بالرواية التي تحكي قصة فتاة مصرية تعيش في حي بروكلين بنيويورك مع أسرتها من المهاجرين العرب التي تشمل شقيقها وأختها ووالديها المصريين الأمريكيين، وتصارع مشاكل الهوية بين نشأتها في مصر وحياتها الجديدة في أمريكا.

مشاكل الهوية

ووفقًا لملخص الرواية الذي نشره موقع شركة النشر Penguin Random House تتناول الرواية قصة الأختين التوأم أميرة ولينا، اللتان تخططان بعد تخرجهما من المدرسة الثانوية للشروع في قضاء صيف مليء بالاحتفالات بين زملائهم المراهقين، ومحاولة اكتشاف هويات جديدة، واختبار حدود ما يمكن أن يفلتوا منه وهم لا يزالون تحت سقف القيود التي حددها لهم والديهم.

حيث تريد لينا المُحبة للمرح مقابلة صديقها وبدء مهنة عرض الأزياء، بينما تقضي أميرة الخجولة ساعاتها في العمل في مركز مجتمع عربي أمريكي في بروكلين.

لكن توقعات التوأم بقضاء صيف من الحرية تتعارض مع خروج أخيهما الأكبر سامي من السجن، حيث كان مسجونًا منذ أن كانا في الحادية عشرة من عمرهما، وتعرض للاحتجاز المتكرر خلال فترة مراهقته، وتهدد عودته وسلوكه الغامض بإفساد التوازن الأسري الدقيق الذي تحظى به عائلتهما، ويجعلهما تتأرجحان بين الأمل وعدم اليقين.

في هذه الأثناء يتعرض الحي الذي تقع فيه شقة العائلة لمداهمة مقهى محلي مما يثير احتجاجًا يجمع المجتمع العربي معًا، ويهدد عمل عنيف لا معنى له بتمزيقهم.

وتقول أحداث الرواية إنه في اليوم الأول من شهر رمضان، وقبل أيام فقط من تخرّج أميرة ولينا من مدرسة فورت هاميلتون الثانوية، قامت الشرطة بمداهمة مقهى أبو جمال. وعلى الرغم من حرارة الصيف والصيام لمدة 15 ساعة، كانت أميرة ووالدها يشاهدان المداهمة وقيام الشرطة باصطحاب أبو جمال إلى مكان غير معلوم وإلى أجل غير مسمى، بينما في آخر الشارع يقوم خادم المركز الإسلامي في باي ريدج، البالغ من العمر 80 عامًا، بمسح الرصيف وكأن شيئًا لم يحدث.

ووسط هذه الأحداث يتم التشكيك في دوافع الجميع، حيث يسود شعور مقلق بالحي، ومع خروج كل شيء عن نطاق السيطرة، كيف يمكن أن تعرف أميرة ولينا بمن يمكنهم الوثوق به.

روعة وصدق

وفي الرواية تصور عائشة بصدق مشاعر الإثارة وعدم اليقين التي تنتاب من هم في سن المراهقة، على خلفية من التوتر العنصري الذي انفجر في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.

ومن خلال روايتها المكتوبة بشكل رائع وتتناول قصة عائلية حميمة تقدم عائشة صورة متعددة الجوانب للحياة في ظل ظهور شبح الإسلاموفوبيا، وتثير رواية “بين قمرين” حماسة القراء لطرح افتراضاتهم الخاصة، وطرح أسئلة عن الولاء للدين والأسرة والمجتمع، وماذا يعني أن تكون شابًا مسلمًا في أمريكا.

وفي القصة الغنية والنابضة بالحياة بشكل لا يصدق عن الجيل الأول من المراهقين الأمريكيين العرب الذين يتمسكون بتراثهم، تصطحب عائشة عبد الجواد القراء إلى باي ريدج في بروكلين نيويورك، حيث يحتضن الناس هوياتهم متعددة الأوجه. وفقًا لصحيفة arabnews

ووسط هذا المناخ يجب على أميرة ولينا وسامي اكتشاف المكان المناسب لهم في زحام نيويورك، وكذلك كيفية إقامة جسور بين هويتهم العربية والأمريكية، ومزيج المضايقات والحرية ونوبات الفرح والألم التي يتعرضون لها في المنطقة.

وتسلط عائشة في روايتها الضوء على التوازن الدقيق اللازم لتشكيل مسارات جديدة وفريدة من نوعها، بينما يحافظ الأشقاء الثلاثة على جزء من هويتهم بحيث يبقى على قيد الحياة ويزدهر.

امتزاج الثقافة

ووفقًا لوالدها الإعلامي الكبير عاطف عبد الجواد فإن المؤلفة عائشة عبد الجواد استقت الرواية من امتزاجها بالثقافة والتقاليد المصرية من جانب، ومن حياتها في نيويورك أثناء دراستها الجامعية في جامعة نيويورك واختلاطها بثقافات متعددة في المدينة المشهورة بتعددها العرقي واللغوي والثقافي.

وبعد تخرجها من جامعة نيويورك التحقت المؤلفة بالدراسات العليا في جامعة كورنيل، وهي إحدى أفضل عشر جامعات أمريكية أو ما يوصف بجامعات رابطة العاج.

وقد استغرقت المؤلفة 11 سنة منذ بدأت في كتابة الرواية وحتى تاريخ نشرها. لكن اهتمام عائشة بالثقافة والتقاليد المصرية يعود إلى تاريخ أبعد من ذلك عندما جاءت الطفلة عائشة إلى والدها وطلبت منه أن يرتب لها أخذ دروس خصوصية في اللغة العربية.

وقال والدها: “وجدت بسرعة معلمة أردنية في واشنطن تعطي دروسا عربية، وكانت المعلمة واسمها نادية تُعلّم عائشة اللغة العربية الفصحى.. لكني أدركت أن أفضل طريقة لتعلم اللغة هو أن تذهب عائشة إلى مصر لعدة أشهر لالتقاط اللغة طبيعيًا من الناس”.

وأضاف: “عندما وصلت عائشة إلى الإسكندرية لكي تعيش مع أختي الكبرى هناك اكتشفت أن المصريين يتحدثون المصرية الدارجة وليس العربية الفصحى. كنت قد سجلتها لأخذ دروس في الفصحى نظمتها القنصلية الإيطالية في الإسكندرية فحولتها من الفصحى إلى المصرية الدارجة. وكانت ابنتي تركب ترام محطة الرمل يوميًا إلى شارع الغرفة التجارية بمفردها حتى أن مجموعة من النساء في الترام التففن حولها عندما علمن أنها مولودة في أمريكا وجاءت لكي تتعلم المصرية الدارجة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين