قميص يثير أزمة بين المغرب والجزائر.. والاتحاد الأفريقي يتدخل
أثار قميص رياضي أزمة كبيرة بين الجزائر والمغرب على المستوى الرياضي والسياسي، الأمر الذي استدعى تدخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) للتدخل لنزع فتيل الأزمة قبل أن تتطور.
وكان قد تم إلغاء مباراة فريق نهضة بركان المغربي واتحاد العاصمة الجزائري، التي كانت مقررة أمس الأحد في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة كأس الاتحاد الأفريقي.
سبب إلغاء المباراة
ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد جاء الإلغاء بعد رفض الجزائر الإفراج عن أقمصة نادي نهضة بركان المغربي التي احتجزتها في المطار بسبب خريطة المغرب المرسومة على القمصان والتي تتضمن منطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها بين البلدين.
ونزل فريق اتحاد العاصمة الجزائري الملعب، وقام بالإحماء بالفعل، لكن الفريق المغربي رفض النزول للملعب، وتمسّك بخوض المباراة بالقمصان التي أتى بها من بلاده، وهو ما رفضته السلطات الجزائرية التي قالت إنها وفرت قمصانًا بديلة مقلدة، لكنها لا تحتوي خريطة المغرب.
وبعد إصرار الطرفين على موقفهما تم في النهاية إلغاء المباراة، ومن غير المعروف مصير مباراة العودة المقررة الأحد المقبل في المغرب، والتي من المقرر أن يلتقي الفائز فيها مع الفائز من مواجهة الزمالك المصري ودريمز الغاني، التي انتهت في لقاء الذهاب في القاهرة بالتعادل السلبي.
بداية الأزمة
وكانت لجنة المسابقات بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم قد سمحت لنادي نهضة بركان المغربي باللعب بالقمصان التي احتج عليها نادي اتحاد العاصمة الجزائري، وطعن في هذا القرار، لكن لجنة الطعون أعادت تأييد قرار الكاف.
كما طلب الاتحاد الجزائري من الكاف عدم مشاركة نهضة بركان بقميصه، الذي يحمل خريطة للمغرب ترفضها الجزائر، لأنها تضم الصحراء الغربية التي ترى الجزائر أنها تشمل “الجمهورية الصحراوية”، التي تساند “استقلالها عن المغرب”.
لكن الكاف أكد أحقية نهضة بركان في ارتداء قمصانه الرسمية ضد اتحاد العاصمة، بشكلها المعتاد ووجود خريطة المغرب، لكونها معتمدة منذ سنوات.
وتفجرت الأزمة بمجرد وصول بعثة الفريق المغربي إلى الجزائر، يوم الجمعة الماضي، لخوض المباراة، عندما حجزت السلطات الجزائرية أمتعة الفريق المغربي، ليعلق الفريق في المطار خمس ساعات.
ورفض المسؤولون الجزائريون السماح بدخول حقائب الفريق المغربي، نظرًا لوجود الخريطة محل الخلاف على القمصان، وقرر المسؤولون الجزائريون تجهيز قمصان جديدة للفريق المغربي بدون الخريطة، لكن مراقب المباراة رفض هذا التصرف، نظرًا لأن قمصان الفريق تم التصديق عليها من جانب الكاف، ولا يجوز تغييرها إلا بموافقته وتصديق جديد على القمصان الجديدة.
تدخل الكاف
من جانبه أكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) فتح تحقيق في الواقعة، وإحالة الأزمة على الهيئات المختصة، وشدد على ضرورة منح الفريق المغربي قمصانه، لكن الجزائر رفضت تمامًا، وقالت إن هناك قمصانًا بديلة يمكن اللعب بها.
وأعلن (الكاف) بعدها إلغاء المباراة قائلًا في بيان له: “لم تُلعب مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم بين اتحاد الجزائر ونهضة بركان المغربي، الأحد 21 أبريل، في الجزائر العاصمة، مثلما كان مُقررا”.
وبعد إلغاء المباراة وعدم إعلان فريق فائز، قد يتجه الموقف إلى التعقيد، خاصة إذا تمسك كل فريق بموقفه. ويبدو أن الخيارات المتاحة للتعامل مع الأزمة ستكون محدودة.
وتتضمن الخيارات إما إعلان فوز نهضة بركان وهزيمة اتحاد العاصمة بنتيجة 3-0، نظرًا لتعنت الجزائر ورفضها خوض الفريق الضيف المباراة بالقمصان المعتمدة. وإما إقامة مباراة الذهاب في ملعب محايد بعيدًا عن الجزائر، وهو ما قد يرفضه الجزائريون.
وقد تتجه لجنة المسابقات أو الانضباط بالاتحاد الإفريقي قرارات حاسمة خلال الساعات المقبلة، بتطبيق عقوبات على الجزائر وإعادة إقامة المباراة مرة أخرى، على أن يرتدي الفريق المغربي قميصه الأساسي.