أخباركلنا عباد الله

انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين

قوبلت تصريحات أدلى به رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، مؤخرًا بانتقادات واسعة من جانب المعارضة الهندية التي اعتبرت هذه التصريحات معادية للمسلمين.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد أدلى مودي بتصريحاته أمام تجمع انتخابي في ولاية راجاستان،  يوم الأحد الماضي، وقال فيها إن معارضيه، إذا تولوا السلطة، سيوزعون ثروات الشعب على “الدخلاء”، مشيرًا إلى أن حزب المؤتمر المعارض يريد توزيع الثروة على “أولئك الذين لديهم كثير من الأطفال”.

وأضاف: “حكومة حزب المؤتمر السابقة قالت إن المسلمين لهم الحق الأول في ثروات الأمة، وهذا يعني أنهم سيجمعون ثروات الناس ويوزعونها على مَن؟”

وتابع قائلًا: “سيوزعونها على أولئك الذين لديهم الكثير من الأطفال، سيوزعونها على الدخلاء. هل يجب إعطاء أموالكم التي كسبتموها بشق الأنفس إلى الدخلاء؟”.

استهداف الأقليات

واعتُبرت تصريحات رئيس الوزراء الهندي معادية للأقلية المسلمة في الهند. وغالبًا ما يجري تصوير المسلمين في المجتمع الهندي على أنهم ينجبون كثيرًا من الأطفال، رغم أن الخبراء يقولون إن هذا الادعاء مشوه ويعرّض المجتمع للضرر.

وقال أسد الدين عويسي، رئيس مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند: “وصَفَ مودي المسلمين اليوم بالدخلاء، وبأنهم أشخاص لديهم الكثير من الأطفال”، مضيفا أنه منذ عام 2002، كان “ضمان مودي” الوحيد هو “الإساءة للمسلمين وضمان حصوله على الأصوات”.

وكثيرًا ما وُجهت انتقادات لحكومة مودي بأنها تستهدف الأقليات في الهند، لاسيما المسلمين، الذين تقول منظمات حقوقية إنهم يتعرضون لتمييز واعتداءات، فضلا عن إجبارهم على العيش كمواطنين من “الدرجة الثانية” في ظل حكومة مودي وحزب بهاراتيا جاناتا.

وأبدى البعض استغرابه من أن تصريحات مودي جاءت تعليقًا على خطاب يعود لعام 2006، ألقاه رئيس الوزراء السابق من حزب المؤتمر، مانموهان سينغ، تحدث فيه عن تمكين الأقليات ليستطيع أفرادها المشاركة في إنجازات التنمية.

وقالوا إن سينغ لم يتحدث في خطابه، الذي ألقاه قبل 18 عامًا واستشهد به مودي، عن أن المسلمين لهم الحق الأول في ثروات البلاد.

وقال سينغ وقتها: “من خلال تقديم برامج وخطط جديدة، علينا أن نضمن أن الأقليات، لاسيما المسلمين، يستطيعون الارتقاء بأنفسهم والاستفادة من التنمية. وينبغي أن يكون لجميعهم أحقية في الموارد”.

انتقادات المعارضة

وانتقد زعماء المعارضة الهندية من مختلف الأحزاب تصريحات رئيس الوزراء. وقدم حزب المؤتمر 16 شكوى، إلى لجنة الانتخابات، ضد حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتزعمه مودي، تتعلق بانتهاك قانون قواعد السلوك الانتخابي.

ودافع زعيم حزب المؤتمر، ماليكارجون كارجي، عن بيان حزبه، الذي استشهد به مودي في تصريحاته، قائلا إنه موجه “لكل هندي” ويتحدث عن المساواة والعدالة للجميع.

ووصف تصريحات مودي بأنها “خطاب كراهية” مليء بالذعر، وخدعة لصرف انتباه الناس عن المعارضة بعد أن كان أداؤها أفضل من حزب بهاراتيا جاناتا في المرحلة الأولى من الانتخابات.

يأتي ذلك في وقت طالب فيه ما يزيد على 17 ألف مواطن لجنة الانتخابات باتخاذ إجراءات ضد رئيس الوزراء مودي بسبب “خطاب الكراهية” هذا.

وقال جاغديب تشوكار، من جمعية الإصلاحات الديمقراطية، وهي منظمة رقابية على الانتخابات، في رسالة قدمها إلى لجنة الانتخابات إن تصريحات مودي تنتهك مواد منصوص عليها في قانون قواعد السلوك وتمثيل الشعب، كما تنتهك قانون العقوبات الهندي، وطالب باتخاذ إجراءات فورية.

وقال زعيم حزب المؤتمر، ماليكارجون كارجي: “ما قاله مودي هو خطاب كراهية، إنها حيلة متعمدة لصرف الانتباه… بياننا موجه لكل هندي. إنه يتحدث عن المساواة للجميع. إنه يتحدث عن العدالة للجميع”.

ووصف زعيم اليسار، سيتارام يشوري، تصريحات مودي بأنها “أمر فظيع”، مضيفا أن صمت لجنة الانتخابات يعد أمرا مقلقا للغاية. وقال: “خطاب مودي الاستفزازي انتهاك صارخ لقواعد السلوك وقرارات المحكمة العليا بشأن خطاب الكراهية”.

كما وصف الحزب الشيوعي الهندي تصريحات مودي بأنها “سامة للغاية وطائفية ومليئة بالكراهية، والغرض منها هو تأجيج العداء على أساس ديني بين الهنود”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى