أخبارأخبار أميركا

تعثر جديد في مفاوضات رفع سقف الدين.. وبايدن لا يزال متفائلًا

رغم توقف المحادثات بين البيت الأبيض والجمهوريين في مجلس النواب، عبّر الرئيس جو بايدن عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى حل لأزمة سقف الدين العام، وتجنب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.

وقال بايدن للصحفيين على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما، “لا أزال أعتقد أننا سنتمكن من تجنب التخلف عن السداد”.

ووفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض فقد كان بايدن قد دعا الكونغرس منذ أسابيع للتحرك لمنع التخلف عن السداد، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، التقى بايدن بزعماء الكونغرس الأربعة في البيت الأبيض، حيث اتفقوا على المضي قدمًا في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق حول ميزانية الحزبين.

وأوضح البيان أنه عقب الاجتماع كلف الرئيس فريق تفاوض ذي خبرة، ووجههم للعمل مع الجمهوريين بحسن نية للتوصل إلى اتفاق، لكن وفقًا للبيان فإن “الجمهوريين يأخذون الاقتصاد رهينة ويدفعوننا إلى حافة التخلف عن السداد، الأمر الذي قد يكلف ملايين الوظائف ويدفع البلاد إلى الركود بعد عامين من النمو الثابت للوظائف والأجور”.

وقال إن الجمهوريين يقدمون اقتراح ميزانية متطرف من شأنه أن يلغي 100 ألف وظيفة للمدرسين وموظفي الدعم، ويقلل 2000 من وظائف إنفاذ القانون، ويمكن أن يعرض تغطية الرعاية الصحية لملايين الأمريكيين للخطر، بينما يمدد الجمهوريون الإعفاءات الضريبية للأغنياء والشركات.

وأكد البيان أن موقف الجمهوريين مثير للقلق بالنظر إلى أن الديون زادت بنسبة 40% في عهد الرئيس ترامب، وأن الإعفاءات الضريبية نفسها تكلف دافعي الضرائب 2 تريليون دولار. كما أن الجمهوريين يحاولون مرة أخرى مكافأة المتهربين من الضرائب عن طريق الحصول على تمويل لمصلحة الضرائب.

وأكد البيان أن أي مفاوضات جادة بشأن الميزانية يجب أن تتضمن مناقشة كل من الإنفاق والإيرادات، لكن الجمهوريين رفضوا مناقشة الإيرادات.

وقال إن الرئيس بايدن خفض العجز بمقدار 1.7 تريليون دولار في أول عامين من توليه المنصب، واقترح ميزانية من شأنها خفض العجز بمقدار 3 تريليونات دولار إضافية.

ومع ذلك يركز الجمهوريون على تعقيد الأمور بدلاً من النظر في اقتراح الرئيس بخفض الإنفاق المهدر وخفض العجز عن طريق إلغاء الدعم لشركات النفط والغاز والأدوية، ومطالبة الأثرياء بدفع نصيبهم العادل من الضرائب.

وشدد البيان على أنه لا يزال هناك أمل في الوصول إلى اتفاق معقول من الحزبين إذا عاد الجمهوريون إلى طاولة المفاوضات بحسن نية، موضحًا أن الرئيس بايدن لن يقبل قائمة متطلبات تحكمها أولويات MAGA المتطرفة التي من شأنها أن تعاقب الطبقة الوسطى والأمريكيين الأكثر احتياجًا وتعيق تقدمنا الاقتصادي.

خلافات جدية

وكان البيت الأبيض قد قال إن هناك خلافات جدية في مفاوضات رفع سقف الدين. فيما أعلن النائب الجمهوري، باتريك ماكهنري، أن الاجتماع انتهى مساء أمس الجمعة، دون إحراز تقدم.

وأضاف أنه غير واثق من أن المفاوضين سيصلون إلى الهدف الذي ينشده رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، والمتمثل في حل أزمة رفع سقف الدين خلال الأيام القليلة المقبلة.

كما قال النائب الجمهوري، جاريت جريفز، إن توقيت الاجتماع المقبل مع البيت الأبيض “غير محدد الآن”.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد أكد البيت الأبيض أن المحادثات ستظل صعبة مع سعي الجانبين للتوصل إلى اتفاق. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن المفاوضين سيواصلون العمل نحو حل معقول لتجنب التخلف عن السداد. وأضافت “لا نزال متفائلين، والرئيس لا يزال واثقًا من أن الكونغرس سيتخذ الإجراء اللازم حتى لا تتخلف البلاد عن سداد التزاماتها”.

ويشترط الجمهوريون في الكونغرس أن يوافق بايدن على خفض كبير في نفقات الميزانية مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، متجاهلين مطلب الديمقراطيين المتكرر بزيادة “نظيفة” في سقف الاقتراض العام البالغ 31.4 تريليون دولار.

في وقت سابق قال مكارثي إن حل الأزمة “سهل”، إذا وافق فريق بايدن فقط على بعض التخفيضات في الإنفاق التي يطالب بها الجمهوريون.

ولا يملك الجانبان سوى القليل من الوقت للتوصل إلى اتفاق لرفع حد اقتراض الحكومة الاتحادية أو المخاطرة بتخلف كارثي عن السداد. وحذرت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، من أن الحكومة قد تعجز عن سداد جميع التزاماتها بحلول الأول من يونيو.

ويعارض الديمقراطيون بشدة التخفيضات الحادة التي وضعها الجمهوريون على الطاولة باعتبارها تلحق أضرارا محتملة بالأمريكيين، ويصرون على موافقة الجمهوريين على زيادة الضرائب على الأثرياء، بالإضافة إلى خفض الإنفاق، لسد العجز في الموازنة.

وفي مؤشر على تصاعد التوتر حول احتمال تخلف عن السداد، بعث أكثر من 140 من كبار المدراء التنفيذيين في الولايات المتحدة برسالة إلى بايدن وقادة الكونغرس الثلاثاء يشددون فيها على ضرورة التوصل لاتفاق.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى