الراديو

كيف نستفيد من التكنولوجيا الجديدة في جعل حياتنا أفضل؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

“تكنو لايف”، هو برنامج جديد يأتيكم عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، نتابع فيه كل جديد ومفيد في عالم التكنولوجيا والتطورات الرقمية، ونبحث في كيفية استخدامه والاستفادة منه بالشكل الأمثل لجعل حياتنا أفضل وأسهل وأجمل.

خلال الحلقة الأولى من البرنامج، استضافت الإعلامية ليلى الحسيني، الدكتور محمد حنفي، خبير تطوير البرمجيات والتسويق الرقمي، حيث ناقشت الحلقة مجموعة من الموضوعات التي تواكب آخر تطورات التكنولوجيا والعالم الرقمي، ودار الحديث حول “كيف نستفيد من التكنولوجيات الجديدة في جعل حياتنا أفضل؟”.

يُذكر أن الدكتور محمد حنفي هو رئيس أكاديمية التسويق الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، ومؤسس مركز التميز للتسويق الإلكتروني بمعهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات، ولديه 25 عامًا من الخبرة في بناء القدرات والاستشارات والتخطيط الاستراتيجي وإدارة المشاريع المتخصصة في التسويق الإلكتروني وتطوير البرمجيات وريادة الأعمال.

حصل على درجة الماجستير في هندسة الحاسب الآلي من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على بكالوريوس هندسة اتصالات من جامعة الإسكندرية، وهو حاصل أيضًا على دبلومة في تحسين الجودة من أيرلندا، كما حصل على دبلومة في التسويق الإلكتروني من معهد التسويق الإلكتروني “Digital Marketing Institute” في إنجلترا.

سلاح ذو حدين

* في البداية، لعل بعض المستمعين لا يعرفون أن جزءًا مهمًا من نجاح راديو صوت العرب من أمريكا، يعود إلى فريقنا الرائد في الإسكندرية بمصر بقيادة الدكتور محمد حنفي، تقنيًا وتكنولوجيًا، لذا أقدم الشكر لهذا الفريق الذي قدم لنا الكثير على مدى سنوات طويلة.

ولنبدأ حديثنا من مصطلح التكنولوجيا، الذي يتردد كثيرًا، فهي سلاح ذو حدين، فالوسائل التكنولوجية ليست إيجابية أو سلبية بحد ذاتها، ولكن الأمر يتوقف على طريقة استخدامها والاستفادة منها، فهل تتفق مع هذا التعريف؟

** أتفق جدًا، فهي مثل السكين، يمكن استخدامها في الخير أو في الشر، لا يمكن لأي شخص الآن أن ينفصل عن التكنولوجيا، لأنها باتت موجودة في كل المجالات، لكن المهم هو هل سيتم استعمالها في تنمية قدرات الفرد ومهاراته وتحسين عمله ودراسته، أم سيحدث العكس وسيتم استعمالها بشكل سيء وسلبي.

على سبيل المثال، التلفاز كأحد المنتجات التكنولوجية، يمكن أن نحصل منه على معلومة مفيدة، أو يتم إضاعة وقتنا الثمين وأعمارنا في مشاهدة أشياء غير مفيدة أو نافعة، لذا يجب أن يتم إيضاح الجوانب السلبية والإيجابية التي يتم استعمال التكنولوجيا فيها، من أجل تجنب ما هو سلبي، والتمسك بما هو إيجابي.

جوانب إيجابية

* لو بدأنا بالأثر الإيجابي للتكنولوجيا على المجتمع تاريخيًا، هل لك أن تستعرض لنا هذا الجانب؟

** بدايةً، إذا تحدثنا عن تكنولوجيا المعلومات سنجد أنها ساعدتنا في التوصل إلى أمور كثيرة وتطوير العديد من الأشياء، مثلاً علوم الفضاء، أدوات التواصل والاتصال الحديثة، حتى عند كتابة رسالة بسيطة سنجد أن الذكاء الاصطناعي قادر على تصحيح الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها من يكتب الرسالة، والذكاء الاصطناعي نفسه أصبح موجودًا في كل شيء تقريبًا؛ في الطب والهندسة والرسم والإبداع الصوتي والموسيقى وغيرها.

التكنولوجيا استطاعت أن تفتح الحدود بين المجتمعات، وجعلت التواصل يتم بسرعة وسهولة كبيرة، وساهمت في إنجاز الأبحاث والدراسات العلمية للطلاب والباحثين، إذ يمكن لطالب ما في مصر مثلاً أن يحضر محاضرة لأستاذ في أكبر الجامعات في أمريكا أو الهند، التكنولوجيا ساعدت أيضًا كثيرين على إيجاد فرص عمل بسهولة وفتحت لهم أبواب رزق جديدة.

ويمكن لأصحاب المواهب المختلفة والحرف المتنوعة أن يسوقوا لأنفسهم، ومن ثمَّ يكسبون المال، لدرجة أنه يمكن تسويق وبيع منتجات يدوية بسيطة لمشترين من دول أخرى بعيدة جدًا.

جوانب سلبية

* لو استعرضنا سريعًا الآثار السلبية للتكنولوجيا، ما هي برأيك الآثار التي يمكن اعتبارها سلبية وأضرّت بحياتنا؟

** أخطر الآثار السلبية هو التأثير على ثقافتنا، فدائمًا الشخص المهزوم يكون أكثر عرضة لتغيير ثقافته مقارنةً بالشخص القوي، لذا فإن التربية والثقافة والتعليم إذا لم تكن على درجة عالية في المجتمع، يمكن للثقافة السلبية أن تصبح مسيطرة على أفراد هذا المجتمع، فالتكنولوجيا تفتج ثقافات المجتمع على بعضها البعض، لكن كل ثقافة لها خصوصيتها ونحن نريد في النهاية ان نحتفظ بهويتنا.

الشباب يقضي أوقاتًا طويلة على الإنترنت والوسائل التكنولوجية المختلفة، وفي حالة إذا ما تأثروا بالثقافات الأخرى الغربية عن ثقافتنا، مع الوقت يحدث اضمحلال لهويتهم وتُطمَس، لذا فإننا نريد نوعًا من التوازن، بحيث نأخذ ونستفيد من الجزء المرغوب والجيد من كل ثقافة، ونترك ما هو غير ذلك.

خطورة المعلومات

* للأسف مع قضاء الشباب والمراهقين لفترات طويلة على شبكة الإنترنت، يصبحون عرضة للمعلومات والمواقع الرديئة، وهو ما يؤثر عليهم سلبًا في النهاية، كيف تعلّق على ذلك؟

** للأسف مثل هذه المواقع تؤثر سلبًا على حياتهم، حتى مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تصيب كثيرين بالإحباط عندما يتابعون ما ينشره المشاهير، لكن نجد أنهم ببساطة ينشرون الجانب الجيد من حياتهم فقط، يُضاف إلى ذلك أن كمية المعلومات الكثيرة التي يتم جمعها عنا على الإنترنت.

ولا ننسى ما قاله الرئيس السابق دونالد ترامب عندما كان هناك توجه حاد من إدارته ضد منصة تيك توك، بالرغم من أنها مجرد منصة تواصل اجتماعي تنشر مقاطع فيديو وأغاني وما شابه، لكن هذه المنصة تجمع قدرًا كبيرًا جدًا من المعلومات عن كل شخص يدخل عليها، ويتم توظيف هذه المعلومات لاحقًا في السيطرة على الأشخاص.

وهناك تجربة سابقة أجراها موقع فيسبوك، وكانت نتائجها مرعبة، حيث أخذوا عينة من مستخدمي المواقع، وقرروا جعل بعضهم في حالة سعادة، والبعض الآخر في حالة حزن، وبدأ الموقع في بث منشورات سعيدة للمجموعة الأولى، ومنشورات حزينة للمجموعة الثانية، ثم تم قياس الحالة الشعورية لكل مجموعة من خلال ما يقوم أفرادها بنشره، فوجدوا أنه يمكنهم التحكم في الأشخاص.

وهذه تجربة علمية ونتائجها منشورة من خلال جامعتين من أكبر الجامعات في العالم، وطبعًا هذه البيانات يتم استعمالها بشكل واسع في المجال السياسي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى