هبوط أول مركبة فضائية أميركية على سطح المريخ بنجاح

هبط المسبار الفضائي “إنسايت” مساء اليوم الاثنين، على سطح كوكب المريخ، ليصبح أول مركبة فضائية تابعة للوكالة الأميركية للطيران وللفضاء “ناسا” تهبط على الكوكب الأحمر منذ ست سنوات.
وتمكن المسبار “إنسايت” الأمريكي من الهبوط -لأول مرة- على سطح المريخ، بعد رحلة استمرت 6 أشهر، في حدث تاريخي، ليكون أول مركبة فضائية استكشافية تتمكن من الهبوط على المريخ.
وتهدف المركبة لاستكشاف سطح المريخ والمناطق الداخلية العميقة للكوكب، حيث ستقوم أذرعه بالحفر أسفل السطح على عمق 16 ذراعا، والاستماع لما يحدث بباطنه.
ونجح الصاروخ الذي حمل المسبار “إنسايت” في اختراق السماء الوردية للكوكب بسرعة 19 ألفا و795 كيلومترا في الساعة، لكن سرعته في رحلة هبوطه إلى سطح الكوكب، ومسافتها حوالي 124 كيلومترا، قلت بفعل الاحتكاك بالغلاف الجوي ومظلة هبوط عملاقة وصواريخ كابحة.
ولامس المسبار سطح الكوكب بعد نحو 6 دقائق ونصف من ذلك، وهبط كما كان مقررا في المنطقة المنبسطة قرب خط استواء الكوكب.
وأصبح المسبار “إنسايت” أول مركبة فضاء أميركية تهبط على سطح المريخ منذ وصول المستكشف الطواف “كيريوسيتي” قبل 6 سنوات، وأول مركبة مخصصة لاستكشاف ما تحت سطح المريخ.
ويحمل المسبار معدات لرصد درجات الحرارة وهزات الزلازل في المريخ، وهي أمور لم يجر قياسها أبدا خارج كوكب الأرض.
وسيقضي المسبار “إنسايت” 24 شهرا، أي ما يساوي عاما مريخيا واحدا، في أخذ قراءات زلزالية وحرارية بحثا عن معلومات تساعد على معرفة كيف تشكل المريخ وأصل الأرض وغيرها من الكواكب الصخرية في المجموعة الشمسية الداخلية.
ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، مقطع فيديو تشرح من خلاله كيف ستحصل على إشارات من المسبار عقب هبوطه على كوكب المريخ، حيث تشير إلى أن اثنين من الأقمار الصناعية الصغيرة التجريبية ستنقل المعلومات التى يحصل عليها المسبار خلال دقائق معدودة، مؤكده أنها ستعتمد أيضًا على المركبة الفضائية المدارية للبيانات الهندسية ، والتى تستغرق عدة ساعات للوصول إليهم.
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية، إن الإشارات المرسلة من المريخ تلتقطها عدة مركبات فضائية، فيما تنقل تلك الإشارات إلى الأرض بطرق مختلفة وفى أوقات مختلفة، ما يعنى أن فريق المهمة قد يعرف على الفور عندما يضىء InSight، أو قد يضطرون إلى الانتظار لعدة ساعات.
وأضافت أن المسبار سيذيع إشارات لاسلكية بسيطة تُسمى “النغمات” إلى الأرض، وسيتم ضبط المهندسين من موقعين، المرصد الأخضر للبنك الوطنى التابع لمؤسسة العلوم فى جرين بنك، وست فرجينيا، ومعهد ماكس بلانك التابع لمؤسسة علم الفلك الراديوى فى إيفلزبيرج، ألمانيا، وسيتم نقل نتائجهم إلى مراقبة البعثة فى مختبر الدفع النفاث والمهندسين فى مؤسسة لوكهيد مارتن الفضائية فى دنفر.
وأشارت وكالة “ناسا”، إلى أنه يقوم عدد من الشركاء الأوروبيين، بما فى ذلك المركز الوطنى للدراسات الفضائية الفرنسية (CNES)، والمركز الألمانى للطيران والفضاء (DLR)، بدعم مهمة InSight.
وبعد هبوط المسبار بنجاح، هنأ نائب الرئيس الأميركي مايك بينس على حسابه بـ”تويتر” وكالة ناسا وبلاده، موضحا أن تلك هي المرة الثامنة التي تهبط فيها أميركا على سطح المريخ، ولكنها الأولى لاستكشافها من الداخل.
وألحق بينس تغريدته على “تويتر” بفيديو يرصد الفرحة التي أصابت الفريق المشرف على المشروع الذي بلغت تكلفته مليار دولار، واستغرقت رحلته 6 أشهر منذ انطلاقه من ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
يذكر أن الولايات المتحدة بدأت أولى رحلاتها إلى المريخ في الستينات، فيما أطلقت دول أخرى نحو 24 رحلة إلى هذا الكوكب.
❓ How do we get signals from @NASAInSight during #MarsLanding?
A pair of experimental small #MarCO satellites will attempt to relay info in minutes. We’ll also rely on orbiting spacecraft for engineering data, which takes several hours to reach us. More: https://t.co/GwEQnUv5Y7 pic.twitter.com/FKt7YBdwYw— NASA (@NASA) November 26, 2018