الركن الخامستغطيات خاصة

7 دول تخالف السعودية في موعد عيد الأضحى والعراق يحتفل بعيدين

دأبت الدول الإسلامية على تحرّي الهلال قبل مطلع كل شهر هجري للتأكد من ثبوته وعدم ثبوته، ويزداد تركيز المسلمين مع هذا الأمر في ثلاثة أشهر تحظى باهتمام خاص أولها شهر رمضان، حيث يحدد الهلال بدء صيام الشهر الكريم،

وكذلك هلال شهر شوال الذي يعلن نهاية صيام رمضان وحلول عيد الفطر المبارك، مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”.

أما الشهر الثالث فهو شهر ذي الحجة، والذي يحد هلاله بدء موسم الحج وموعد الوقوف بعرفات وعيد الأضحى المبارك.

ولأن مناسك الحج تتم في السعودية، بلد الحرمين الشريفين، فالشائع هو أن تتفق الدول العربية والإسلامية مع السعودية في موعد بدء شهر ذي الحجة، لتوحيد موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى.

ولا تستطلع معظم الدول هلال شهر ذي الحجة، كما هو الحال في باقي الشهور العربية، وتنتظر بيان السعودية حول استطلاع الهلال؛ لأنها بلد المنسك، لتعلن موعد بداية الشهر وفقًا لما تعلنه الجهات السعودية.

7 دول مخالفة

لكن المفاجأة هي أن هناك 7 دول أعلنت عدم ثبوت هلال شهر ذي الحجة في الموعد الذي أعلنته السعودية، وهو ما يعني اختلاف موعد عيد الأضحى في هذه الدول ليوافق الأحد 10 يوليو، وليس السبت 9 يوليو كما أعلنت السعودية وباقي الدول العربية والإسلامية.

دولتان عربيتان

وفقًا لما تم الإعلان عنه من استطلاع هلال شهر ذي الحجة فإن هناك دولتان عربيتان و5 دول شرق آسيوية سيكون فيهما احتفال بعيد الأضحى يوم الأحد 10 يوليو.

عدم ثبوت بالمغرب

الدولة العربية الأولى هي المملكة المغربية، حيث أعلن بيان لوزارة الأوقاف المغربية، أنها راقبت هلال شهر ذي الحجة لعام 1443هـ بعد مغرب أمس الأربعاء، وأن جميع مندوبي الشؤون الإسلامية بالمملكة، وبوحدات القوات المسلحة الملكية المساهمة في مراقبة الهلال، أكدوا لها جميعًا عدم ثبوت رؤيته، وبناءً عليه سيكون غدًا الجمعة أول شهر ذي الحجة، ويكون عيد الأضحى المبارك يوم الأحد 10 يوليو.

خلاف في العراق

أما في العراق فيبدو أنه سيكون هناك احتفالان لعيد الأضحى أحدهما يوم السبت 9 يوليو والآخر يوم الأحد 10 يوليو. فقد اختلف الشيعة والسُّنة في العراق على نتيجة استطلاع رؤية هلال شهر ذي الحجة.

حيث أعلن مكتب المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، علي السيستاني، مساء أمس الأربعاء، أن غدًا الجمعة سيكون أول أيام شهر ذي الحجة، ليكون بذلك عيد الأضحى لدى الشيعة في العراق، هو الأحد 10 يوليو.

بينما أعلن ديوان الوقف السني العراقي ثبوت رؤية الهلال بالوجهين الشرعي والفلكي، ليكون اليوم الخميس 30 يونيو هو أول أيام شهر ذو الحجة ليكون بذلك السبت 9 يوليو هو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

6 دول شرق آسيوية

ووفقًا لما أعلنه مركز الفلك الدولي فإن هناك أيضًا 6 دول بمنطقة شرق آسيا هي (ماليزيا وباكستان وإندونيسيا وسلطنة بروناى وهونج كونج واليابان) أعلنت رسميًا عدم ثبوت هلال شهر ذو الحجة أمس لديهم، مؤكدين أن أول أيام شهر ذو الحجة سيكون غدًا الجمعة، وبذلك يكون أول أيام عيد الأضحى المبارك في هذه الدول يوم الأحد الموافق 10 يوليو المقبل.

وأعلنت ماليزيا رسميا عدم ثبوت رؤية الهلال أمس، وأن الجمعة 1 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وبعد تحرّي الهلال من 86 موقع فيها أعلنت إندونيسيا رسميا عدم ثبوت رؤية الهلال أمس، وأن الجمعة 01 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وفي باكستان أيضًا أعلنت لجنة رؤية الهلال المركزية في باكستان تعلن رسميا عدم ثبوت رؤية الهلال اليوم، وأن الجمعة 01 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

كما أعلنت سلطنة بروناي رسميًا عدم ثبوت رؤية الهلال أمس، وأن الجمعة 01 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

فيما أعلنت الجالية المسلمة في “هونج كونج” عدم ثبوت رؤية الهلال أمس، وأن الجمعة 1 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وفي اليابان قالت لجنة رؤية الهلال إنه بعد تحديد  28 موقع لتحري الهلال في البلاد، تبين عدم ثبوت رؤية الهلال أمس، وأن الجمعة 1 يوليو أول أيام شهر ذي الحجة، والأحد 10 يوليو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

صحة الاختلاف

ولعل اختلاف موعد بدء شهر ذي الحجة وعيد الأضحى في هذه الدول يثير التساؤلات لدى البعض حول صحة هذا الخلاف من الناحية الشرعية، وكيف يتصرف المسلمون في هذه الدول فيما يتعلق بصوم يوم عرفة والاحتفال بالعيد.

وهذا التساؤل طرحه كثيرون وطلبوا الفتوى فيه، حيث سأل أحدهم: هل من الضروري أن يتفق يوم عيد الأضحى مع السعودية وما يقوم به الحجاج في مكة المكرمة، أم يمكن الاختلاف في هذا اليوم بحسب اختلاف البلد التي يوجد بها كل فرد؟

ووفقًا لموقع “الإسلام سؤال وجواب” فقد رد العلماء على السؤال بقولهم إن الفقهاء اختلفوا في مسألة هل رؤية الهلال في بلد تلزم جميعَ البلدان، أم لكل بلد رؤيته، وهذا ينطبق على تحديد وقت شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى.

وأوضحوا أن هذه المسألة من المسائل الاجتهادية، وقد استدل كل فريق من العلماء بأدلة، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد. وأضافوا أن القول بأنه إذا تم رؤية الهلال في بلد لزم جميع البلدان هو مذهب جمهور العلماء، وقد اختاره الشيخ ابن باز رحمه الله.

لكن القول باعتبار اختلاف رؤية الهلال هو الأصح عند الشافعية، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية واختاره من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين. ويبني على هذا الخلاف اختلاف المسلمين في عيد الفطر وعيد الأضحى من غير فرق بينهما،

فقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله “أن الواجب هو العمل برؤية الهلال صوماً وإفطاراً وتضحية متى ثبتت رؤيته ثبوتاً شرعياً في أي بلد ما”.

أما في فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد ذَكَر أن اختلاف المطالع يُعمَل به في عيد الأضحى كما يُعمل به في دخول شهر رمضان وخروجه.وعلى هذا فلا إشكال في أن عيد الأضحى يكون في بلد يوم الجمعة، ويكون في بلد آخر يوم السبت، وهكذا، بناء على تعدد الرؤية واختلافها .

ومثل هذا يقال في صوم رمضان، وفي صوم عرفة، وصوم عاشوراء، لأنها مسائل مترتبة على رؤية الهلال والحكم بدخول الشهر أو عدم دخوله.

ووفقًا لفتوى أخرى ردًا على نفس السؤال في موقع “إسلام ويب” فإنه لا لوم على المسلمين في أن يختلفوا في بداية الصوم ونهايته، وفي تحديد يوم عرفة ويوم العيد ما دامت مطالع الهلال لديهم مختلفة، لأن العبرة في دخول الشهر برؤية الهلال أو بإتمام الشهر ثلاثين يوماً.

ويكون يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لمن بمكة غير يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لغيرهم ممن يختلف مطلعهم عنهم كالشام أو غيرها، وإذا تأخرت رؤيتهم للهلال عن رؤية أهل مكة مثلاً فلا يقال إنهم صاموا يوم عرفة في يوم العيد وصومه ممنوع، لأنه لم يكن قد دخل يوم العيد عندهم حتى يقال عنهم إنهم صاموا يوم العيد.

وأما أهل البلد الواحد المتحد المطلع فيلزمهم أن يتحدوا في الصوم والعيد إذا رأوا الهلال أو أتموا الشهر فيصوموا أو يضحوا في يوم واحد باعتبار ثبوت الهلال لديهم، أو إكمال عدة الشهر، ولا يصح أن يوافقوا أهل البلد الآخر، ولا يصح أن يختلفوا ويتفرقوا في هذه الحالة، لما ثبت في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون.

وأما إذا لم يتم الشهر عندهم، ولم يروا الهلال، وأعلن غيرهم عن دخول الشهر أو خروجه ممن يخالفونهم في المطلع، وأخذ بعض الناس برؤيتهم أخذاً بمذهب أكثر الفقهاء القائل بعدم اعتبار اختلاف المطالع، فقدم صومه أو فطره معهم قبل أهل بلده فلا ينكر عليه، لأنه آخذ بقول معتبر لأهل العلم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى