أخبارمنوعات

موجة انتقادات تلاحق مذيعة بريطانية صرخت في وجه البرغوثي وعاملته بعنصرية

أثارت مذيعة بريطانية موجة غضب وانتقادات عارمة بسبب معاملتها العنصرية للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، خلال مقابلة أجرتها معه على قناة TALKTV.

وظهرت المذيعة، جوليا هارتلي بروير، خلال المقابلة وهي تحاور البرغوثي بانفعال وتصرخ في وجهه، ولم تكتف بذلك، بل حاولت اتهامه بأنه غير معتاد على وجود امرأة تتحدث، في إشارة ضمنية إلى الصورة المغلوطة حول تعامل العرب مع المرأة.

وكان واضحًا أن بروير تتعامل مع البرغوثي بانفعال شديد، حيث صرخت في وجهه أكثر من مرة، وسخرت من كلامه، وحاولت إسكاته مرارًا، خلال المقابلة التي تناولت واقعة اغتيال نائب رئيس حماس، صالح العاروري، بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، وتطرقت للعدوان الإسرائيلي على غزة.

ونشرت قناة TALKTV عبر صفحتها على منصة “X” مقطع فيديو يظهر لحظات انفعال مذيعتها على البرغوثي، وعلقت عليه بقولها: “جوليا هارتلي بروير تشتبك مع الدكتور مصطفى البرغوثي بعد اغتيال نائب زعيم حماس”.

ووفقًا للفيديو المنشور فقد بدأ البرغوثي بالحديث عن الأساس الديمقراطي لحكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو ما أغضب المذيعة، فوجّه لها سؤالًا حول ما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل دولة ديمقراطية، فأكدت ذلك قائلة: “نعم أعرف أنهم دولة ديمقراطية ولديهم انتخابات”، فردّ عليها بقوله “لقد دمر نتنياهو الديمقراطية.. هذا الرجل لديه الآن ثلاث أو أربع محاكم ضده، قضايا فساد، وهو يعرف أنه إذا توقفت الحرب فسوف يذهب إلى السجن”.

فقاطعته هارتلي منفعلة ورفضت الحديث عن تاريخ نتنياهو لضيق الوقت قائلة: “لا نملك الوقت الكافي للحديث عن تاريخ بنيامين نتنياهو.. هو ليس شخصية شعبية في إسرائيل.. وأنا لست هنا لأدافع عنه”.

كما رفضت المذيعة تكرار البرغوثي الحديث عن ما حدث يوم السابع من أكتوبر الماضي ووضعه في سياق تاريخي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين على مدى 7 عقود، قائلة “أوضحت وجهة نظرك خمس مرات.. ليس لدي وقت لذلك”.

فرد عليها البرغوثي قائلاً: “لا أعرف ما الذي لديك من الوقت له”، وهنا صرخت هارتلي في وجهه طالبة منه انتظارها لإنهاء حديثها قائلة: “أوه يا إلهي.. دعني أنهي جملتي يا رجل.. ربما أنت لست معتادا على وجود امرأة تتحدث”.

ورفض البرغوث هذا الاتهام قائلًا “أنت تضللي الجمهور بما قلته للتو”، مما دفع هارتلي بروير إلى الصراخ عليه مرة أخرى أثناء حديثه قائلة له إن أمامه 20 ثانية فقط للرد. وأخيراً، أعطته 10 ثوان ليوضح ما هو رد الفعل المقبول على هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، فقال لها البرغوثي: “أنهوا هذا الاحتلال واسمحوا للسلام أن يسود لكلا الشعبين”، وبعدها اختتمت هارتلي اللقاء قائلة: “الرد كان جيداً”، لكنها كررت اتهامها له قائلة: “أعتذر عن وجود امرأة تتحدث إليك”.

انتقادات واسعة

وأثار الفيديو المنشور للقاء انتقادات واسعة للمذيعة البريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر عدد كبير من النشطاء أسلوبها العنصري في التعامل مع البرغوثي، والذي لم تتحلَّ فيه بآداب الحديث مع ضيف، حتى وإن لم تكن محايدة، فيما أشار آخرون إلى أن هذا اللقاء كان وصمة عار في تاريخ المذيعة والقناة معاً، ويكشف عن تحيز وعنصرية الإعلام الغربي ضد العرب، مؤكدين ان هذا الامر لم يكن ليتم في وجود أي ضيف غير عربي.

وانهالت الانتقادات على هارتلي بروير، حيث اتهمها بعض النشطاء بـ”الوقاحة والعنصرية والعنف والتعالي والأداء البلطجي”.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد قالت حياة مرشاد، مديرة جمعيّة FEMALE، إن هارتلي “مارست فوقية بيضاء وتعاملت بعنصرية في خطابها البعيد جداً عن الأخلاق المهنية، محاولة الاستناد على الصورة الشائعة عن الرجل العربي بأنه ذكوري وغير مستمع للنساء، في وقت كانت هي من تطبق ذلك”.

وأكدت أن انفعال المذيعة على الهواء وطريقة تعاطيها مع ضيفها، دليل على أنها جعلت من نفسها “طرف في الموضوع المطروح للنقاش”، وعندما عجزت عن ضبط أعصابها لجأت إلى ترند قمع الرجال للنساء كحجة أمام الجمهور، إلا أنها في الحقيقة استخدمت المفاهيم النسوية بطريقة سطحية وسخيفة وفي غير محلها، في وقت تعاطى الضيف معها برقي وهدوء ولباقة”.

وفي الإطار نفسه أكدت الصحفية الباحثة في مؤسسة سمير قصير، وداد جربوع، أن المذيعة “أرادت استغلال النظرة النمطية للرجل الشرقي بأنه غير مستمع للمرأة، وإسقاط هذه النظرة في الحوار لقمع البرغوثي، بهدف فرض آرائها بعدما وجدت أن آراءه مغايرة تمامًا لما تريد إيصاله للمشاهدين”.

وأشارت إلى أن البرغوثي ظل هادئًا حتى اللحظة الأخيرة، ومحافظاً على لباقته، رغم كل محاولات المذيعة لاستفزازه، مثبتاً أن الاتهامات التي وجهتها له هي من ارتكبتها وليس العكس، وبأنها لم تلتزم بالمعايير المهنية”.

وحول أداء هارتلي السيء خلال المقابلة قالت أستاذة الإعلام في الجامعة اللبنانية، الدكتورة مهى زراقط، إن المذيعة لم تراع القواعد المهنية لا في الشكل ولا في المضمون، مشيرة إلى أنه “من حيث الشكل بدا واضحاً أنها لم تحترم ضيفها، من خلال إغلاق أذنيها لعدم سماع إجاباته، وضحكاتها، والإشارة بيدها إلى ضيق الوقت، وقيامها وجلوسها المتكرر على الكرسي إضافة إلى حركة يديها”.

وأضافت أنه “من حيث المضمون رفضت هارتلي سماع رأي ضيفها الذي بدا أنه لم يعجبها، وحاولت إخراج النقاش عن مضمونه بأن مارست عليه عنصرية الرجل الأبيض، واتهمته بالذكورية من خلال القول إنه غير معتاد على سماع امرأة تتكلم، محاولة إسقاط مفهوم الغرب الخاطئ عن معاملة الرجل العربي للمرأة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى