حصري- د. ناتاشا بغداسريان: اللقاح آمن للجميع وحقق نتائج مذهلة
الرئيسة التنفيذية الطبية لولاية ميشيغان في أول ظهور لها بالإعلام العربي في أمريكا
ترجمة: فرح صفي الدين – انطلاقًا من مسئوليته الاجتماعية وتفعيلًا لدوره الإعلامي، أطلق راديو صوت العرب من أمريكا حملة خلال شهر أكتوبر الجاري لدعم جهود حكومة ولاية ميشيغان والحكومة الفيدرالية في مواجهة جائحة كورونا، ودعم حملة التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا
انطلقت الحملة تحت عنوان “اللقاح أمان وأمل”، برعاية خاصة وكريمة من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في ميشيغان (MDHHS)، وتهدف لتعريف المواطنين بأهمية اللقاحات كوسيلة آمنة وفعالة في مواجهة فيروس كورونا القاتل، وما تمثله أيضًا من أمل لنا في العودة للحياة الطبيعية.
ولتحقيق هذا الهدف قمنا بتوجيه برامجنا والمواد الإعلامية التي نقدمها عبر الراديو والموقع الإلكتروني وصفحاتنا الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة هذه الحملة بشكل مكثف، وذلك بمشاركة متميزة من جانب مجموعة من أفضل الخبراء والأطباء والمسؤولين الحكوميين، للتوعية بخطورة المعلومات الزائفة التي انتشرت حول اللقاح وإبراز فوائده ومدى سلامته على الصحة.
في هذا الإطار استضاف الصحفي عادل معزب، في برنامجه “راديو بلدي”، الدكتورة ناتاشا بغداسريان، التي عُينت مؤخرًا كمديرة تنفيذية طبية لولاية ميشيغان، والتي أجابت على العديد من الأسئلة بشأن فعالية وسلامة اللقاح.
خبرة كبيرة
تقول د. ناتاشا، المتخصصة في الأمراض المعدية في جامعة “آن أربور” بولاية ميشيغان، إنها لم تكن تتوقع أن تحصل على هذا المنصب بعد أن شغلته د. جوني خلدون والتي كانت “قائدة رائعة” خلال فترة الوباء. وأكدت أنها ستكون فخورة بأن تتبع خطاها.
وأضافت أنها تعمل في مجال الوقاية من العدوى لمدة تزيد عن 17 عامًا، في مستشفيات داخل الولاية وخارجها. وأوضحت أنها ظلت تعمل لمدة عام على مكافحة الفيروس الوبائي، وشاركت في العديد من الاستراتيجيات، مثل إجراء اختبار سريع في المدارس، على سبيل المثال.
وقالت: “هدفي كرئيس تنفيذى طبى بالولاية” هو مواصلة هذه المبادرات وفعل ما في وسعنا لدعم المجتمعات”
لماذا يجب أن نثق في اللقاح؟
تقول د. ناتاشا إنه تم استخدام تقنية “mRNA” الجديدة والتي غيرت مفهوم تصنيع اللقاحات بشكل كامل. فهي تقدم التعليمات الجينية لخلايا الإنسان لصنع بروتينات فيروسية أو بكتيرية بنفسها، فيستجيب نظام المناعة لهذه التعليمات ويبني المناعة اللازمة.
وأكدت أن هذه التقنية ستغير حقًا الطريقة التي يمكن من خلالها تصنيع اللقاحات وبشكل سريع، بعد أن كان يستغرق التوصل إلى تصنيع لقاح سنوات من العمل والتجارب.
وأضافت “إنها تقنية مذهلة ويتم دراستها الآن لأغراض أخرى، بما في ذلك علاج السرطان وغيره من الأمراض، لذلك نحن محظوظون جدًا بامتلاك هذه التكنولوجيا، ونحن محظوظون لأن هذه اللقاحات متاحة لنا”.
وأوضحت أنه إذا كان الشخص قد تلقى اللقاح بالفعل وتعرض جسمه للفيروس، يكون جهازه المناعي جاهزًا لتدمير البروتين الموجود على سطح الفيروس، ثم يستهدف البنية الخاصة به.
هل سيكون اللقاح سنويًا؟
قالت د. ناتاشا إنه على الأرجح لن يكون هذا اللقاح سنويًا، فهناك بيانات جيدة تظهر أن الجسم المضاد بعد التطعيم يميل إلى أن يكون مستدامًا بشكل نسبي. وأكدت أن فيروس كورونا يعمل بشكل مختلف عن الأنفلونزا التي تحمل معها سلالات جديدة كل عام.
وأضافت: “ما يجب أن نفعله بلقاح الأنفلونزا هو أننا يجب أن ننظر إلى السلالات المنتشرة في الجانب الآخر من الكرة الأرضية في وقت مبكر لا يقل عن 6 أشهر قبل موسم الشتاء، ونحاول التنبؤ بالسلالات التي قد تأتي إلينا، ونقوم بتعديل اللقاح بناءً على ذلك”.
وأوضحت أنه بالرغم من وجود متغيرات جديدة لفيروس (covid-19)، فإن اللقاح الذي لدينا يقي من جميع المتغيرات المثيرة للقلق. وأضافت أنه سيكون هناك بعض التعديلات الطفيفة، ولكن لن يكون الأمر مثل ما نقوم به مع لقاح الأنفلونزا.
آخر التطورات حول الأطفال واللقاح!
وفيما يتعلق بآخر التطورات حول حصول الأطفال أقل من 12 عامًا على اللقاح، قالت الرئيس التنفيذى الطبى فى ميشيغان إن اللجنة الاستشارية ستأخذ قرارها في هذا الشأن بموجب البيانات بحلول 26 أكتوبر.
وأضافت أنه على الرغم من أن القرار لم يُصدر بعد، إلا أننا “قد بدأنا بالفعل في التخطيط لكيفية حصول الأطفال على اللقاح إذا تمت الموافقة عليه في ذلك التاريخ.”
وأكدت أنه من المهم أن يكون هناك خطة لمعالجة سرعة استجابة الآباء لحصول أبناءهم على اللقاح في جميع أنحاء الولاية.
حماية المجتمع وتفويض اللقاح
كما أشارت د. ناتاشا إن هناك ترقب في جميع أنحاء البلاد حاليًا لصدور قرار حول إلزامية الحصول على اللقاح، مشيرة إلى أن هناك دراسة تتم حاليًا حول إمكانية أن يكون هناك تفويض فيدرالي بذلك.
وأكدت أن حماية المجتمع هي مسئولية يشارك فيها جميع المواطنين، فعلى سبيل المثال يجب أن يقدم أصحاب الأعمال والشركات بعض الحوافز لتشجيع موظفيهم ودعمهم للحصول على اللقاح.
وقالت “نحن مستمرون في فعل الشيء نفسه، فنحن نشجع حقًا كل شخص مؤهل أن يذهب ويحصل على اللقاح”، فهو متوفر الآن بشكل كبير.
وأضافت أن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يتلقوا جرعتهم الأولى، “فهذا هو الوقت المناسب للحصول على اللقاح، ليس فقط من أجلك، ولكن من أجل صحة مجتمعك وعائلتك، وسلامة أقربائك المصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان، أو لديهم حالات صحية أخرى، وكذلك الأطفال الصغار الذين لم يتم تطعيمهم حتى الآن.”
وأكدت أن اللقاح آمن للجميع، وأن الفئة الوحيدة غير المؤهلة للحصول عليه هم الأطفال تحت سن 12 عامًا فحسب. مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي هو حصول ما لا يقل عن 70% من المواطنين على اللقاح، من أجل الوصول إلى “مناعة القطيع” وحماية هؤلاء الذين لا يستطيعون تلقي التطعيم، خاصة الأطفال.
وأوضحت أن هناك اعتقاد خاطئ بأن الأطفال لا يصابون بالمرض، لكن البيانات توضح ارتفاع معدل الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسبب اصابتهم بأعراض خطيرة نتيجة للعدوى.
ونصحت د.ناتاشا بأن أفضل ما يمكننا تقديمه للأطفال في هذه المرحلة، هو حصول كل من يخالطونهم على اللقاح لحمايتهم.
تفويض ارتداء الكمامات في المدارس
في الوقت الذي تتعرض فيه المناطق التعليمية للانتقاد بسبب إصدارها تفويضات بضرورة ارتداء كمامات الوجه، تقول د. ناتاشا إن هناك اختلاف كبير في البيانات فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بالعدوى بين المناطق التي ألزمت الطلاب بارتداء الكمامات، وتلك التي لم تلتزم بهذه السياسة.
وأوضحت أن الشكوى من الكمامات ليست من الأطفال أنفسهم، فلقد أصبحت شيئًا اعتادوا عليه. وأشارت إلى أن هناك العديد من الدراسات حول العالم التي أثبتت مدى فعالية كمامات الوجه في الوقاية من الفيروس الوبائي، فهي تمنع الجزيئات الفيروسية من الانتقال إلى الهواء، ومن ثَم إلى المحيط المخالط للشخص المصاب. بالإضافة إلى أن سعرها ليس غاليًا على المستهلك العادي.
ونصحت د. ناتاشا بالابتعاد عن الأماكن المغلقة والتوجه إلى الأماكن المفتوحة، حيث مستوى التهوية أفضل، مما يقلل أيضًا من انتشار الجسيمات المعدية في الهواء.