أخبار

إيران: لقنّا إسرائيل درسًا لا ينسى وهجماتنا عليها حققت نجاحًا أكثر من المتوقع

قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني لقنوا إسرائيل “درسًا لا ينسى” من خلال الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تم إطلاقها في الهجوم الإيراني أمس.

وقال رئيسي في بيان نشره الموقع الرسمي للرئاسة الإيرانية: “الليلة الماضية، فتح أبناؤكم في الحرس الثوري الإيراني، بالتعاون والتنسيق مع جميع القطاعات الدفاعية والسياسية في البلاد، صفحة جديدة في تاريخ السلطة الإيرانية ولقنوا درسًا للعدو الإسرائيلي”.

دفاع مشروع

وأكد رئيسي أن العملية تأتي في إطار حق إيران في “الدفاع المشروع عن النفس” ردًا على الأعمال العدوانية التي يقوم بها النظام الإسرائيلي ضد أهداف ومصالح إيران، وخاصة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. مما أدى إلى مقتلعدد من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني.

ونوه رئيسي إلى تقاعس مجلس الأمن والمجتمع الدولي في مواجهة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ أكثر من 6 أشهر، قائلًا: “مجلس الأمن، تحت تأثير الولايات المتحدة وبعض الداعمين الآخرين للنظام الإسرائيلي، مُنع من القيام بواجباته”، مشيرًا إلى عدم اتخاذ مجلس الأمن موقفًا يدين الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأشار إلى أن “إيران استهدفت بلباقة وذكاء بعض القواعد العسكرية لنظام الاحتلال المناهض للأمن والاستقرار في عملياتها بالطائرات بدون طيار والصواريخ”، وقال إن “المقاومة أساسية لإحياء السلام والأمن في المنطقة، والتصدي لأي شكل من أشكال الاحتلال والإرهاب”، وأضاف إن “إيران تعزو السبب الجذري للأزمة في المنطقة إلى سياسات الإبادة الجماعية والعنف التي ينتهجها النظام الإسرائيلي”.

وأكد رئيسي أن “أي مغامرة جديدة ضد مصالح إيران ستقابل برد حازم وقاسي”، وأضاف: “إذا أبدى النظام الإسرائيلي أو أنصاره سلوكًا متهورًا، فسوف يواجهون رد فعل أكثر حزمًا”.

كما نصح مؤيدي إسرائيل “بتقدير هذا الإجراء المسؤول والمتناسب من قبل إيران والامتناع عن دعم النظام الإسرائيلي العدواني بشكل أعمى”.

نجاح أكثر من المتوقع

من جانبه أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن العملية التي نفذتها قواته ضد إسرائيل كانت أكثر نجاحًا مما كان متوقعًا.

وقال في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إنه تلقى تقارير تظهر أن جزءًا من الأسلحة التي تم إطلاقها باتجاه إسرائيل أصابت أهدافها بشكل مباشر.

وأضاف: “معلوماتنا عن جميع الضربات لم تكتمل بعد، ولكن ما وصلنا من التقارير الدقيقة والموثقة والميدانية تشير إلى أن هذه العملية تمت بنجاح فاق التوقعات”.

وقال إن الحرس الثوري الإيراني كان قادرًا على تنفيذ عملية كبيرة ضد إسرائيل، لكنه اختار عملية محدودة ومدروسة لضرب الموارد الإسرائيلية التي استخدمت في الغارة على قنصلية إيران في دمشق.

وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني أن أي رد فعل من إسرائيل على الهجمات الإيرانية الأخيرة سيقابل برد أقوى بكثير. وقال إن إيران دخلت مرحلة جديدة في مواجهتها مع إسرائيل، مضيفا أن إيران سترد من أراضيها على أي هجوم من جانب إسرائيل على المصالح والأصول الإيرانية والشخصيات والمواطنين الإيرانيين في أي جزء من العالم.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن المعركة كانت مجهولة وغامضة إلى حد ما، مضيفا أنها فتحت فصلا جديدًا من المواجهة لإيران.

وذكر أن هذه العملية تطلبت براعة في التصميم التكتيكي وبتصاميم مبتكرة وذكية وغير معروفة للعدو، واستخدام أدوات قادرة على تحييد العدو في مجال الحرب الإلكترونية أو التصرف بشكل يجعل أنظمة العدو غير فعالة.

وأضاف أنه تم تنفيذ ترتيب وتسلسل هذه العملية بطريقة لا يمكن الكشف عنها الآن، حيث تمكنت العشرات من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية من اختراق الطبقات العميقة للدفاع الجوي الإسرائيلي المدعوم من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأصابت أهدافها.

الرد انتهى

فيما أكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن عملية الرد الإيراني انتهت، وأن إيران ليس لديها أي نية لمواصلة العملية ضد إسرائيل.

وقال في تصريحات له إن العملية تمت لأن النظام الإسرائيلي تجاوز الخط الأحمر الإيراني، وهو أمر غير مقبول. وأضاف أن “ما قام به النظام الإسرائيلي من استهداف قنصلية إيران في دمشق كان تجاوزًا للخطوط الحمراء أدانته جميع الدول باستثناء دولتين أو ثلاث دول داعمة للنظام الإسرائيلي”.

خسائر إسرائيل

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادي عسكري سابق قوله إن إسرائيل أنفقت ما قد يصل إلى 5 مليارات شيكل (نحو 1.35 مليار دولار) خلال ليلة واحدة من أجل التصدي للهجوم الذي أطلقته إيران باستخدام مئات المسيرات والصواريخ.

وقال رام أميناخ المستشار الاقتصادي السابق لدى رئاسة الأركان الإسرائيلية إن هجوم الليلة الماضية كلف ما بين 4 و5 مليارات شيكل (بين 1.08 و1.35 مليار دولار)، وأوضح أن التكلفة تشمل فقط التصدي للمسيرات والصواريخ دون إدراج الخسائر الميدانية، والتي أعلن الجيش في وقت سابق أنها طفيفة.

وأوضح أميناخ أن كل صاروخ من “نظام آرو” الذي يستهدف الصواريخ الباليستية يكلف نحو 3.5 ملايين دولار، بينما تدفع إسرائيل نحو مليون دولار لكل صاروخ في نظام “مقلاع داود” الخاص باعتراض صواريخ كروز، إضافة إلى تكاليف تشغيل الطائرات المكلفة باستهداف المسيرات. في المقابل، يرى أميناخ أن إيران أنفقت نحو 10% فقط مما تكبدته إسرائيل.

ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) فقد استهدفت الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني قاعدة نافاتيم الجوية جنوب إسرائيل، كما سقطت عدة صواريخ في صحراء النقب حيث تقع القاعدة.

وكانت القناة 14 قد ذكرت في وقت سابق أن بعض الصواريخ سقطت أيضا على منطقة عراد شرق مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص في موقع الارتطام.

وذكرت وكالة شهاب للأنباء أن عدة صواريخ أطلقت من إيران أصابت مطار رامون في النقب الواقع جنوب إسرائيل.

وقالت مصادر إسرائيلية إن 150 صاروخًا أطلقت على أهداف متعددة داخل إسرائيل، لكن التفاصيل الدقيقة للضحايا أو الأضرار لا تزال مجهولة.

وقالت (إرنا) إن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية، فشلت في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقت من إيران، وأظهرت الصور المتداولة الصواريخ وهي تتساقط وتضرب أهدافها المحددة.

وأوضحت أن الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل كانت مزودة برؤوس عنقودية، وهو ما أدى إلى إرباك أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض هذه الأسلحة. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران صواريخ مجهزة برؤوس حربية عنقودية.

وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن النظام الإسرائيلي تعرّض لأضرار تبلغ قيمتها حوالي 100 مليون دولار فقط في الساعات الأولى من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية أمس الأحد.

وذكرت أن الأضرار التي لحقت بإسرائيل ألحقت في الغالب بأنظمة الدفاع الصاروخي التابعة للنظام أثناء محاولتها اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقت من إيران. وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن عدة صواريخ أصابت مدينة أراد الواقعة على بعد 45 كيلومترا من بئر السبع جنوب إسرائيل، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.

كما سقطت عدة صواريخ على مدينة أم الفحم شمالي إسرائيل، ما دفع عمال الإنقاذ والمسعفين إلى التوجه إلى مكان الحادث. وسقطت عدة صواريخ أخرى في صحراء النقب جنوب إسرائيل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى