غير مصنف

1100 قتيل ومصاب خلال يومين.. احتدام المعارك في السودان والجيش يؤكد اقتراب الحسم

تصاعدت حدة الاشتباكات المسلحة في السودان في ثالث أيام المواجهة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تصريحات واتهامات متبادلة من الطرفين.

وتجددت الاشتباكات، اليوم الاثنين، في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم بين الجانبين، إضافة إلى تجددها في محيط مطار مروي الدولي شمالي السودان، مع استمرار القتال في عدد من الولايات.

وقال مراسل قناة الجزيرة إن هناك معارك بين الجيش والدعم السريع قرب مطار الخرطوم ورئاسة جهاز المخابرات العامة السودانية، إضافة لقصف عنيف بالطائرات على مواقع قرب القصر الجمهوري وقيادة الجيش بالخرطوم.

ووسط تضارب الأنباء نفى مصدر بالجيش السوداني ما أعلنته قوات الدعم السريع بالسيطرة على القصر الجمهوري وعدد من مقرات الجيش، مؤكدًا أن الجيش يسيطر بشكل كامل على القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة وجميع مقراته.

وقال المصدر إن هناك عناصر من قوات الدعم السريع داخل القصر الرئاسي وهم محاصرون بالكامل، كما أوضح أن قوات الدعم السريع حاولت مهاجمة القيادة العامة وتصدت لها دفاعات الجيش.

وأكد أن هناك تعزيزات ستصل للجيش من خارج الخرطوم، ستكون كفيلة بحسم الأمر والقضاء على جيوب “مليشيا الدعم السريع” في العاصمة، على حد تعبيره.

حميدتي يطالب بتدخل دولي

من جانبه أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” أنه سيستمر في ملاحقة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حتى تقديمه للعدالة، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل ضد ما وصفها بجرائم البرهان.

وأضاف في تغريدة على تويتر أن “الحرب التي نخوضها الآن هي ثمن للديمقراطية وأفعالنا هي رد على حصار ومهاجمة قواتنا”.

وتابع في تغريدة أخرى أن “جيش البرهان يشن حملة وحشية على المدنيين الأبرياء ويقصفهم بمقاتلات الميغ”. وأضاف: “سنستمر في ملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة، وسنتخذ كل الإجراءات لضمان أمن وسلامة الشعب، وسنفعل كل شيء لحماية الديمقراطية”.

الجيش يقترب من الحسم

في المقابل رد الجيش السوداني ببيان قال فيه إنه متمسك بكل مقاره وإنه يقترب كثيرًا من لحظة الحسم. وأكد الجيش أنه انتقل للمرحلة الأخيرة من خطة العملية وهي مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حاليًا في كل مكان، مضيفًا أن من وصفهم بالمتمردين “حرصوا للأسف على الاشتباك قرب المناطق المأهولة ونعلم عدم اهتمامهم بسلامة السكان”.

وأكد الجيش حرصه على تضييق التعامل مع ما وصفها بـ”المليشيا المتمردة” قدر الإمكان لتفادي أي خسائر بين المدنيين. وأوضح أن احتراق بعض المباني أمر وارد بسبب المناوشات بالأسلحة في أي اشتباك.

وأشار بيان الجيش إلى أنه استعاد بث التلفزيون بعد محاولة المليشيات تدمير بنيته التحتية إثر عجزها عن إذاعة بيانها.

ضحايا اليومين الماضيين

من جانبها نشرت نقابة أطباء السودان حصرًا مبدئيًا لضحايا المعارك المسلحة خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والإصابات المتوسطة والحرجة لضحايا أبرياء مدنيون عزّل.

وأوضحت النقابة أن إجمالي عدد القتلى ليوم أمس الأحد 16 أبريل بلغ 41 قتيلًا من المدنيين، بينما بلغ إجمالي الإصابات 347 حالة إصابة متوسطة وحرجة تشمل المدنيين والعسكريين معاً.

وبذلك يبلغ عدد القتلى المدنيين منذ بداية الاشتباكات 97 قتيلًا، بينما بلغ عدد الإصابات منذ بداية هذه الأحداث إلى 942 حالة إصابة، وتشمل هذه الأعداد المدنيين والعسكريين معاً أيضاً.

قصف المستشفيات

وجددت نقابة الأطباء مناشدتها لطرفي الاشتباكات بتحكيم صوت العقل ووقف هذه الحرب فوراً، والسماح بفتح الممرات الآمنة لإجلاء المحتجزين والعالقين والجرحى والمصابين.

كما شددت على أن المستشفيات والمرافق الصحية ليست مأوى عسكري، ولها خصوصياتها وحرماتها، مؤكدة أن التعدي عليها جريمة ضد الإنسانية والقيم والأخلاق، وكل المعاهدات والمواثيق تحرم انتهاكها.

فيما قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن عشرات الأطفال عالقون بمستشفى ابن عوف قرب القيادة العامة للجيش.

وأوضحت في بيان لها أن المستشفيات والمؤسسات الصحية في الخرطوم تعرضت للقصف، وتسبب ذلك في خروج مستشفيي الشعب والخرطوم التعليمي عن الخدمة تمامًا.

وقالت اللجنة إن قصف المستشفيات انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، مطالبة المجتمع الدولي بإلزام طرفي النزاع بعدم المساس بالمرافق الصحية وبفتح ممرات آمنة، والسماح بمرور سيارات الإسعاف.

كما ناشدت نقابة أطباء السودان المنظمات الإنسانية لمد يد العون والتحرك العاجل للمساعدة في إجلاء الجرحى وتوفير المحاليل الوريدية وأكياس الدم والمعينات الطبية.

خيبة أمل ومبادرة إنقاذ

من جانبه أعرب الممثل الأممي بالسودان عن “خيبة أمله الشديدة” لعدم وفاء طرفي الاشتباكات بوقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية. وقال “نحث جميع الأطراف على احترام التزاماتها الدولية بما في ذلك ضمان حماية جميع المدنيين”، وأضاف “منخرطون مع الشركاء السودانيين والإقليميين والدوليين لوقف الأعمال العدائية”.

وفي سياق متصل قررت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) إرسال رؤساء كينيا ويليام روتو، وجنوب السودان سيلفا كير، وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، إلى السودان للتوفيق بين طرفي الصراع.

وقالت الرئاسة الكينية عبر تويتر، إن “إيغاد” قررت إرسال الرؤساء الثلاثة في أقرب وقت ممكن للتوفيق بين “الجماعات المتصارعة” في السودان، مؤكدة أن “الاستقرار في السودان ضروري للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة”.

فيما قالت وزارة الخارجية السودانية إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أصدر قرارًا بحل الدعم السريع وإعلانه قوة متمردة، موضحة أن الأحداث المؤسفة التي بدأت السبت الماضي نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع.

وأضافت الخارجية في بيان لها أن الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية فشلت في إقناع الدعم السريع بالاندماج بالقوات المسلحة.

وتابعت “نقدر الجهود الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، لكن ما يحدث شأن داخلي، وينبغي أن يترك للسودانيين إنجاز التسوية المطلوبة بعيدًا عن التدخل الدولي”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى