الراديوكلنا عباد الله

رسالتنا للعالم في عيد الميلاد.. تزيّنوا بالتسامح وتسلّحوا بالمحبة لتنعموا بالسلام

تحلّ علينا أعياد الميلاد بأجوائها الروحية والاجتماعية المميزة.. مناسبة هامة تنتظرها شعوب العالم أجمع بشغف.. ويتقاسم الفرحة فيها المسيحيون والمسلمون معًا.

في الكنائس تدق الأجراس، وتُضاء الشموع، وتستمتع الآذان بسماع الترانيم الروحية الغنية بمضامينها وألحانها العذبة. وفي الشوارع والبيوت تنتشر أجواء الفرحة، وتجتمع العائلات حول الموائد العامرة بالمحبة والسعادة.

وفي كل عام تحمل لنا أعياد الميلاد العديد من الرسائل، التي تجتمع حولها البشرية، وتصلح لكل زمان ومكان.

راديو صوت العرب من أمريكا يأتي إليكم هذا العام بأهم ثلاثة رسائل تحملها لنا أعياد الميلاد .. (التسامح- المحبة- السلام).

رسالة السلام

بهذه المناسبة أنتم مدعوون معنا لرحلة مميزة نبدأها معكم برسالة “السلام” من فلسطين، أرض السلام، التي تعاني منذ أكثر من 50 عامًا من عدم وجود السلام، فيما لا زالت أمنيات العالم مستمرة في أن يتحقق السلام على هذه الأرض، وأن يعيش العالم كله في سلام، فإن لم يتحقق السلام في فلسطين فلن يتحقق السلام في كل أنحاء العالم.

في فلسطين مهد السيد المسيح، ومكان ولادته، وهي محط أنظار العالم في أعياد الميلاد، وبصفة خاصة كنيسة المهد، التي توجد فيها المغارة التي ولد فيها المسيح (أمير السلام). كما أنها تضم كنيسة القيامة، أهم كنيسة في العالم، وتلقب بـ”أم الكنائس” و(عاصمة الميلاد)، وحيث كل شخص مسيحي يؤمن أنه ولد في هذا المكان كما يقول الكتاب المقدس “كلنا ولدنا هنا”.

في فلسطين يكون التعايش بين المسلمين والمسيحيين، والذي يعد نموذجًا يحتذى في العلاقة المميزة بين المسلم والمسيحي، وقدوة لحالة التآخي والسلام في الأراضي المقدسة.

رسالة المحبة

ومن مصر نرسل لكم برسالة “المحبة”، حيث التعايش المختلط بين المسلمين والمسيحيين دون تمييز أو انفصال أو طائفية.. وحيث شعبٌ تجمعه وحدة المصير واختلاط الدم عبر التاريخ.

أحداث تاريخية كثيرة جسدت وعززت معنى المحبة مثل ثورة 1919، التي اعتلى فيها القساوسة منابر المساجد، وخطب مشايخ الأزهر في الكنائس، وهتف الجميع مسلمون ومسيحيون (عاش الهلال مع الصليب).

وحدة المصير واختلاط الدم المسلم والمسيحي ظهرت أيضًا في النضال ضد المستعمر الإنجليزي، وفي حرب أكتوبر 1973م، ووحدة الصف المصري في ثورة 25 يناير 2011، وجسدتها مشاهد الثائرين في ميدان التحرير لمن يحملون المصحف والهلال إلى جانب الصليب والإنجيل، ومساعدة المسيحيين للمسلمين في الميدان على الوضوء وحراستهم في الصلاة.

مصر شهدت أيضًا رحلة العائلة المقدسة واحتضنت السيد المسيح وأمه السيدة مريم لمدة 3 سنوات بعد هروبهم من بطش الإمبراطور هيرودس الذي اضطهد المسيحية وسعى لقتلهم، ولا زالت هناك العديد من المعالم الأثرية الشاهدة على محطات هذه الرحلة، والتي تقام فيها الاحتفالات كل عام بمشاركة المسلمين والمسيحيين.

رسالة التسامح

أما ثالث رسائل عيد الميلاد وهي “التسامح” فتأتيكم من الإمارات، والتي تعتبر نموذجًا لتعزيز قيمة التسامح والتعايش بين الأديان وقبول الآخر.

فقد تم استحداث وزارة للتسامح في الإمارات منذ عام 2016، كما تم إعلان البرنامج الوطني للتسامح، وإعلان عام 2019 عام التسامح، وإطلاق اسم التسامح على أجمل جسر في دبي، إطلاق اسم السيدة مريم العذراء على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف.

كما أطلقت الإمارات في فبراير 2019، وثيقة الأخوة الإنسانية، خلال استضافتها لقاء الأخوة الإنسانية الذي جمع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، لتعزيز قيم التسامح والمحبة بين الثقافات والأديان، وترسيخ مبادئ التعايش وقبول الآخر.

حلقة مهمة مليئة بالأجواء الروحانية الفريدة التي تتناسب مع أجواء أعياد الميلاد، ورحلة مميزة نصطحب معكم فيها الأمنيات بأن يعيش العالم كله في سلام، ونوجّه دعوة إلى شعوب العالم في كل مكان: “تزينوا بالتسامح.. وتسلحوا بالمحبة.. لتنعموا بالسلام”.

كل الشكر لفريق العمل من مصر: مروة مقبول وعبير شوقي، ومن الإمارات: نائل الجوابرة ومروة الحمدي، ومن فلسطين: رواء ابو معمر.

سيناريو وحوار المبدع: منير عتيبة، والأداء الدرامي: محمد صالح، نسرين جلال، نجوى فؤاد، ندى سالم، الشيماء صبري، رحمه محمد، والإخراج: لـ: دعاء حسنين.

رئيس التحرير: علي البلهاسي، الإشراف العام: ليلى الحسيني

تابعوا الحلقة في الرابط التالي:

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى