الراديوفن وثقافة

قصة نجاح المخرج السينمائي الكبير خيري بشارة.. مخرج فيلم “أمريكا شيكا بيكا”

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح” مع واحد من أعلام الإخراج السينمائي في مصر والوطن العربي، وهو المخرج الكبير “خيري بشارة”، أحد الذين قدموا للسينما المصرية والعربية أهم أفلامها.

جاء بشارة من السينما التسجيلية ليقف في صفوف أبرز مخرجي السينما المصرية، خصوصاً بعد فيلمه الثاني (العوامة رقم 70)، واشتهر بتصوير الواقع في أفلامه، وهو أحد أفراد جيل المخرجين الذين أعادوا تعريف الواقعية في السينما المصرية خلال الثمانينيات.

قدم خيري بشارة نفسه بشكل قوي منذ بداية مشواره السينمائي، وضمت قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ثلاثة من أفلامه هي “الطوق والأسورة” و”يوم مر.. يوم حلو” و”آيس كريم في جليم”، وعبر مسيرته السينمائية تُوج بشارة بعدد ضخم من الجوائز والتكريمات عن العديد من أعماله، فضلًا عن حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون.

فيلم “أمريكا.. شيكا بيكا”
بدأ اللقاء بحديث المخرج الكبير خيري بشارة عن فيلمه “أمريكا شيكا بيكا”، وأن عرض هذا الفيلم في الولايات المتحدة كان السبب وراء زيارته الأولى لها، حيث أتى حينها إلى مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وأشار إلى أن الفيلم في مصر كانت عليه ملاحظات رقابية عديدة تسببت في حذف بعض الأغاني؛ منها أغنية “أمريكا شيكا بيكا”، وذلك لاعتبارها إساءة لدولة صديقة.

ولفت بشارة إلى أن الفيلم عندما تم عرضه في أمريكا، لم تُحذَف منه أي مشاهد أو أغاني، وعندما جاءت أغنية “أمريكا.. شيكا بيكا” أثناء عرض الفيلم، قام عدد من الحاضرين للرقص على أنغام تلك الأغنية.

وأشار بشارة إلى أن الفيلم ينقل معاناة حقيقية ومآسي لبعض المصريين الذين حاولوا السفر إلى أمريكا، وما عانوه خلال رحلتهم لتحقيق هذا الهدف ووصولهم إلى بر الأمان، وروى بشارة تجربته في السفر إلى بلغاريا مرورًا بلبنان وتركيا وتأثيرها على الفيلم، كما كشف عن الصدفة التي جمعته بالفنان محمد فؤاد والتي كانت سببًا في اختياره بطلًا للفيلم.

أفلام وذكريات
عن فيلمه “آيس كريم في جليم” والتوليفة الشبابية التي جمعها بشارة في هذا العمل؛ قال: “كان من حسن حظي أنني درست في معهد السينما في فترة ذهبية، وهي فترة الستينات، حيث ظهر فيها البيتلز وحدثت ثورة الطلاب والعمال في فرنسا، وقد ظهر انحيازي للسينما وحبي القوي لها، وفيلمي آيس كريم في جليم عبارة عن خليط من سينمات متعددة عشقتها، كما أنني أردت رصد بعض المتغيرات في العالم؛ مثل بدء ظهور الـ Fast Food”.

ولفت بشارة إلى أن عمرو دياب قد أدى دوره على الوجه الأمثل في هذا الفيلم، وأشار إلى أنه لم يكن حينها من محبي سماع عمرو دياب، ولكنه اختاره لهذا الفيلم بعدما سأل الكثير من الشباب عن مطربهم المفضل خلال الفترة، وكان لديهم إجماع على أن دياب هو الأفضل.

وعن ذكرياته مع فيلمه “يوم حلو.. يوم مر”؛ قال بشارة: “إن تعاملي مع سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، كان أسهل كثيرًا مما توقعت، وكانت على عكس ما سمعته عنها من أنها تتدخل في العمل، وسألتها عن ذلك؛ فأجابتني بأنها إذا جمعها أي عمل مع مخرج لا يجيد عمله، فلا بد لي من أن أنقذ نفسي، وأعتقد أن لديها حق كبير في ذلك”، كما ذكر بعض الذكريات التي جمعته بها من خلال كواليس الفيلم.

يعدّ فيلم “الطوق والإسورة” من الأفلام الهامة في السينما المصرية، لا سيما وأنه أقرب كثيرًا إلى الفلسفة، قال بشارة إن هناك كتابين عن الفيلم وهما في طريقهما إلى الصدور، وبالتالي فإن كل الأفكار عن الفيلم مكتوبة، وأشار بشارة إلى أن الفيلم يقوم على رواية ليحيي الطاهر عبدالله صدرت في منتصف السبعينات، وكان حينها يعمل على فيلمه الأول “الأقدار الدامية” بإنتاج مشترك مع الجزائر.

قال بشارة إنه تمنى لو أن “الطوق والإسورة” كان فيلمه الأول، وروي عن قصة اختياره لشريهان للقيام بدور البطولة، والخلاف الذي وقع بينه وبين عبدالرحمن الأبنودي (كاتب سيناريو الفيلم) نتيجة اختياره لها، كما تحدث عن بعض الكواليس التي جمعته بأبطال الفيلم.

مع الرقابة
تحدث بشارة عن فيلمه “العوامة 70″، وما أحدثه من ضجة وردود فعل جماهيرية أصابته بالإحباط، خاصةً وأن فكرة الفيلم كانت جديدة على الجمهور ولم يتقبلها بسهولة، وكانت لدي رغبة قوية في عدم حذف أي مشاهد من الفيلم”، وأكد بشارة عن أنه لم يكن لديه مشاكل مع الرقابة طوال تاريخه، ونادرًا ما حذف الرقيب مشاهد من أفلامه، وإن كان هناك بعض الحذف الذي أصاب بعض مسلسلاته بسبب ما يسمّيها الرقيب معايير، فيما يصفها بشارة بالأذواق الشخصية.

وتناول بشارة بالحديث بعض كواليس فيلمه “قشر البندق” وحالة الإرهاق الشديدة التي أصابته مع طاقم العمل خلال فترة تصوير العمل، وحول تجربته في الحياة وفترة تواجده في بولندا؛ قال بشارة: “أنا مقاوم بطبعي من خلال الطاقة الإيجابية للتغلب على أزماتي، وخلال حياتي كل 10 سنوات أجدني أجلس مع نفسي جلسة تأمل وحساب طويلة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى