أخبارأخبار العالم العربي

مقترح أمريكي جديد للهدنة في غزة.. ونتنياهو يستبق الاتفاق بتحديد موعد لاجتياح رفح

قالت مصادر مصرية إن المفاوضات التي تستضيفها القاهرة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أحرزت “تقدما ملحوظا” في التوافق على المحاور الأساسية وتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف.

وأشارت المصادر إلى أن وفدي حركة (حماس) وإسرائيل غادرا القاهرة وسيعودان خلال يومين لإتمام بنود الاتفاق النهائي، حيث يتوقع أن تتواصل المشاورات خلال الساعات الـ48 المقبلة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت أن جميع الأطراف تظهر في المفاوضات مرونة أكبر من ذي قبل، وقالت إن حماس تريد التوصل إلى اتفاق، بينما تضغط الولايات المتحدة على جميع الأطراف بما فيها إسرائيل، مشيرة إلى أن التوصل إلى صفقة بات أقرب من أيّ وقت مضى.

نتنياهو واجتياح رفح

وبينما سادت موجة من التفاؤل بشأن التوصل لاتفاق حول هدنة خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليفسد الأجواء كعادته، بإعلانه أنه قد تم “تحديد موعد” لبدء العملية العسكرية لاجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من خطورة مثل هذا الاجتياح.

وقال نتنياهو في مقطع فيديو تم نشره عبر حسابه على منصة X: “تلقيت اليوم تقريرًا مفصلًا عن المحادثات في القاهرة، ونحن نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس”. وأضاف: “ذلك النصر يتطلب دخول رفح والقضاء على الإرهابيين هناك. سيحدث ذلك. لقد جرى تحديد موعد”. لكنه لم يذكر الموعد الذي تم تحديده لاجتياح رفح.

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة لم تطلع على موعد الاجتياح الإسرائيلي لرفح الذي أشار إليه نتنياهو. وأضاف أن واشنطن لا تريد أن ترى أبدًا غزوًا واسع النطاق لرفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة.

مقترح جديد للهدنة

وكان بيل بيرنز، مدير المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، قد قدم اقتراحًا جديدًا لمحاولة سد الفجوات في المفاوضات الجارية بالقاهرة للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

ووفقا لشبكة CNN فإن الاقتراح الأمريكي يتضمن دفع إسرائيل للإفراج عن عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 40 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، خلال مرحلة أولى من اتفاق مكون من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار.

وتشير المصادر إلى أن المقترح تضمن إفراج إسرائيل عن 900 أسير فلسطيني، بينهم 100 من ذوي أحكام المؤبد في المرحلة الأولى، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا إسرائيليا حيا من كل الفئات.

أما المرحلة الثانية فتتضمن إطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين والانتهاء من مفاوضات العودة للهدوء المستدام، في حين لم يتضمن المقترح عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم بالمرحلة الثانية أو انسحاب إسرائيل.

وتتضمن المرحلة الثالثة الإفراج عن جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. كما يتضمن المقترح عودة النازحين المدنيين غير المسلحين إلى شمال قطاع غزة دون تحديد أعدادهم.

وتضمن أيضًا قبول إسرائيل فتح شارعي الرشيد وصلاح الدين وتمركز قواتها على بعد 500 متر منهما، بالإضافة إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة، بما في ذلك الشمال.

وقالت مصادر إن الولايات المتحدة ترغب في السماح للسكان الفلسطينيين في شمال غزة الذين فروا من الجنوب بالعودة إلى ديارهم في الشمال دون قيود.

لكن إسرائيل رفضت مطالب حماس بالعودة غير المقيدة لسكان غزة إلى الشمال وإعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي بعيداً عن وسط غزة. وقال مصدر مطلع على المحادثات إن إسرائيل أصرت على إجراء عمليات تفتيش للفلسطينيين المتجهين شمالًا.

وأوضح المصدر أن الجميع اتفقوا على دراسة الاقتراح الأمريكي الجديد، وسيتم إبلاغه إلى قيادة حماس في غزة التي تتخذ في نهاية المطاف القرارات نيابة عن الحركة.

ونظرًا لصعوبات التواصل مع قادة حماس الذين يُعتقد أنهم يختبئون في شبكة الأنفاق الواسعة تحت الأرض في غزة، فإن الحصول على الرد قد يستغرق عدة أيام.

عراقيل إسرائيلية

وكان قيادي في حركة (حماس) قد قال لقناة “الجزيرة” إن إسرائيل لا تزال تضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق لإنجاز الهدنة وصفقة تبادل الرهائن.

وأضاف أن الرد الإسرائيلي في مفاوضات القاهرة اشترط عودة النازحين إلى مخيمات إيواء تُقيمها جهات دولية وليس إلى مناطقهم وبيوتهم، كما اشترطت الحركة.

وأوضح أن عودة النازحين حسب الرد الإسرائيلي غير آمنة وتتم من معابر تحت حراب الاحتلال، بينما طالبت الحركة بعودة غير مشروطة لهم.

وأكد أن الرد الإسرائيلي الذي تسلمته الحركة لا يشمل وقفا دائما لإطلاق النار ولا انسحابا من القطاع، مشيرًا إلى أن حماس تريد اتفاقا واضحا لا يؤدي إلى معركة جديدة، ويشمل وقف إطلاق النار بشكل شامل، وانسحابا كاملا للاحتلال من قطاع غزة وعودة النازحين دون شروط وإعادة الإعمار دون قيود، إضافة لعملية تبادل للأسرى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى