أثار مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» الذي تم عرضه ضمن موسم دراما رمضان 2024، أزمة كبيرة وحالة من الجدل في دولة الكويت، حتى أن السلطات الكويتية أصدرت قرارًا بإحالة العمل للنيابة العامة للتحقيق بشأنه، كما أصدرت وزارة الإعلام الكويتية قرارًا قرارا بمنع كل من شارك في المسلسل من المشاركة في أي أعمال يتم عرضها في الكويت.
انتقادات عديدة
ووفقًا للمعلن فإن المسلسل الذي يقوم ببطولته عدد كبير من نجوم الكويت ومصر، يسلط الضوء حول تعدد الزوجات، والخيانة الزوجية، والزواج العرفي، وزنا المحارم، وهو ما أثار استياءً كبيرًا داخل المجتمع الكويتي.
وواجه مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعد عرض الحلقات الأولى منه، واستند منتقدوه إلى عدد من المشاهد التي اعتبروها تتجاوز حد الجرأة في طرح موضوعات اجتماعية شائكة مثل الخيانة الزوجية، والتعدد، وزنا المحارم، إضافة إلى تضمنه بعض الجمل الحوارية والمشاهد غير اللائقة.
وطالب منتقدو المسلسل بوقف عرضه وعدم تسليط الضوء على مثل تلك الموضوعات. بينما رأى آخرون أن المسلسل انعكاس للواقع الذي يجب علينا مواجهته وعدم إخفائه ومناقشته ومعالجته.
قصة المسلسل
مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» يعرض عبر قناة mbc، ويشارك في بطولته عدد من نجوم الكويت ومصر، وهو من تأليف الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة، وبطولة هدى حسين، سحر حسين، ماجد المصري، آيتن عامر، فاطمة الصفي، أحمد إيراج، ومن إخراج على العلي.
وتدور أحداث المسلسل حول عائلة “رشيد” (ماجد المصري) و”هيلة” (هدى حسين) اللذان يعيشان حياة مثالية مع بناتهما الثلاث ويقومان بإدارة مدرسة مختلطة.
وفي حين تبدو هذه العائلة مثالية في الظاهر، إلا أن كم الفضائح والأسرار داخلها غير متوقع، وتتوالى الأحداث وتنكشف الحقائق الصادمة خلال الحلقات.
وتبدأ أحداث المسلسل بالتغير عندما تنكشف أسرار عن “رشيد” لم يكن أحد يتوقعها، مما يُحدث صدمة كبيرة في حياة العائلة. وتواجه “هيلة” العديد من التحديات بعد اكتشافها أسرار زوجها، وتضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة حول مستقبل حياتها الزوجية والعائلية.
فخلال أحداث المسلسل تكتشف هيلة تدريجياً أن رشيد متزوج سراً من ثلاث معلمات بالمدرسة، كما تشهد الأحداث تجسس أحد المدرسين في المدرسة على الطالبات لابتزازهن، بالإضافة إلى وجود تنمر داخل المدرسة بين الطلاب، مما أدى لوفاة أحدهم.
ويسلط المسلسل من خلال أحداثه الضوء على أعماق العلاقات الزوجية والعائلية، مع التركيز على بعض القضايا الاجتماعية المهمة مثل تعدد الزوجات، والخيانة، والصراع بين القيم التقليدية والتحديث، والعلاقات الاجتماعية المعقدة في المجتمع الكويتي.
قرارات عاجلة
وعلى خلفية الانتقادات الموجهة للمسلسل أصدرت وزارة الإعلام الكويتية في المرة الأولى بيانًا رسميًا، يفيد بالرفض التام لأي أعمال فنية تتضمن إساءة إلى دولة الكويت، أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي، دون ذكر اسم المسلسل أو الإشارة إليه.
ومع استمرار الانتقادات تم الإعلان عن إيقاف عرض المسلسل، وإحالة صناعه إلى النيابة العامة. وبعدها أصدرت الوزارة قرارًا بوقف كل من شارك في مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» أو أي عمل فني يسيء للمجتمع الكويتي عن المشاركة في أي أعمال مسرحية تعرض في الكويت.
وأكد القرار أن “وزارة الإعلام تحرص على تطبيق القوانين والنظم واللوائح على الجميع دون تمييز، وأن دور الوزارة الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الكويتي والتمسك بالأخلاق والتقاليد والارتقاء بالذوق العام”.
ويسري القرار على مسرحية “زين الزمان” من تأليف الكاتبة هبة مشاري حمادة، وهي مؤلفة مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”.
وعقب صدور القرار، أعلنت الشركة المنتجة لمسرحية “زين الزمان” في بيان لها، التراجع عن تقديمها. وجاء في البيان: “بالإشارة إلى الكتاب الصادر من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والموجه إلى شركة Joy للإنتاج المسرحي بصفتها الشركة المنتجة للعمل المسرحي (زين الزمان) بشأن عدم موافقة اللجنة المختصة على إجازة المسرحية وعرضها للجمهور، وذلك بسبب إحالة الكاتبة وبعض الممثلين إلى النيابة العامة من قبل وزارة الإعلام على خلفية مسلسل تلفزيوني تضمن إساءة إلى قيم وأخلاق المجتمع الكويتي”.
رد فعل أبطال المسلسل
وحول الجدل الدائر عن المسلسل قالت الفنانة هدى حسين إنها دائما ما تقدم القضايا مع هبة مشاري، بطريقة جريئة لكن أنيقة ولبقة ولا تخدش حياء الأسرة الخليجية وحتى العربية.
أما الفنانة آيتن عامر، فقالت إن الشخصية التي تقدمها في المسلسل طبيعية جدًا، وأن الهدف هو التعريف بالشخصيات بكل تفصيلة، وفي نهاية العمل سيظهر وتتضح كافة الأمور ويتم الإجابة عن كل التساؤلات.
بينما قال الفنان ماجد المصري، الذي يشهد المسلسل أول مشاركة له في الدراما الخليجية، إن أي عمل يقدم يحدث عليه الكثير من الجدل، مشيرًا إلى أن المسلسل يطرح الكثير من القضايا، لافتا أن مشاهدة الأعمال هو اختيار المشاهد بمحض إرادته، والانتقاد دائمًا وارد.
وعن كواليس العمل قال ماجد المصري: «حينما عُرض على المسلسل من الصديق المنتج جمال سنان أعجبتني جداً شخصية (رشيد) وأحببت خوض التجربة؛ لكونها شخصية جديدة عليّ، لم أقدمها طيلة مشواري الفني، فالفنان حين يجد دوراً جديداً يذهب وراءه».
وأضاف: «تحمست للعمل بعدما وجدت تصاعداً درامياً بالشخصية، والعبرة بالنهاية، لأن رشيد من الشخصيات المرهقة المليئة بالتفاصيل والتشابكات المعقدة».
وعن مشاركته في الدراما الخليجية للمرة الأولى يقول المصري: «رغم أنني غير متابع للدراما بشكل عام، لكنني شاهدت أعمالاً للفنانة هدى حسين، من بينها مسلسل (شارع الهرم)، وكنت أتطلع للعمل في الدراما الخليجية، مثلما شاركت في أعمال لبنانية قبل ذلك، وأرى أننا نفيد بعض في النهاية؛ لأن كل منا يستفيد من الآخر، والمهم أن يظهر العمل بمستوى راقٍ، والحمد لله المسلسل ينفذ بشكل جيد».
وأشاد المصري بالعمل مع الفنانين الكويتيين قائلًا: «مستمتع بالعمل مع السيدة هدى حسين، فهي فنانة كبيرة يطلق عليها (ملكة الدراما الخليجية)، وهي تعشق فنها وحريصة على كل من حولها، فلها كل الاحترام والتقدير، كما أن فاطمة الصفي تعد مفاجأة في المسلسل، وتجمعني بها مشاهد مهمة وسعدت بالتعاون مع كل فريق العمل».
