
حالة من الغضب والجدل سادت الأوساط الرياضية بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA سحب استضافة كأس العالم تحت 20 سنة من إندونيسيا بعد اعتراضها على مشاركة منتخبِ إسرائيل في البطولة.
وجاء القرار بعد اجتماع تم بين جياني إنفانتينو، رئيس FIFA، وإيريك ثوهير، رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم (PSSI).
وقال FIFA في بيان له إن القرار جاء بسبب الظروف الحالية، دون تقديم إيضاحات عن أسباب سحب البطولة. وأضاف أنه سيتم الإعلان عن البلد المستضيف الجديد في أقرب وقت ممكن، مع بقاء تاريخ انطلاق البطولة حالياً دون تغيير، وهو 20 من مايو المقبل.
وأشار إلى أنه قد يتم أيضًا تقرير العقوبات المحتملة ضد الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في مرحلة لاحقة.
وأكد FIFA في البيان أنه على الرغم من هذا القرار، فإنه لا يزال ملتزماً بمساعدة الاتحاد الإندونيسي في النهوض بكرة القدم الإندونيسية، وذلك بعد المأساة التي شهدتها البلاد في أكتوبر 2022، حيث لقي 135 شخصًا مصرعهم في حادثة تدافع في مدينة مالانغ شرق جاوة في أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من 40 طفلا.
وأوضح أن أعضاء من FIFA سيتواجدون في إندونيسيا خلال الأشهر المقبلة لتقديم المساعدة المطلوبة للإتحاد الإندونيسي.
FIFA removes Indonesia as host of FIFA U-20 World Cup 2023™
— FIFA Media (@fifamedia) March 29, 2023
الأرجنتين هي البديل
من جانبه قال جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الخميس، إنّ الأرجنتين قدمت عرضاً رسمياً لاستضافة كأس العالم للشباب بدلاً من إندونيسيا.
وكانت الأرجنتين الدولة الوحيدة التي قدمت عرضاً رسمياً، وسيقرر مكتب الفيفا ما إذا كان سيقبل الاقتراح في غضون يومين أو ثلاثة أيام، وفقًا لموقع beinsports
وقال إنفانتينو في مؤتمر صحفي في باراغواي: “نعلم جميعاً كرة القدم الأرجنتينية وبالتأكيد يمكنها استضافة بطولة بهذا المستوى”. وأضاف: “هناك دول أخرى أعلنت اهتمامها أيضاً، لكن كترشح بضمانات حكومية وتفاصيل أخرى، فإنّ الأرجنتين هي الأولى، وسنتخذ القرار في غضون يومين أو ثلاثة”.
ردود فعل غاضبة
وكانت ردود الأفعال الغاضبة قد توالت إثر إعلان الفيفا سحب بطولة كأس العالم للشباب من إندونيسيا، حيث قال مدرب المنتخب الإندونيسي تحت عشرين عاماً إن الرياضة يجب ألا ترتبط بأي شكل مع السياسة أو الدين.
وكان حاكمي مقاطعتين مؤثرين في إندونيسيا، وهما حاكم وسط جاوة، غانجار برانوو، أحد المرشحين الرئيسيين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، وحاكم بالي، وايان كوستر، قد دعيا إلى استبعاد إسرائيل من المشاركة في البطولة، بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.
وكان المنظمون يأملون في أن يتم استضافة مباريات إسرائيل في جزيرة بالي ذات الأغلبية الهندوسية كأحد الحلول، لكن معارضة حاكم بالي ألقت المزيد من الشكوك حول إمكانية حدوث ذلك.
ورغم أنه لا توجد علاقة دبلوماسية رسمية بين البلدين، إلا أن الدعم الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية في أكبر دولة ذات غالبية مسلمة أثارت الكثير من الجدل بشأن استضافتها منتخب إسرائيل.
لكن إريك ثوهير، رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم قال: “إندونيسيا عضو في الاتحاد الدولي، وبالتالي في ما يتعلق بأمور كرة القدم العالمية يتعين علينا إتباع القوانين الموضوعة، فيفا يعتقد أن الأمر لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة، وبالتالي علينا الرضوخ”.
وكان هناك دعم شعبي للبطولة التي حصلت البلاد على حق استضافتها عام 2019، واعتبرها كثيرون مصدر فخر وطني.
وتعهّدت جاكرتا بضمان مشاركة إسرائيل، رغم موقفها المؤيد للفلسطينيين، إلا أن الأصوات المعترضة تزايدت كثيرًا مؤخرًا وهو ما أثار قلق الفيفا.
وقال مسؤولون إندونيسيون إن سحب تنظيم البطولة سيكلّف البلاد مئات الملايين من الدولارات، بينما هدّد فيفا بعقوبات إضافية على إندونيسيا قد تبعدها عن تصفيات مونديال 2026 التي تنطلق في أكتوبر، علما أنها تعرّضت للإيقاف عام 2015 لمدة سنة، بسبب التدخل الحكومي في اللعبة.
فيما اعتبر عشاق اللعبة أن خسارة استضافة أول بطولة كبرى كانت ستستضيفها البلاد هي الأكثر إيلامًا. وعبّر بعض نجوم كرة القدم الواعدين في البلاد عن غضبهم وحزنهم لفقدان فرصة اللعب في بطولة دولية توصف بأنها “بطولة نجوم الغد”، مشيرين إلى أن القرار دمر حلمهم الكبير.
وكان رئيس إندونيسيا قد دعا إلى عدم تعارض السياسة مع الرياضة، مؤكدا أن مشاركة إسرائيل لا علاقة لها بموقف بلاده من القضية الفلسطينية. لكن تضارب السياسة مع الرياضة أدى في النهاية إلى تجريد بلاده من حق استضافة البطولة، وفقًا لموقع “الحرة“.