تقرير: الأمريكيون في الريف معرضون للوفاة المبكرة أكثر من سكان المدن

أظهرت بيانات فيدرالية جديدة أن الأمريكيين الريفيين أكثر عرضة للوفاة المبكرة بسبب أحد الأسباب الخمسة الرئيسية للوفاة مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، وفقًا لما ذكرته شبكة “ABC News“.

ونظر الباحثون في عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها من عام 2010 حتى عام 2022، ونشر التقرير من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

قال الباحثون إن الأمريكيين الريفيين كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان والإصابات غير المتعمدة والسكتة الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة قبل سن الثمانين مقارنة بسكان المدن.

قالت د. ماكارينا جارسيا، التي شاركت في التقرير: “هناك فجوة بين الريف والحضر موصوفة جيدًا في الولايات المتحدة، حيث يميل سكان الريف إلى أن يكونوا أكثر مرضًا وفقرا وتكون نتائجهم الصحية أسوأ من أقرانهم غير الريفيين”.

يعيش حوالي 20% من سكان الولايات المتحدة في المناطق الريفية بينما يعيش 80% الباقون في المناطق الحضرية، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.

أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأمريكيين الريفيين يواجهون العديد من تحديات الرعاية الصحية، بما في ذلك مسافات السفر الطويلة للحصول على الرعاية الخاصة والطارئة، كما أنهم أقل عرضة للحصول على تأمين صحي، وبالإضافة إلى ذلك، يعاني الأمريكيون الريفيون من ارتفاع معدلات ارتفاع ضغط الدم والسمنة.

بالنسبة للتقرير، حدد الباحثون الوفيات المبكرة بأنها تحدث قبل سن الثمانين، وكان متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة 79 في عام 2010، وتم حساب عدد الوفيات المبكرة التي يمكن الوقاية منها عن طريق طرح عدد الوفيات المتوقعة من عدد الوفيات الفعلية.

على الرغم من أن كوفيد-19 كان السبب الرئيسي الثالث أو الرابع للوفاة منذ عام 2020، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض قال إن الوفيات الناجمة عن الفيروس تم استبعادها للحفاظ على الاتساق وتسهيل تقييم الاتجاهات بمرور الوقت.

منذ عام 2010، توفي ما يقدر بنحو 6.37 مليون أمريكي قبل الأوان بسبب الأسباب الخمسة الرئيسية خلال فترة الدراسة التي دامت 12 عاما، ووجد الباحثون أنه كان من الممكن منع حوالي 64% من الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة، والتي تشمل حوادث السيارات، والسقوط، وإطلاق النار العرضي، والتسمم غير المتعمد، والوفيات بسبب الجرعات الزائدة، والغرق.

ووجد التقرير أن 34% من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية وأمراض القلب كان من الممكن الوقاية منها، وكذلك 26% من الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة.

وأظهرت النتائج أن النسبة المئوية للوفيات التي يمكن الوقاية منها كانت الأعلى في المقاطعات الريفية مقابل المقاطعات الحضرية.

على سبيل المثال، كان من الممكن الوقاية من 44% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا في المناطق الريفية مقارنة بـ 27% في المناطق الحضرية.

وكان من الممكن الوقاية من أكثر من نصف الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابات غير المتعمدة وأمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة في المناطق الريفية، وبالنسبة للوفيات الناجمة عن السرطان، كان من الممكن منع أقل من 20% من الوفيات في المقاطعات الريفية.

وقالت جارسيا: “علينا أن نتذكر أن خدمات الفحص والوقاية وكذلك خدمات العلاج متاحة بشكل أكبر في المناطق الحضرية”، وتابعت: “وهذا يعني أنها محدودة في المناطق الريفية، في بعض الأحيان يضطر الناس إلى القيادة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات إلى أقرب مركز يقدم الرعاية المتخصصة”.

واستطردت قائلة: “وهذا يعني أن الناس لا يحصلون على خدمات وقائية، ومن المرجح أن تكون معدلات الفحص لدى الناس في المناطق الريفية أقل، ومن المؤكد أن فرص حصولهم على العلاج أقل”.

عندما يتعلق الأمر بالتنوع الجغرافي، قالت جارسيا إن تحليل مراكز السيطرة على الأمراض أظهر باستمرار أن جنوب شرق الولايات المتحدة كانت المنطقة ذات أعلى معدل انتشار للوفيات المبكرة التي يمكن الوقاية منها.

في عام 2022، على سبيل المثال، وجدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه عندما يتعلق الأمر بالإصابات غير المتعمدة، كان من الممكن منع ما بين 70% و100% من الوفيات المبكرة في العديد من الولايات الجنوبية الشرقية بما في ذلك ساوث كارولينا ولويزيانا وميسيسيبي وكنتاكي وتينيسي. وبالمقارنة، كان من الممكن منع ما بين 30% و66% من الوفيات في غالبية الولايات.

وقالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إنها تحاول تحسين الصحة الريفية من خلال تمويل وتوجيه برامج الصحة العامة في المجتمعات الريفية مثل زيادة فحوصات السرطان للنساء وتعزيز التربية البدنية في المدارس.