أخبارأخبار العالم العربيتغطيات خاصة

أهدت العالم المسيح وبخل عليها العالم بالسلام.. مدينة بيت لحم تلغي احتفالات عيد الميلاد

أعلنت الطوائف المسيحية في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، إلغاء احتفالاتها العامة بأعياد الميلاد هذا العام، في ظل استمرار تعرّض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي غاشم وحرب إبادة مستمرة منذ أكثر من 78 يومًا.

وقال قادة الكنيسة الفلسطينية إنهم اتفقوا على عدم إقامة احتفالات عامة لعيد الميلاد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، وذلك تضامنًا مع سكان غزة مع استمرار الحرب فيها.

ونقلت شبكة CNN عن قس الكنيسة اللوثرية قوله: “لو ولد المسيح اليوم لكان سيولد بغزة تحت الأنقاض”. وأشارت الشبكة إلى أنه كان من المفترض أن يستعد الجميع للاحتفال بأعياد الميلاد في هذا الوقت، حيث يذهب آلاف الأشخاص إلى مدينة بيت لحم، إلا أن الشوارع المحيطة بالمدينة هذا العام هادئة، حيث لا توجد أضواء احتفالية، ولا توجد فرق موسيقية، ولا توجد شجرة عيد الميلاد العملاقة التي يتم نصبها كل عام في هذا الوقت.

حصار خانق

وتزامنًا مع الحرب على غزة يشتد الحصار والخناق على مدينة بيت لحم، حيث تقع كنيسة المهد التي ولد بها السيد المسيح، كما تعيش مدينة القدس، التي تقع بها كنيسة القيامة، حالة عسكرة شديدة، وحصارًا للبلدة القديمة بشكل يعيق حركة المسيحيين فيها.

وبينما تحتفل الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي في أنحاء العالم بأعياد الميلاد يوم الأحد 24 ديسمبر الجاري، في حين تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في السابع من يناير المقبل.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد أعلنت بلديتا رام الله وبيت لحم، ووزارة السياحة الفلسطينية إلغاء احتفالات هذا العام في ظل الحصار الإسرائيلي، حيث يحيط الاحتلال مدينة بيت لحم بـ 46 بوابة حديدية، ويغلق 30 شارعا بالسواتر الترابية، وتتمركز قواته على حواجز قليلة مفتوحة جزئيا.

رسالة إلى العالم

وقال المفكر المسيحي، مؤسس ورئيس‏ ‏جامعة دار الكلمة في بيت لحم، متري الراهب: “لا يمكن الاحتفال بعيد الميلاد في زمن تتعرض فيه غزة لعدوان غير مسبوق وتطهير عرقي ممنهج، في ظل اغتيالات للأطفال وقتل للنساء، واستيطان يستشري كالسرطان في الجسم الفلسطيني بالضفة”.

وأضاف أن “كل المدن الفلسطينية محاصرة، وهناك حالة من عدم السلام في أرضنا المقدسة، فعيد الميلاد هو عيد السلام، لكن فلسطين تفتقد للسلام والعدالة والحرية، لذلك ستقتصر الاحتفالات على الشعائر الدينية، وهي مهمة في هذا الوقت كي تعطي الإنسان الأمل والقوة”.

وقارن الراهب بين ولادة المسيح وأطفال غزة، قائلًا: “رسالة الميلاد هي رسالة فلسطينية بامتياز، فالعائلة المقدسة اضطرت أن تترك مدينتها الناصرة شمالي فلسطين، وتذهب إلى الجنوب حيث بيت لحم ومولد السيد المسيح طفل المغارة في مزود (حوض)، حيث لم يكن لهما موضع في المنزل” موضحًا أن “هذا حال كثيرين من أطفالنا في غزة، حيث يولدون اليوم في الخيام والعراء”.

وأضاف: “في قصة الميلاد نسمع عن الطاغية الملك هيرودوس الذي كان يأمر بقتل أطفال بيت لحم، وهذا ما يفعله نتنياهو بأطفال فلسطين”.

وتابع قائلًا: “قصة الميلاد هي قصة فلسطينية معبرة، تؤكد أن الله مع الحق والعدالة ومع شعبنا في غزة والضفة الغربية وضد العدوان”، وقال إن رسالة مسيحيي فلسطين لمسيحيي العالم هي أن “بيت لحم أعطت العالم المسيح، وعلى العالم أن يعطي فلسطين العدالة والسلام”.

أجواء حزينة

من جانبه قال الناطق باسم وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، جريس قمصية، إن المدن الفلسطينية في الضفة، بما فيها مدينة بيت لحم، تعيش حصارًا مشددًا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يمنع دخول أو خروج أي شخص.

وأضاف أن حركة الطيران الإسرائيلي شبه متوقفة، مما يعني عدم وصول سياح من الخارج، وتوقفت السياحة الوافدة الأجنبية، وأصبحت المدينة بلا سياح أو حجاج.

وأكد أن هناك “أجواء من الحزن والألم تخيم على نفوس المؤمنين، الذين ينتظرون الميلاد كبارقة أمل، وفرصة للصلاة من أجل السلام في العالم”، مشيرًا إلى أن “الميلاد هذا العام يأتي في ظرف حزين جدًا نتيجة العدوان على غزة، وهو ما أدى إلى صدور قرار الكنائس في فلسطين بالاقتصار على المراسم الدينية وإلغاء الاحتفالات العامة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى