“الراكب الشبح”.. كيف سافر رجل إلى أمريكا دون تأشيرة أو جواز سفر أو تذكرة طيران؟

أصبح مواطن روسي إسرائيلي يدعى سيرغي فلاديميروفيتش أوتشيغافا، يحمل لقب “الراكب الشبح” بعد أن خدع الجميع وتمكن من السفر إلى الولايات المتحدة على رحلة طيران من كوبنهاغن إلى لوس أنجلوس، دون أن يكون بحوزته تذكرة طيران أو حتى جواز سفر.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” فإن الرجل، وهو في منتصف الأربعينيات من عمره، لم يبذل سوى القليل من الجهد لإخفاء وجوده على متن رحلة الخطوط الجوية الاسكندنافية رقم 931، التي انطلقت من كوبنهاغن، قبل أن تهبط في مطار لوس أنجلوس الدولي يوم 4 نوفمبر الماضي، لتطأ قدما الرجل الأراضي الأمريكية دون أن يكون لديه جواز سفر أو تذكرة، ودون أن يظهر اسمه في بيانات الرحلة التي استمرت 12 ساعة تقريبًا.

وحسب إفادة خطية قدمتها كارولين والينغ، عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، التي تحقق في القضية، فإن أوتشيغافا كان يتجول بأريحية في الطائرة ويغير مقاعده بانتظام، كما أجرى محادثات ودية مع ركاب آخرين، وطلب وجبتين، وفي مرحلة ما، حاول تناول بعض الشوكولاتة المملوكة لأفراد الطاقم.

وأضافت: ” أوتشيغافا لم ينم لمدة 3 أيام ولم يفهم ما كان يحدث”. وتابعت: “لم يتذكر كيف صعد على متن الطائرة. كما لم يشرح كيف وصل إلى كوبنهاغن وماذا كان يفعل هناك، وادعى أيضًا أنه لا يعرف كيف مر عبر نقاط التفتيش الأمنية من دون تذكرة أو جواز سفر”.

وخلال التحقيق معه يوم 5 نوفمبر سمح أوتشيغافا لعملاء مكتب التحقيق الفيدرالي بتصفح الصور الموجودة على هاتفه، حيث أظهرت أحدث صورة شاشات تلفزيون تعرض معلومات الرحلات الجوية لوجهات حول العالم، بما في ذلك أمستردام وميونيخ ولندن، إلى جانب كلمات مكتوبة باللغة الدنماركية.

وكانت آخر صورة عبارة عن لقطة شاشة لخريطة توضح موقع نزل في مدينة كيل بألمانيا، وخرائط من مدينة أجنبية أخرى غير معروفة.

وتقدم العملاء في إفادة خطية بتاريخ 6 نوفمبر بطلب للحصول على مذكرة تفتيش لجهاز iPhone الخاص به، في محاولة لتجميع تحركاته وأي سجل لوثائق السفر أو طلبات التأشيرة.

وأخبر أوتشيغافا عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والتسويق، وعمل في روسيا “منذ فترة طويلة”.

وذكرت الإفادة الخطية أن رحلة الخطوط الجوية الاسكندنافية وصلت إلى مطار لوس أنجلوس حوالي الساعة الواحدة ظهرًا يوم 4 نوفمبر. وأظهرت لقطات المراقبة رجلاً يشبه أوتشيغافا وهو ينزل من الطائرة حوالي الساعة 1:08 مساءً.

“وعندما قدم أوتشيغافا نفسه للدخول عند نقطة تفتيش الجمارك وحماية الحدود (CBP) في مطار لوس أنجلوس الدولي، اكتشف ضباط الجمارك وحماية الحدود أنه لم يكن راكبًا مدرجًا في بيان الرحلة 931، أو أي رحلة دولية قادمة أخرى، ولم يتمكن أوتشيغافا من تقديم جواز سفر أو تأشيرة لدخول الولايات المتحدة.

وأخبر أوتشيغافا مسؤولي الجمارك والحدود أنه ترك جواز سفره على متن الطائرة، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على رقم جواز سفره مدرجًا على نظامهم، كما هو مطلوب عادةً لأي شخص يحجز رحلة طيران متجهة إلى الولايات المتحدة.

وفتش ضباط الحدود حقيبته وعثروا على وثائق هوية روسية وإسرائيلية، لكن لم يجدوا جواز سفر دولي لأي من البلدين. ولم يتم العثور على جواز سفر له على متن الطائرة كما ادعى.

وقالت الخطوط الجوية الاسكندنافية في بيان لصحيفة واشنطن بوست إنها “غيرت بالفعل بعض الإجراءات عند البوابة بعد وقوع هذا الحادث”.

وجاء في إفادة مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه أثناء الصعود إلى الطائرة، لاحظ أفراد الطاقم أن أوتشيغافا كان يشغل مقعد 36D، والذي كان من المفترض أن يكون شاغرًا. لكنهم لم يروا بطاقة صعوده.

وقام بعض أفراد الطاقم أيضًا بإحصاء عدد الأشخاص في أقسامهم، لكنهم لم يحصوا الأرقام في جميع أنحاء الطائرة. وقال أحد أفراد الطاقم إن معظم الركاب “تجاهلوه” على الرغم من جهوده الواضحة في الحديث القصير معهم.

تم اتهام الرجل بأنه مسافر خلسة على متن رحلة جوية من الدنمارك إلى الولايات المتحدة، بعد أن نزل على ما يبدو في مطار لوس أنجلوس الدولي الشهر الماضي دون جواز سفر أو تذكرة.

ودفع أوتشيغافا هذا الشهر بأنه غير مذنب في انتهاك من القانون الجنائي الأمريكي الذي يمنع أي شخص من الصعود على متن طائرة أو سفينة أو إخفاء نفسه دون موافقة المالك أو الشخص المسؤول.

ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 26 ديسمبر الجاري. ولم يرد محاميه على الفور على طلب للتعليق.