ناشط أمريكي: معاناة المسلمين في الهند تشبه معاناة الفلسطينيين
قال الناشط الأمريكي عبد المالك مجاهد إن المسلمين في الهند يتعرضون للتمييز ونظام فصل عنصري كالذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، كما يتعرضون للعديد من الانتهاكات التي تستهدف في الأساس تدمير ثقافتهم وتقييد حرياتهم والتضييق عليهم لإجبارهم على النزوح من أماكن إقامتهم.
وأضاف أن “هناك مسلمون في الهند تم احتجازهم في السجون لعقود من الزمن رغم أنهم لم يرتكبوا أي جريمة، وعندما يحتج المسلمون سلميا تهدم الحكومة منازلهم تماما كما تفعل إسرائيل”.
وأوضح أن الولايات المتحدة والغرب لا يفرضان عقوبات على العنصرية المتزايدة ضد المسلمين في الهند، باعتبارهم حلفاء سياسيين، وأن الغرب مستعد دائمًا للتسامح مع “الفاشية” في الهند، التي يعتبرها حليفة مهمة، مثلما يتسامح مع جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين.
طمس الهوية
وذكر مجاهد – رئيس منظمة “العدالة للجميع”، وهي إحدى المنظمات غير الحكومية الرائدة للمسلمين بأمريكا والمعروف بكتاباته وخطبه عن الهند – أن القوميين الهندوس “يهاجمون بشكل خاص الرموز الدينية وأماكن المسلمين بهدف طمس الهوية الإسلامية”.
وشدد على أن “أكثر من 3 آلاف مسجد تاريخي في الهند مستهدف من قبل زعماء الهندوتفا (أيديولوجيا القومية الهندوسية) على أساس أنها معابد هندوسية”.
وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء “الأناضول” أنه “يتم تعمد استهداف المئات بل الآلاف من الأوقاف الإسلامية، حيث تسيطر عليها الحكومة الهندية وتدمرها”.
وأوضح أن المسجد البابري الذي يبلغ عمره 500 عام، والذي بني في العصر المغولي، تم هدمه بدعوى أنه مسقط رأس راما الهندوسي، كما يوجد مسجد كبير في مجمع تاج محل، حيث يتجمع المسلمون، لم يعد مسموحا لهم بالصلاة فيه ويزعم الهندوس أن تاج محل هو معبد هندوسي”.
وأضاف “لم يعد مسموحا للمسلمين بالصلاة في مسجد قوة الإسلام الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، والذي بناه الملك التركي المسلم قطب الدين أيبك في منطقة دلهي”.
وأفاد بأن الحكام المؤيدين للـ”هندوتفا” في الهند منعوا المسلمين من الصلاة في المساجد القديمة، مؤكدا أن عمليات هدم المساجد “غير قانونية”.
تمييز وعقاب
وأشار مجاهد أيضًا إلى أن الحكومة الهندية فرضت عقوبات قاسية على المسلمين الذين يحاربون التمييز ضد الإسلام في الهند. وقال “يحاول المسلمون الهنود الكفاح قانونيًا، لكنهم لا يستطيعون النجاح لأن المحاكم مليئة بأنصار الهندوتفا”.
وذكر أن الناخبين المسلمين أظهروا رد فعلهم تجاه الحكومة من خلال الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وأن المعارضة نجحت في استقطاب أصوات المسلمين، لكنها لم تشكرهم حتى على أصواتهم لأن قيادييها كانوا خائفين من أنصار الهندوتفا. وشدد على أن المعارضة تحاول أيضا النأي بنفسها عن المجتمع الإسلامي.
وأوضح أن هناك مجموعات مختلفة من الهندوتفا، حتى المعتدلة منها، تعلم الهندوس بشكل عام كيفية “إهانة المسلمين”، ويتم تدريس ذلك في الكتب المدرسية.
وأشار إلى أن الهندوتفا المتطرفة مدرجة في سياسات الحكومة ويحميها القانون، قائلا “لدى الهندوتفا المتطرفة أكثر من 50 قانونًا فيما يتعلق بمواطنة المسلمين وإسكانهم وممتلكاتهم ومؤسساتهم وزواجهم ومعتقداتهم”.
وأضاف: “توجد لدى الهندوتفا هيكلية لما يمكن للمسلمين فعله وما لا يمكنهم فعله، وهذا يجلب قيودًا منهجية، ويفرض نظام فصل عنصري مماثل للطريقة التي يُجبر بها الفلسطينيون على العيش في إسرائيل”.
نموذج شاروخان
وأوضح عبد المالك أن الحكومة الهندية والشركات القريبة منها تمول صناعة السينما الهندية لأغراض الدعاية، مضيفا أن “حكومة ناريندرا مودي تتبع نموذج الدعاية النازية، حيث تقتل الحرية في وسائل الإعلام المستقلة والتلفزيون والسينما. وتأتي الهند في مرتبة أدنى من الصومال وكولومبيا وباكستان وأفغانستان في حرية الإعلام”.
وأكد أن الممثلين المسلمين في الهند لا يمكنهم التحدث علنًا ضد التمييز، وأن الهند “تقدم عددًا قليلا من الممثلين المسلمين المشهورين، مثل شاروخان الذي يطلق على نفسه اسم مسلم، فيما يعبد الأصنام الهندوسية في منزله، باعتباره المسلم المثالي”.
وأوضح أن شاروخان متزوج من امرأة من أصل هندوسي وأن أطفالهما يعبدون الآلهة الهندوسية، قائلا “إن مودي في الواقع يقول لـ200 مليون مسلم هندي إنهم إذا أرادوا البقاء والتطور في الهند، فيجب أن يكونوا مثل شاروخان، مسلم يمارس الديانة الهندوسية”.
وأضاف: “في الأفلام الهندية الشعبية يتم شيطنة المسلمين من خلال وصفهم بالإرهابيين، على سبيل المثال هناك تصوير كاذب في فيلم “قصة كيرالا”، حيث يذكر أن ألف امرأة هندية مسلمة انضمت إلى داعش، وفي فيلم آخر هو “ملفات كشمير”، يظهر وكأن الهندوس، وليس المسلمين، هم الذين عانوا من الإبادة الجماعية في كشمير”.