حققت المنتخبات العربية نتائج قوية في بطولتي كأس آسيا وكأس أمم إفريقيا اللتان أقيمتا بشكل متزامن، مما أعطى فرصة لمقارنة أداء المنتخبات العربية في كلا البطولتين، وسط آمال عربية كبيرة بتحقيق اللقبين.
وكان الأداء العربي قويًا بشكل لافت في بطولة كأس آسيا، وذلك بعد نجاح 8 منتخبات عربية في التأهل لدور الـ16 في البطولة وهي منتخبات (قطر، السعودية، الأردن، العراق، الإمارات، البحرين، بالإضافة إلى تأهل تاريخي لمنتخبي سوريا وفلسطين)، فيما أخفقت كلا من سلطنة عمان ولبنان في التأهل.
فيما كان الأداء العربي في كأس أمم أفريقيا أقل قوة، حيث تأهلت 3 فرق عربية فقط لدور الـ16 وهي منتخبات (المغرب متصدر مجموعته، ومصر التي تأهلت بشق الأنفس، وموريتانيا التي تأهلت بين أحسن ثوالث).
فرق كبير
ووفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية” فقد كان هناك فرق كبير، بين أداء المنتخبات العربية في بطولة كأس أمم إفريقيا ونظيرتها في بطولة كأس آسيا، حيث سطر العرب في آسيا بطولات “ملحمية” مع كبار المنتخبات، بينما فشل العرب في إفريقيا، باستثناء المغرب، في تحقيق أداء قوي.
وتشارك 10 منتخبات عربية في بطولة كأس آسيا وهي (السعودية والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والعراق والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان)، فيما شاركت 5 فرق عربية في بطولة كأس أمم أفريقيا هي (مصر والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا).
صدمة أفريقية
وصدمت الجماهير العربية بأداء باهت للمنتخبات العربية الأفريقية، ونتائج “لا تصدق”، مثل تعادل مصر باللحظات الأخيرة أمام موزمبيق (المصنف 111 عالميا) ثم تعادلها أمام غانا والرأس الأخضر، وتأهلها بشق الأنفس بفضل تعادل موزمبيق مع غانا.
بينما منيت تونس بهزيمة أمام ناميبيا (المصنف 115 عالميًا) وتعادلت أمام كل من مالي وجنوب أفريقيا وودعت البطولة بعد حصولها على نقطتين فقط.
فيما تعادلت الجزائر أمام أنغولا (المصنف 117)، ثم تعادلت أمام بوركينا فاسو، وتلقت هزيمة مفاجئة من موريتانيا، لتودع البطولة بعد حصولها على نقطتين فقط أيضًا.
واستفادت موريتانيا بالنقاط الثلاث التي حصدتها من الفوز على الجزائر، بعد أن كانت على مشارف الخروج من البطولة، إثر هزيمتين أمام بوركينا فاسو وأنغولا، وتأهلت بين أفضل ثوالث.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد جاءت المنتخبات المتأهلة لثمن نهائي أمم أفريقيا كالآتي:
المجموعة الأولى: غينيا الاستوائية (7 نقاط)، نيجيريا (7 نقاط)، ساحل العاج (3 نقاط)
المجموعة الثانية: الرأس الأخضر (7 نقاط)، مصر (3 نقاط).
المجموعة الثالثة: السنغال (9 نقاط)، الكاميرون (4 نقاط)، غينيا (4 نقاط).
المجموعة الرابعة: أنغولا (7 نقاط)، بوركينا فاسو (4 نقاط)، موريتانيا (3 نقاط).
المجموعة الخامسة: مالي (5 نقاط) وجنوب أفريقيا (4 نقاط) ونامبيا (4 نقاط).
المجموعة السادسة: المغرب (7 نقاط) والكونغو الديمقراطية (3 نقاط).
وتأهلت منتخبات غينيا وموريتانيا ونامبيا وساحل العاج إلى ثمن النهائي كأفضل أصحاب المركز الثالث.
تألق عرب آسيا
في المقابل حققت المنتخبات العربية في بطولة كأس آسيا المقامة في قطر، نتائج مميزة، وحافظ جميعها على فرصة منطقية للتأهل للأدوار الإقصائية.
وكان الأداء الأفضل لمنتخبي قطر والعراق اللذان تأهلا بالعلامة الكاملة بفوز ثلاثي وتصدرا مجموعتيهما بـ9 نقاط، وحقق المنتخب العراقي فوزًا مبهرًا صدم القارة الآسيوية بانتصاره على اليابان (المصنف 17 عالميًا).
ومثله قدم المنتخب الأردني أداء بطوليًا أمام كوريا الجنوبية (المصنف 23 عالميًا)، وكاد أن ينتصر لولا هدف تعادل كوري في الوقت بدل الضائع.
فيما تصدرت السعودية والبحرين مجموعتيها بـ6 نقاط لكل منهما، وحصلت الإمارات على المركز الثاني في مجموعتها وتأهلت بـ 4 نقاط.
بينما تأهلت سوريا وفلسطين لدور الـ16 للمرة الأولى في تاريخهما بعد حصد كل منهما 4 نقاط، وجاء تأهلهما مع الأردن بين أفضل ثوالث، بينما أخفقت سلطنة عمان في خطف بطاقة التأهل الأخيرة كأفضل ثالث بعد التعادل 1-1 مع قرغيزستان.
وحقق منتخب لبنان تعادلًا وحيدًا، ومني بهزيمتين، ليودع البطولة بعد حصوله على نقطة واحدة يتيمة.
وجاءت المنتخبات المتأهلة مباشرة لدور الـ16في بطولة كأس آسيا كالتالي:
المجموعة الأولى: قطر (9 نقاط)، طاجيكستان (4 نقاط).
المجموعة الثانية: أستراليا (7 نقاط)، أوزبكستان (5 نقاط)، سوريا (4 نقاط).
المجموعة الثالثة: إيران (9 نقاط)، الإمارات (4 نقاط)، فلسطين (4 نقاط).
المجموعة الرابعة: العراق (9 نقاط)، اليابان (6 نقاط)، إندونيسيا (3 نقاط).
المجموعة الخامسة: البحرين (6 نقاط)، كوريا الجنوبية (5 نقاط)، الأردن (4 نقاط).
المجموعة السادسة: السعودية (6 نقاط)، وتايلند (4 نقاط).
وتأهلت منتخبات سوريا وفلسطين والأردن وإندونيسيا لثمن النهائي كأفضل أصحاب مركز ثالث.
المنافسة على اللقب
ولا زال تحقيق اللقب القاري هو هدف المنتخبات العربية التي تأهلت لدور الـ16، حيث تمتلك الكثير منها كل الإمكانيات التي تؤهلها لذلك.
ووفقًا لموقع “جول” فإننا نتحدث هنا تحديدًا عن منتخبين في آسيا هما قطر حامل اللقب والسعودية، والمغرب ومصر في إفريقيا، فهم المرشحون الأوفر حظًا من العرب لمنافسة عمالقة القارتين على اللقب الثمين.
وكان منتخب المغرب قد أذهلت العالم في كأس العالم قطر 2022 بالوصول لنصف النهائي وتحقيق المركز الرابع وسط أداء قوي نال إعجاب الجميع، وقد استمرت النتائج الإيجابية تحت قيادة وليد الركراكي بالفوز على البرازيل والتعادل مع كوت ديفوار وديًا.
ويمتلك المنتخب المغربي ترسانة من النجوم القادرة على حصد اللقب وعلى رأسها ياسين بونو وسفيان أمرابط وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري وأشرف حكيمي.
ورغم تعثرها في دور المجموعات لا تزال مصر تملك الطموح للمنافسة هذه المرة على اللقب الغائب عنها منذ 13 عامًا، بعد أن كانت قد حققته 3 مرات متتالية (2006، 2008، 2010). حيث بدأت مصر مرحلة جديدة مع المدرب روي فيتوريا، وحقق منتخبها نتائج جيدة مؤخرًا تحت قيادة محمد صلاح.
ورغم أن المهمة ليست سهلة خاصة مع الظروف الصعبة محليًا من عدم انتظام الدوري وإرهاق البعض من ضغط المباريات وبُعد البعض الآخر عن المستوى، إلا أننا اعتدنا تاريخيًا على حضور مصر القوي في كأس إفريقيا مهما كانت الظروف، وخير دليل على ذلك تفوق المنتخب المصري ف النسخة الماضية وصعوده ي للنهائي الذي خسره أمام السنغال.
بينما في آسيا، يتصدر المنتخب السعودي المشهد العربي عند الحديث عن أبرز المرشحين للفوز، فهو بجانب أستراليا واليابان الثالوث المرشح بقوة للفوز بكأس آسيا، ورغم التغيير الفني والقدوم الحديث للمدرب روبرتو مانشيني إلا أن نتائج المنتخب وقوامه تسمح لجمهوره بالرهان عليه.
وتمتلك السعودية مجموعة ممتازة من اللاعبين، ورغم أن جُلهم لا يلعبون بشكل أساسي مع أنديتهم في دوري روشن إلا أن احتكاكهم بنجوم عالميين أفادهم بالطبع، وأبرزهم سالم الدوسري ونواف العقيدي وسعود عبد الحميد.
ولا ننسى هنا حامل اللقب، منتخب قطر، والذي تخلى عن مدربه كارلوس كيروش وتعاقد مع ماركيز لوبيز قبل شهر تقريبًا من انطلاق البطولة في خطوة قللت من حظوظه في المنافسة على اللقب.
لكن العنابي يرفع راية التحدي في وجه كبار القارة، خاصة أن البطولة مقامة على أرضه ووسط جمهوره، ومتسلحًا بشخصية وعقلية الفوز التي قادته للتتويج باللقب في النسخة الأخيرة وبعدد من النجوم أبرزهم المعز علي وأكرم عفيف وحسن الهيدوس.