أخبارأخبار العالم العربي

محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بوقف هجومها على رفح فورًا

أمرت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، إسرائيل بوقف عمليتها العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة فورًا، وذلك في قرار أصدرته اليوم الجمعة بناء على طلب جنوب أفريقيا ضمن دعوى شاملة تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قال القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية: “يجب على إسرائيل أن توقف على الفور هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح قد يلحق بالسكان الفلسطينيين في غزة ويؤدي إلى تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا”.

نص القرار

وجاء في نص القرار أنه “وفقا لمعاهدة منع الإبادة الجماعية فإن أي عمل إضافي في رفح قد يؤدي إلى دمار جزئي أو كلي”. ورأت المحكمة أن الهجوم البري على رفح -الذي بدأ في 7 مايو الجاري- “تطور خطير يزيد معاناة السكان”، مشيرة إلى أن إسرائيل “لم تفعل ما يكفي لضمان سلامة وأمن النازحين”.

وجاء قرار المحكمة بموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين. وقالت المحكمة إن “الشروط مستوفاة لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة في قضية اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية”، وحكمت على إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية وأي أعمال أخرى في رفح.

ويلزم القرار إسرائيل بضمان وصول أي لجنة للتحقيق أو تقصي الحقائق بشأن تهمة الإبادة الجماعية، كما يلزمها بأن تقدم إلى المحكمة خلال شهر تقريرا عن الخطوات التي ستتخذها.

وأعلن سلام تصويت المحكمة لصالح إصدار أمر بفتح معبر رفح وضمان إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن عدد من القرارات الأخرى التي صوتت عليها المحكمة. وطلبت المحكمة من إسرائيل تقديم تقرير بعد شهر حول التزامها بتنفيذ أوامر “العدل الدولية”.

وأوضح القاضي سلام أن الظروف تقتضي تغيير القرار الذي أصدرته المحكمة في 28 مارس الماضي، وهو ثاني قرار في إطار الدعوى يلزم إسرائيل باتخاذ تدابير طارئة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وجاء بعد القرار الأول في يناير الماضي، والذي أمر تل أبيب بالامتثال لمعاهدة منع الإبادة الجماعية.

رد فعل إسرائيل

وفي أول رد فعل على قرار محكمة العدل الدولية سارع المسؤولون الإسرائيليون لمهاجمة المحكمة والتنديد بقرارها، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد بعد قليل اجتماعا لبحث الرد على قرار محكمة العدل الدولية.

فيما قال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إن “مستقبلنا ليس منوطا بما يقوله الأغيار، بل بما نفعله نحن اليهود”. وأضاف أن الرد على قرار المحكمة “اللاسامية” – حسب وصفه- هو “احتلال رفح وزيادة الضغط العسكري على حماس”.

وفي السياق نفسه، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل “في حرب على وجودها، ومن يطلب منها وقف الحرب يطلب أن تكون غير موجودة”.

رد فعل حماس

في المقابل، أعربت حركة حماس عن ترحيبها بقرار المحكمة الذي قالت إنه “يطالب الكيان الصهيوني المجرم بوقف عدوانه على مدينة رفح بشكل فوري”، مشيرة إلى أنها كانت تنتظر قراراً بوقف العدوان على كامل قطاع غزة وليس رفح فقط، مطالبة المجتمع الدولي بالقيام بدوره لدفع إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

كما رحبت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا بحكم المحكمة الذي وصفته بأنه غير مسبوق، مشددة على أنه قرار ملزم، وعلى إسرائيل الامتثال له.

وفي ديسمبر الماضي رفعت جنوب أفريقيا هذه الدعوى التي تتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ورفضت المحكمة طلب إسرائيل إلغاء القضية برمتها.

وفي إطار الدعوى أمرت المحكمة إسرائيل بالامتثال لمعاهدة منع الإبادة الجماعية والسماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة من دون عراقيل، لكنها لم تصل إلى حد المطالبة بوقف الحرب.

واتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل باستخدام أوامر الإخلاء القسري في المدينة “لتعريض حياة المدنيين للخطر بدلا من حمايتهم”.

وقدمت جنوب إفريقيا طلبا عاجلا في 10 مايو الجاري إلى محكمة العدل الدولية، لاتخاذ إجراءات إضافية في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل. وكانت إسرائيل قد ردت على اتهامات جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بشأن تصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ومنذ أكثر من 7 أشهر يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يصفها خبراء دوليون بأنها حرب إبادة على الفلسطينيين في غزة، حيث استشهد وأصيب عشرات الآلاف -أغلبهم أطفال ونساء- ودمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى