أخبارمنوعات

السجن مدى الحياة لأب وأم عذبا طفلهما الرضيع حتى الموت

حكمت محكمة بريطانية بالسجن مدى الحياة لأب وأم قاما بتعذيب طفلهما الرضيع حتى الموت، وقالت المحكمة إن الزوجين قتلا ابنهما البالغ من العمر 10 أشهر، والذي لقي مصرعه متأثرا بإصابات مروعة لحقت به على يدهما تضمنت حروقًا وكسورًا بالغة.

وقعت الحادثة بمدينة تشيسترفيلد في مقاطعة ديربشاير البريطانية، وأدين فيها كلًا من ستيفن بودن، 30 عامًا، وشريكته شانون مارسدن 22 عامًا، بقتل طفلهما فينلي في يوم عيد الميلاد عام 2020 بعد أن أحدثا به 130 إصابة “مروعة”، وذلك بعد 39 يومًا من إعادته إلى رعايتهما.

وتمت إدانة ستيفن وشانون بعد محاكمة استمرت أربعة أشهر، سمعت فيها هيئة المحلفين كيف أن طفلهم الرضيع فينلي تعرض لعدد صادم من الإصابات على أيديهم.

وقالت القاضية أماندا تيبلز، التي أصدرت الحكم، إن الزوجين أخضعا ابنهما “لقسوة لا يمكن تصورها”، مشيرة إلى أن القتل الذي تعرض له الطفل كان “وحشيًا وطويل الأمد” مع دافع “سادي”، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

https://twitter.com/DerbysPolice/status/1662127138198245380?s=20

تفاصيل الواقعة

وقال بيان لشرطة شرطة ديربشاير إنه في الساعات الأولى من يوم الكريسماس 2020 تم استدعاء المسعفين إلى منزل بمدينة تشيسترفيلد بعد ورود تقارير حول أن الطفل فينلي البالغ من العمر 10 أشهر في حالة سيئة ولا يستجيب، وأخبر والداه المسعفين أنه كان يعاني من ضعف مع ارتفاع في درجة الحرارة وسعال وبرد.

وبعد تلقيهم البلاغ في الساعة 2.27 صباحًا وصل المسعفون خلال 5 دقائق، وتم نقل الطفل إلى المستشفى، ولكن لم يتمكن الأطباء من إنعاشه، وتم إعلان وفاته في الساعة 3.45 صباحاً.

وبعد إجراء تشريح ما بعد الوفاة تبين أن الطفل قد توفي نتيجة كسور متعددة ومضاعفات نتيجة إصابات خطيرة تعرض لها.

وعندما تم فحص جثته، تبين أنه يعاني من 71 كدمة وحروق نتيجة تعرضه لاعتداءات متعددة، وبمزيد من الفحص تبين أنه عانى من 57 كسر بما في ذلك 17 ضلعاً مكسوراً وكسر في الترقوة والمعصم والكتف وعظم الفخذ الأيسر وعظم الساق الأيمن وكلا الفخذين.

وقالت طبيبة الأطفال المتخصصة التي فحصت إصابات الطفل إن هذه الكسور لا يمكن أن تكون وقعت في أحداث عادية، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الطفل كان يعاني من ألم شديد ومطول قبل وفاته.

واشتبه الأطباء في أن هذه الإصابات قد تكون بسبب تعرض الرضيع للركل أو الضرب، بالإضافة إلى وجود إصابات تشبه السقوط من طوابق متعددة.

كما كشفت التقارير عن وجود إصابات وحروق في يد الطفل اليسرى، أحدها من لهب ولاعة سجائر، والآخر على الأرجح بسبب تعرض الطفل لسطح ساخن.

إنكار وتهرب

تم القبض على الزوجين بودن ومارسدن على الفور، لكنهما أنكرا التسبب في الإصابات التي لحقت بالطفل كما أنكرا معرفتهما بكيفية حدوث عشرات الكسور له خلال الـ 39 يومًا التي كان فينلي في رعايتهم.

يذكر أنه بعد ولادة فينلي في 15 فبراير 2020 ، قرر الأخصائيون الاجتماعيون إبعاده عن والديه لاعتقادهم أنه من المحتمل أن يعاني من “ضرر كبير” في المنزل مع والديه المعروف عنهما تعاطي المخدرات والعنف المنزلي.

وعلى مدى الأشهر الستة التالية حاول بودن ومارسدن إقناع الأخصائيين الاجتماعيين بأنهم قد قاموا بتغييرات إيجابية. وبالفعل أُعيد فينلي إلى رعايتهما بعد جلسة محكمة الأسرة في 1 أكتوبر الأول.

ووفقًا لمسؤولي الرعاية الطبية والاجتماعية فقد كان الطفل فينلي بصحة جيدة وينمو بشكل جيد قبل إعادته إلى رعاية بودن ومارسدن، ولكنه في غضون خمسة أسابيع  من إعادته إليهما أصبح ميتا.

تم اتهام بودن ومارسدن بقتل طفلهما فينلي، لكنهما أقرا بعدم الذنب، واستمعت هيئة المحلفين إلى أدلتهم خلال محاكمة طويلة انتهت الشهر الماضي، حيث وجدت هيئة المحلفين كلاهما مذنبين ومسؤولين عن قتله، وأصدرت المحكمة أمي حكمًا بسجنهما مدى الحياة.

ووفقًا للحكم الصادر سيقضي بودن 29 عامًا كحد أدنى في السجن قبل أن يكون مؤهلاً للإفراج المشروط، بينما ستبقى مارسدن لمدة 27 عامًا على الأقل خلف القضبان.

جريمة غير مفهومة

وقال المفتش ستيفن شو، الذي قاد التحقيق في وفاة فينلي: “لقد رأينا اليوم أمًا وأبًا يسجنان بسبب ما هو ببساطة جريمة غير مفهومة، فعلى مدار أكثر من شهر، اعتدى بودن ومارسدن على ابنهما فينلي تاركين له 57 عظمة مكسورة في جسده الصغير، والحقيقة المفجعة هي أن الطفل فينلي قضى أيامه الأخيرة في ألم هائل بسبب والديه”.

وأضاف: “كانوا يعرفون أنهم مسؤولون عن تلك الإصابات المروعة، ولكن بدلاً من محاولة إنقاذه وأخذه للمستشفى للحصول على الرعاية الطبية العاجلة، أخذوه للتسوق في مركز مدينة تشيسترفيلد كما لو لم يكن هناك أي خطأ قد حدث له، بينما كان الطفل في الواقع يحتضر”.

وتابع: “بودن ومارسدن لم يتحملا أبدًا مسؤولية أفعالهما منذ اللحظة التي عاد فيها فينلي إلى رعايتهما، إلى اللحظة التي دخلا فيها قاعة المحكمة، لقد كذبا وعرقلا مهمة المهنيين الذين كانوا يحاولون رؤية فينلي للتأكد من أنه يحظى بالرعاية بالطريقة الصحيحة، لأنهم كانوا يعرفون أنه بمجرد أن يراه أحد بالحالة التي كان عليها سيتم أخذه من رعايتهم، لقد تآمروا بينهما ظنًا منهما أن جرائمهما الفظيعة ستظل سرية، لكننا عرفنا الحقيقة وقد دفعوا الثمن من حريتهم”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى