الراديو

كيف ساهمت منظمة الحياة في تسهيل عملية العودة للمدارس حول العالم؟

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

لقاء مميز أجراه الإعلامي سامح الهادي مع الأستاذ عمر الريدى، المتحدث الرسمي لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية، حول جهود وإسهامات المنظمة في تسهيل عملية العودة للمدارس في الولايات المتحدة والعديد من الدول حول العالم، وطبيعة برامج ومشروعات المنظمة في المجال التعليمي، وأين تعمل هذه البرامج والمشروعات، وأهم التحديات والمعوقات التي تواجهها.

27 دولة حول العالم

* مع قدوم موسم العودة إلى المدارس قبل أيام، هل لك أن تطلعنا على خطة الاستعدادات الخاصة بمنظمتكم في مناطق عملها حول العالم؟، ومن المستفيد من هذه الخطة بشكل كبير؟

** بالفعل مرّت أيام العودة إلى المدارس في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، ولكن من مميزات أن تكون منظمة عالمية تعمل في جميع دول العالم أن هناك اختلاف في توقيتات بدء العام الدراسي في بعضٍ من الدول.

فهناك دول لا نزال نقوم بتنفيذ المشروع فيها حتى الآن، وهناك دول سنبدأ في تنفيذه فيها خلال الشهر القادم، لذا أدعو المستمعين الكرام إلى المشاركة معنا إذ لا تزال فرصة المساهمة في برنامج العودة إلى المدارس ممكنة.

خلال هذا العام أضفنا 8 دول جديدة، ليصبح إجمالي الدول التي ننفذ برنامج العودة إلى المدارس فيها هي 27 دولة حول العالم؛ في مقدمتها: أفغانستان وبنجلاديش ومصر والبوسنة وأثيوبيا وغانا وهايتي والهند والعراق والأردن ولبنان ومالي وباكستان وفلسطين والصومال واليمن وغيرها من الدول.

بخلاف هذا البرنامج هناك العديد من الفقراء الذين ندعمهم على مدار العام، وهم بحاجة إلى أن يشعروا بأنهم طلاب عاديين وأن يحصلوا على حقهم المكفول لضمان عملية تعليمية سوية، وبالتالي فإن الحد الأدنى لكي يحصل الطالب دراسته أن يحصل على الحقيبة المدرسية وبها الحد الأدنى من المستلزمات، وكذلك توفير الزي المدرسي ووسائل الذهاب إلى المدرسة.

احتياجات مهمة

* هل تلمسون اختلافًا في الاحتياجات بين البلدان التي تنفذون بها برنامجكم للعودة إلى المدارس؟

** باختلاف البلدان تختلف الاحتياجات، ففي سوريا على سبيل المثال هناك أزمة إنسانية كبيرة، وبالتالي لم يقتصر البرنامج على الطلاب وحدهم، بل هناك مشروع متكامل نقوم من خلاله برعاية كاملة على كافة المستويات؛ من تجديد للمباني وتقديم منح دراسية بها وكذلك رواتب الأساتذة والموظفين، وذلك حتى نضمن انتظام العمل بها.

ولو تحدثنا عن النيجر مثلاً سنجد أنها أفقر ثالث دولة حول العالم، لك أن تتخيل أن الفصول هناك لا تزال من الخوص، أما الطلاب فهم يدرسون حتى الآن على الألواح الخشبية، لذا قدمنا لهم في البداية الـ “Small Black Board”، قبل أن ننتقل بهم إلى الدفاتر الورقية.

نقوم بدراسة ظروف كل بلد ننفذ به المشروع، كما ندرس حالة المدارس وحصر الطلاب المحتاجين ونضع لهم أولويات، وبتوفيق الله عز وجل ووفقًا لحجم التبرعات من المتبرعين الكرام، نبدأ مباشرةً في توزيع المساعدات على الطلاب.

* هل للمعلم حظ ونصيب من عملية المساعدة والتطوير التي تقومون بها؟

** تم تنفيذ هذا الجانب في سوريا فقط حتى الآن، حيث تم ضمان رواتب المعلمين حتى يتمكنوا من التدريس، ولكن كما تعلم فإننا نحاول دراسة الواقع والاحتياج ونقوم بالتطوير عام بعد آخر، فنحن الآن ندرس تطبيق الدراسة عن بُعد من خلال تطوع بعض المدرسين من ذوي الكفاءات.

الدول العربية

* بجانب سوريا، ما هي الدولة العربية التي تعملون بها ورأيتم فيها حالة من التعثر الواضحة عند عودة الطلاب إلى المدارس؟

** مع الأسف فإن لبنان تعاني هذا العام معاناة شديدة، أظن أننا جميعا نعلم هذا، لذا فإن لبنان كانت من بين أوائل الدول التي وجهنا دعمنا إليها، ولو تحدثنا عن مصر واليمن سنجد أن المساحة الجغرافية لهما كبيرة، وكذلك عدد السكان كبير جدا، لذا فإن المصاعب التي كانت تقابلنا فيهما كبيرة للغاية.

البنية التحتية

* ما هي حصة المباني التعليمية والمدارس والتجهيزات من خطة العمل الخاصة بالعودة إلى المدارس لهذا العام؟

** نحن لا نأخذ من حصة برنامج العودة إلى المدارس إلى هذه المشروعات تحديدًا، ولكن لدينا مشروعات خاصة لكل بلد، فعلي سبيل المثال في العراق قبل بدء العام الدراسي، تم تجديد مدرسة بالكامل، وكان لدينا مشروع آخر في المخيمات الموجودة في كينيا والتي تضم الكثير من اللاجئين من الصومال وأثيوبيا وكينيا، ولم تكن هناك مدرسة متوفرة لهم باستثناء بعض الفصول المبنية من الخوص، فتم بناء مدرسة كاملة لهم عن طريق مؤسسة الحياة.

وبشكل عام فيما يخص المباني والمنشآت، نقوم بدراسة احتياجات كل دولة، ونقوم بالمفاضلة على أساس الدراسات ما بين البناء أو الترميم، أو توفير الاحتياجات اللازمة للطلاب.

* ماذا عن الجانب الرسمي في الدول التي تعملون بها؟، كيف تتعاملون مع القوانين وما مدى تقبل الحكومات لأنشطتكم؟

** مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية دائما ما تعمل بشكل رسمي وقانوني في كل البلدان التي تعمل بها، وتكون لدينا مكاتب بها أو شركاء محليون موثقون فيها، ولكن دعني أخبرك بشيء مهم لمسته بنفسي خلال السنتين الأخيرتين، وهو أن الاحتياج الشديد في هذه البلدان قد خفف من وطأة الرسميات.

أدوات مدرسية

* هل تقومون باستيراد الأدوات المدرسية البسيطة من خارج البلد الذي تعملون فيه، أم أنكم بشراء هذه الأدوات من السوق المحلية؟

** الاستيراد من الخارج في الغالب يكون بتكلفة عالية، ونحن نريد أن نضع كل مبلغ لدينا في يد المحتاج، ومن باب التنمية المجتمعية فإننا نقوم بالاتفاق مع المصانع المحلية لتصنيع المستلزمات المطلوبة، وبالتالي تحدث استفادة مزدوجة لأهل هذا البلد.

* هل لك أن تطلعنا على محتويات الشنطة المدرسية التي تقدمونها؟، وهل تختلف من بلد إلى آخر؟

** نحن نأخذ محتويات الشنطة من مدير المدرسة، ونقوم بعمل حصر للطلاب والطالبات، والسنة الدراسية التي يدرسون بها، وبشكل عام فإن الشنطة تحتوي على الأقلام والدفاتر ومسطرة وممحاة وزجاجة مياه، هذا هو الحد الأدنى، وقد يزيد أو ينقص باختلاف المراحل التعليمية.

وبفضل الله تم حتى الآن تغطية 15 ألف طالب حول العالم، ولا زلت أشجع المستمعين على المساهمة معنا في هذا المشروع الضخم، بمبلغ زهيد يبدأ من 20 دولار وصولاً إلى 100 دولار.

* كيف يمكن التواصل مع منظمة الحياة للإغاثة والتنمية؟

** هنا طريقتين للتواصل معنا، عن طريق الموقع الإلكتروني، وهو: https://www.lifeusa.org
أو من خلال رقم الهاتف: 2484247493

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى