أخبار أميركامنوعات

ماذا تفعل “الزاعجة المصرية” في لوس أنجلوس؟.. ولماذا أطلقوا عشرات الآلاف من البعوض لمحاربتها؟

بعد أن عبر السكان عن انزعاجهم من “الزاعجة المصرية”، وعن مخاوفهم بشأن دورها في نقل الأمراض إليهم، بدأت مقاطعة لوس أنجلوس الكبرى بولاية كاليفورنيا في استخدام سلاح جديد للتخلص منها.

ووفقًا لشبكة nbcnews فقد أطلقت المقاطعة برنامجًا تجريبيًا لإطلاق عشرات الآلاف من البعوض المعقم والذي تم رصده في المعامل، من أجل القضاء على “الزاعجة المصرية” (Aedes aegypti) الناقلة للأمراض، التي بدأت تنتشر بالمدينة منذ عام 2014.

وفي هذا الإطار أطلقت إدارة مكافحة الحشرات، يوم الخميس الماضي، 20 ألف ذكر بعوض، تم تعقيمهم بواسطة الإشعاع، كجزء من اختبار البرنامج التجريبي النهائي.

وقالت سوزان كلوه، المديرة العامة لمنطقة مكافحة ناقلات الأمراض بمقاطعة لوس أنجلوس الكبرى، التي تخدم 6 ملايين شخص وتضم أكثر من 90 موظفًا بدوام كامل: “نعلم أن سكاننا يعانون من هذه الحشرة المزعجة”.

وأنفقت المنطقة حوالي 255 ألف دولار من ميزانيتها السنوية البالغة 24.8 مليون دولار على البرنامج، وأضافت: “لقد فعلنا هذا بتكلفة رخيصة”.

وقال خبراء أن “البعوض المُعقم” الذي أطلق في إطار البرنامج، يهدف إلى تزاوج الذكور مع إناث البعوض البري المعروف باسم “الزاعجة المصرية”، وهي عملية تلقيح ستؤدي إلى الحد من النسل والانتشار.

ويأمل القائمون عل البرنامج أن يجد ذكور البعوض الذين تم إطلاقهم إناثًا برية ويقومون بتلقيحها بحيوانات منوية مسدودة، مما يجعل البويضات الناتجة عن هذا التلقيح عديمة القيمة. وأكد الخبراء أن ذكور البعوض المعقمة “لا تلسع الناس”، وأن “البرنامج لا يشكل أي خطر تقريبًا على البشر”.

وفي الشهر المقبل، يخطط المسؤولون عن البرنامج لإطلاق 7 إلى 10 بعوضات معقمة لكل ذكر بري يعتقد أنه يعيش في المنطقة المستهدفة، حيث يمكن أن يصل العدد إلى 60 ألف بعوضة أسبوعيًا.

وأكدوا أن هذه الإستراتيجية تعد مثالا على الطرق التي يستخدمها البشر لنشر تقنيات جديدة لمكافحة انتشار البعوض، والأمراض التي يمكن أن ينقلها، حيث يدفع تغير المناخ والتجارة العالمية والتوسع الحضري الآفات إلى الانتقال لمناطق جديدة.

وأوضحت nbcnews أن بعوضة “الزاعجة المصرية” تتسبب في تفشي الحمى الصفراء وحمى الضنك وفيروس “زيكا”، ويحذر الباحثون من أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ سيؤدي إلى توسيع انتشار هذا النوع من البعوض.

وتتكاثر بعوضة “الزاعجة المصرية” في الأفنية الخلفية، وتتخذ من الأوعية الصغيرة مثل أغطية الزجاجات وأوعية طعام الكلاب مأوى لها. وقال مختصون في علم الحشرات إن سلالة من الزاعجة المصرية انتقلت بالقرب من الناس منذ آلاف السنين، وبدأت تعيش قرب المنازل وتعض الناس، وهي مزعجة وعدوانية لأنها تلسع الناس طوال اليوم.

ولا تعتبر الولايات المتحدة موطنًا لبعوضة الزاعجة المصرية، ولكنها موجودة في بعض المناطق منذ مئات السنين، ولعبت أدوارًا مركزية في التاريخ الأمريكي، ففي عام 1793، أجبرت بعض المسؤولين الفيدراليين على الفرار من فيلادلفيا، عندما كانت المدينة مقرًا للحكومة الأمريكية، بسبب تفشي الحمى الصفراء.

وفي السنوات الأخيرة، حذر الباحثون من أن ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ سيؤدي إلى توسيع نطاق تواجد هذا النوع، ويبدو أن هذا ما حدث في جنوب كاليفورنيا.

وسجلت الولاية أول حالتين من حمى الضنك المكتسبة محليًا العام الماضي، مما يعني أن البعوض المحلي كان ينقل الفيروس.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى