أخباررياضة

البرازيل تعلن الحداد 3 أيام على وفاة بيليه.. وهذه هي تفاصيل جنازته

أصدر الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، مرسومًا رئاسيًا بإعلان الحداد رسميًا لمدة 3 أيام على وفاة أسطورة كرة القدم إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف باسم “بيليه”، والمُلقب بـ”الجوهرة السوداء”.

ونعى بولسونارو رحيل بيليه عبر حسابه على تويتر قائلًا: “كيف نحزن على رحيل رجل حمل من خلال كرة القدم اسم البرازيل إلى العالم”، مشيرًا إلى أن بيليه “حوّل كرة القدم إلى فن وفرح”، ونشر صورة لنجم كرة القدم الراحل.

من جانبه أصدر نادي بيليه السابق (سانتوس) تفاصيل جنازته، مشيرًا إلى أنه سيتم نقل جثمانه صباح يوم الاثنين المقبل من المستشفى التي توفي فيها، إلى ملعب النادي بإستاد أوربانو كالديرا، حيث سيوضع جثمانه وسط الملعب ليلقي عليه أحباؤه نظرة الوداع.

وأضاف أنه سيتم يوم الثلاثاء المقبل تنظيم موكب جنائزي يجوب شوارع سانتوس في ساو باولو تتبعه مراسم دفن عائلية خاصة لأسطورة كرة القدم الراحل، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

صدمة عشاق كرة القدم

وكانت وفاة الأسطورة بيليه بمثابة صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم حول العالم، وجاءت بعد أيام قليلة من انتهاء مونديال قطر 2022، الذي ودعته البرازيل من دور ربع النهائي بعد هزيمتها أمام كرواتيا بركلات الترجيح، بعد أن كانت على رأس المرشحين للفوز بالبطولة.

وتوفي بيليه، عن عمر 82 عامًا، أمس الخميس، بعد صراع طويل مع المرض، وبعد مرور شهر على نقله إلى مستشفى “ألبرت أينشتاين اليهودي” في ساو باولو ساو باولو.

ونعته ابنته كيلي ناسيمنتو، عبر حسابها على “إنستغرام” قائلة: إن “كل ما نحن عليه هو بفضلك.. نحن نحبك بلا حدود.. ارقد في سلام”.

وأفاد بيان صادر عن مستشفى “ألبرت أينشتاين اليهودي” في ساو باولو، التي توفي بها بيليه، بأن سبب الوفاة هو “فشل العديد من الأعضاء، الناتج عن تطور سرطان القولون المرتبط بحالته السابقة”.

ودخل بيليه المستشفى، في 29 نوفمبر الماضي، جرّاء إصابته بالتهاب رئوي، وإعادة تقييم العلاج الكيميائي لسرطان القولون، وفي وقت لاحق أعلن المستشفى أن بيليه “يُظهر تطوّرًا في مرض السرطان الذي يعاني منه، ويتطلّب رعاية أكبر فيما يتعلّق بالاختلال الكلوي، والقلبي”.

وسبق أن دخل بيليه المستشفى في ديسمبر من عام 2021، وخضع للعلاج الكيميائي، وفي سبتمبر من العام ذاته، خضع لعمليّة جراحيّة لاستئصال ورم من القولون الأيمن وجده الأطبّاء أثناء إجرائه الفحوص الروتينيّة، وفقًا لشبكة (CNN).

أسطورة عالمية

ويُعتبر بيليه أحد أعظم اللاعبين على مر تاريخ لعبة كرة القدم، وقد سجّل 77 هدفاً في 92 مباراة دولية بقميص منتخب بلاده، وتوّج بلقب كأس العالم 3 مرات.

ولد بيليه في تريس كوراشيس، وهي مدينة تقع على بعد حوالي 155 ميلاً شمال غرب ريو دي جانيرو في عام 1940، قبل أن تنتقل عائلته إلى مدينة باورو في ساو باولو.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة فإن أصل إطلاق لقب بيليه عليه غير واضح، حتى بالنسبة له، إذ كتب ذات مرة في صحيفة “ذا غارديان” البريطانية أنه من المحتمل أن يكون الأمر قد بدأ مع زملائه في المدرسة وهم يضايقونه بسبب تشويهه لقب لاعب آخر يدعى Bilé، ومهما كان أصل هذا اللقب فإنه علق به ولازمه دوال حياته وسيظل ملتصقًا به حتى بعد وفاته.

وعندما كان بسليه طفلاً، لعب كرة القدم حافي القدمين وبكرة مصنوعة يدويًا من الجوارب والخرق الملفوفة على شكل دائري، في بداية متواضعة لاعظم لاعبي كرة القدم في العالم.

وعندما بدأ اللعبة لأول مرة كانت طموحاته متواضعة، وكل ما كان يجول بخاطره أن يمارس لعبة كرة القدم مثل والده، وقال في تصريحات لشبكة CNN في عام 2015: “كان والدي لاعباً جيداً في كرة القدم، لقد سجل الكثير من الأهداف، كان اسمه دوندينو وأردت أن أكون مثله.. كان مشهوراً في البرازيل، في ميناس جيرايس، كان قدوتي، لطالما أردت أن أكون مثله..”

وفي سن المراهقة، غادر بيليه المنزل وبدأ التدريب مع نادي سانتوس البرازيلي، وسجل هدفه الأول لفريقه قبل عيد ميلاده الـ16، ليستمر في تسجيل 619 هدفا في 638 مباراة مع النادي.

ورغم إنجازاته الكبيرة مع نادي سانتوس، إلا أنه كان يعتبر أن أفضل ما يتذكره هو إنجازاته مع منتخب بلاده البرازيل.

وظهرت قدرة بيليه المذهلة في عالم كرة القدم في عام 1958، عندما ظهر لأول مرة في كأس العالم، وهو في السابعة عشرة من عمره، وسجل هدف بلاده الوحيد الذي ساهم في فوز منتخب البرازيل في ربع النهائي ضد ويلز، ثم سجل ثلاثية في نصف النهائي ضد فرنسا.

وفي المباراة النهائية ضد السويد المضيفة للبطولة أحرز بيليه هدفين وتمكن منتخب البرازيل قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز عريض قوامه 5-2، لتحصل البرازيل على اللقب العالمي الأول لها في بطولات كأس العالم، وتعتبر هذه هي المرة الوحيدة التي يقام فيها كأس العالم على أراضي أوروبية ويفوز بها منتخب من خارج القارة العجوز، وفقًا لموقع “ويكيبيديا“.

وسجل بيليه رقمًا قياسيًا عالميًا بإحرازه 1281 هدفا في 1363 مباراة خلال مسيرته الكروية الحافلة التي استمرت 21 عامًا، بما في ذلك 77 هدفًا في 92 مباراة دولية مع منتخب البرازيل.

ويعد بيليه هو اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات، حيث فاز بلقب المونديال في أعوام 1958 و1962 و1970، واختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 2000 لاعب القرن.

العالم ينعي بيليه

ونعى نجوم الرياضة حول العالم وشخصيات عالمية وفاة بيليه، ومن بينهم الرئيس جو بايدن الذي غرد قائلًا على تويتر:”بالنسبة للرياضة التي تجمع العالم بشكل لا مثيل له، فإن صعود بيليه من بدايات متواضعة حتى أصبح أسطورة في عالم كرة قدم هو قصة مثالية لما يمكن القيام به”.

بينما قال الرئيس البرازيلي المنتخب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا: “لقد حظيت بشرف لم يتح للشباب البرازيليين، فقد رأيت بيليه وهو يلعب في باكايمبو ومورومبي. لا، لم يكن يلعب، بل كان يقدم عرضا فنيا رائعا، لأنه عندما كان يحصل على الكرة كان يقدم دائما شيئا مميزا، والذي كان غالبا ما ينتهي بوضع الكرة داخل الشباك”.

ووصفت الحكومة البرازيلية على حسابها على تويتر بيليه بأنه “بطلنا البرازيلي العظيم” الذي “سيخلد بفضل عبقريته”. فيما وصفه الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بأنه “أكثر بكثير من أعظم رياضي في كل العصور”.

من جانبه قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو، إنه “حزين” في “يوم مأساوي حقا لكرة القدم”، ووصف بيليه بأنه “أفضل رياضي في القرن”.

وأضاف: “كان يحظى بكاريزما هائلة، وكان العالم يتوقف عندما تكون معه. واليوم العالم كله يشعر بالحزن على رحيل بيليه، أعظم لاعب كرة قدم عبر كل العصور”.

وكتب النجم البرازيلي نيمار على موقع إنستغرام: “قبل بيليه، كانت كرة القدم مجرد رياضة”. وأضاف: “بيليه غير كل شيء. لقد حوّل كرة القدم إلى فن، إلى ترفيه. لقد أعطى صوتا للفقراء، ولأصحاب البشرة السمراء”.

وتابع: “بشكل أساسي: جعل البرازيل معروفة للجميع. الملك بيليه له الفضل في ارتفاع مكانة كرة القدم والبرازيل! لقد رحل، لكن سحره سيبقى”.

وقال المهاجم البرازيلي السابق رونالدو الفائز بكأس العالم: “إنه لاعب فريد وعبقري ورائع من الناحية التكتيكية ومبدع ومتكامل، ولا مثيل له. أينما يذهب بيليه، يظل في القمة. لم يترك القمة أبدا، رغم رحيله عنا اليوم. إنه الملك الأول والدائم لكرة القدم، وهو الأعظم عبر كل العصور”.

كما وصف مهاجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، بيليه بأنه “ملك كرة القدم”، مشيرًا، في تغريدة على تويتر، إلى أن “بيليه رحل لكن إرثه لن يُنسى أبدا”.

كما كتب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قاد منتخب بلاده للفوز بمونديال قطر 2022، على تويتر قائلًا: “لم يكن بيليه واحدًا من أعظم لاعبي كرة القدم في كل العصور فحسب، بل كان أيضًا أحد أعظم الأشخاص في كل العصور. سيستمر تأثيره على اللعبة في إلهام أجيال من اللاعبين. سنفتقده كثيرًا، لكن إرثه سيبقى إلى الأبد”.

فيما قال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو: “مجرد كتابة كلمات وداع للملك الأبدي بيليه لن تكون كافية أبدا للتعبير عن الألم الذي يشعر به عالم كرة القدم بأسره في الوقت الحالي”.

وأضاف: “الرعاية التي أظهرها لي دائما كانت متبادلة في كل لحظة شاركناها سويا، وحتى عندما كنا بعيدين عن بعضنا البعض”. وتابع: “ذكراه ستبقى إلى الأبد في كل واحد منا يحب كرة القدم”.

وقال نادي نيويورك كوزموس الأمريكي، الذي اختتم به نيليه مسيرته الكروية في عام 1977، إنه “بدأ ثورة رياضية في الولايات المتحدة”. وأضاف النادي أنه “ساعد في نشر كرة القدم في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين