أخبارأخبار أميركا

تجاهل قتل وحصار الفلسطينيين.. بايدن يتعهد بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل واليهود الأمريكيين

في خطابه الذي ألقاه اليوم بالبيت الأبيض، تجاهل الرئيس جو بايدن تمامًا عمليات القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، والتي أحدثت دمارًا كبيرًا في القطاع، وأوقعت مئات القتلى وآلاف المصابين.

ولليوم الرابع على التوالي واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، بما وصف بأنه أعنف الضربات الجوية خلال صراعها المستمر منذ 75 عاما مع الفلسطينيين، ودمرت مناطق بأكملها.

وتسبب القصف في تهجير نحو 200 ألف شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وقوع جرائم حرب جراء الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عنهم، ومنع وصول المساعدات الإنسانية من خلال المعابر.

وبدلًا من ذلك ركز بايدن على مهاجمة حركة حماس بشدة، مشبهًا إياها بداعش، ووصف هجومها على إسرائيل بأنه “شر مطلق”، واتهما بالسعي إلى “قتل اليهود”، مجددًا التزامه بتقديم الدعم الكامل لإسرائيل ومدها بكل احتياجاتها في مواجهة ما تتعرض له من تهديدات. كما أكد حشد كل الموارد والإمكانيات لحماية الجالية اليهودية في الولايات المتحدة من أي تهديدات محتملة.

هجوم على حماس

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد ندد بايدن، في خطابه، بحركة حماس ووصف الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة الفلسطينية على إسرائيل بأنه عمل من الشر المطلق، مشددًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بعد مقتل أكثر من 1000 شخص، من بينهم 14 أمريكيًا على الأقل.

كما أعرب الرئيس عن قلقه إزاء احتجاز الأمريكيين كرهائن لدى حماس، مشيرًا إلى أنها جماعة إسلامية تدعمها إيران، وهدفها المعلن هو “قتل اليهود” على حد قوله.

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض: “هناك لحظات في هذه الحياة، وأعني ذلك حرفيًا، عندما يطلق العنان للشر المطلق في هذا العالم. لقد عاش شعب إسرائيل لحظة من هذا القبيل في نهاية هذا الأسبوع”، مشيرًا إلى التقارير التي تشير إلى “ذبح الآباء” و”قتل الأطفال” و”مقتل عائلات بأكملها” و”اغتصاب النساء والاعتداء عليهن وعرضهن على شكل تذكارات”.

وقال إن حماس هددت بإعدام الرهائن، بمن فيهم الناجون مما وصفه بـ “المحرقة النازية”، في انتهاك “لكل قواعد الأخلاق الإنسانية”. وقال إن وحشية التنظيم و”تعطشه للدماء” هو تذكير بـ “أسوأ أعمال العنف التي ارتكبها تنظيم داعش”.

وقال بايدن: “هذا إرهاب، لكن للأسف فهو بالنسبة للشعب اليهودي، فهو ليس جديدا”. وأضاف أن الحادث أعاد إلى السطح ذكريات معاداة السامية والإبادة الجماعية للشعب اليهودي.

وفي إشارة واضحة إلى إيران والجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني، قال بايدن إن لديه رسالة لأي دولة أو منظمة تفكر في الاستفادة من الوضع الحالي – “لدي كلمة واحدة: لا تفعل ذلك”.

دعم إسرائيل

وأوضح بايدن أنه تحدث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، 3 مرات خلال 4 أيام، مشيرًا إلى أنه أبلغ نتنياهو أن “ردنا سيكون سريعًا وحاسمًا وساحقًا” إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم بهذه الطريقة، ولكن يجب على الديمقراطيات أيضًا أن تدعم سيادة القانون في زمن الحرب.

وأوضح في تصريحاته أهمية المساعدة العسكرية الأمريكية التي يتم إرسالها لإسرائيل لدعمها في حربها، وقال إنه سيطلب من الكونغرس اتخاذ إجراء عاجل.

كما قال بايدن إن مواطنين أمريكيين محتجزون كرهائن لدى حماس، وأنه وجه فريقه لتبادل المعلومات الاستخبارية للمساعدة في جهود استعادة الرهائن.

كما قال بايدن إنه سيتم تقديم الدعم والحماية لليهود الأمريكيين، وقال إنه يجب السماح لهم بالعبادة بسلام في الولايات المتحدة. وسبق أن قال بايدن الشهر الماضي إن معاداة السامية في الولايات المتحدة ارتفعت إلى مستويات قياسية.

وقال البيت الأبيض أمس إنه يتوقع تلبية الطلبات الأمنية الإضافية من إسرائيل في أسرع وقت ممكن. ووعد بايدن بتجديد الصواريخ الاعتراضية التي يستخدمها نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (القبة الحديدية)، وكذلك الذخيرة، بالإضافة إلى مضاعفة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

أخطر وأسوأ خطاب

من جانبه قال الدكتور خليل العناني، الخبير في الشؤون الأمريكية والعلاقات الدولية، إن خطاب الرئيس بايدن، هو أخطر وأسوأ خطاب لرئيس أمريكي خلال العقود الأخيرة.

وأضاف في حديثه لقناة الجزيرة تعليقًا على خطاب بايدن، أن هذا الخطاب سيزيد من اشتعال الأوضاع، مشيرا إلى استخدام بايدن لغة عاطفية مشحونة وكأنه مسؤول إسرائيلي وليس أمريكيًا.

وانتقد العناني حديث بايدن عن الهولوكوست، وتناوله الصراع الحالي باعتباره صراعًا دينيًا وكأن ما يحدث حرب على اليهود وليس على الاحتلال الإسرائيلي، معتبرًا تجاهله للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق قطاع غزة دليلا على “الإفلاس الأخلاقي”.

ورأى العناني أن هذا الخطاب بمثابة تدشين لحملة بايدن الانتخابية، ولكن على حساب الفلسطينيين، وهو بذلك يحاول توفير أكبر نوع من الغطاء لإسرائيل، حتى تستمر في القيام بما تقوم به من جرائم في غزة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى