أخبارمنوعات

رسالة تغزو مواقع التواصل.. هل سينقطع الإنترنت عن العالم يوم 11 أكتوبر بالفعل؟

حالة من الذعر انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضي بعد تداول رسائل بشكل واسع تحذر من انقطاع الانترنت عن العالم بشكل كامل يوم الأربعاء القادم الموافق 11 أكتوبر الجاري، وذلك بسبب عاصفة شمسية قوية حذرت منها وكالة ناسا.

مزاعم خطيرة

وأشارت إلى أن تشير العاصفة الشمسية ستكون قوية ويمكن أن تسبب مشاكل وأعطال تؤثر على جميع شبكات الاتصالات اللاسلكية، بجانب الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء، كما ستؤدي إلى تعرض كوابل الاتصال البحرية التي تربط القارات والمحيطات ببعضها البعض إلى التلف، وهو ما سينتج عنه انقطاع خدمة الانترنت بشكل كامل، وربما يستمر ذلك لعدة أشهر.

وفيما يبدو أنه استمرار لنظرية المؤامرة التي شهدتها فترة جائحة كورونا، زعمت بعض هذه الرسائل أن انقطاع خدمة الانترنت سيكون بفعل فاعل، وسيتزامن مع انتشار فيروس جديد “مجهول” يشبه فيروس COVID-19.

وتشير المزاعم إلى أن انقطاع الانترنت سيكون بهدف منع تحذير المواطنين حول العالم من هذا الفيروس، الذي يسعى من قاموا بنشره لتركه يصيب عدد كبير من الناس.

وحذر أصحاب الرسائل المزعومة من أنه عقب انتشار الفيروس المجهول، والذي قد يكون فتاك، سوف يظهر لقاح له، محذرين من أخذ هذا اللقاح الذي قالوا إنه سوف يؤدي لمقتل عدد كبير من الناس، حتى يمكن خفض عدد سكان الأرض التي تشتكي من قلة الموارد وارتفاع عدد السكان.

وأثارت هذه المزاعم حالة من الذعر والقلق بين رواد السوشيال ميديا، وجعلتهم يبحثون عن حقيقة الأنباء المتداولة حول انقطاع الانترنت والفيروس المجهول.

حقيقة العواصف الشمسية

وبعد انتشار هذه المزاعم تساءل كثيرون حول طبيعة العواصف الشمسية، ومدى خطورتها وتأثيرها على التكنولوجيا الحديثة التي لم تواجه من قبل عواصف شمسية شديدة، وهو امر يقول العلماء إنه نادر الحدوث.

وأكدوا أنه لا يمكن التنبؤ بوقت حدوث هذه العواصف الشمسية بدقة، حيث أن أحدث الطرق التنبؤية ليست دقيقة بنسبة 100%، كما أن عملية التنبؤ قد تستغرق وقتًا طويلًا.

وأشار العلماء إلى أن انقطاع الإنترنت على مستوى العالم هو مجرد شائعة أثيرت مرارًا وتكرارًا، مؤكدين أن العواصف الشمسية التي يمكن أن تصل لهذه الشدة نادرة الحدوث، ولم يتم تسجيل إلا عدد قليل منها في التاريخ الحديث.

رد ناسا

ووفقًا لموقع “العربية” فقد أكدت وكالة ناسا في بيان رسمي سابق، أن كل ما يتم تداوله عن انقطاع الإنترنت حول العالم، مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة.

وطالبت “ناسا” بعدم تصديق هذه الشائعات والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، مضيفة أنه لا توجد أي تهديدات أو أدلة تشير إلى أن الإنترنت سيتعطل، وبالتالي يمكن للأفراد والشركات الابتعاد عن القلق والخوف من هذا الأمر.

كما نفت مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة، المعنية بضمان شبكة إنترنت عالمية مستقلة وآمنة وواحدة، والمعروفة باسم “ICANN”: إن ما يتم تداوله من إشاعات حالياً عن انقطاع خدمات الإنترنت حول العالم غير صحيح.

وبالمثل نفت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، بدولة الإمارات العربية المتحدة، ما يتم تداوله عن قطع خدمة الإنترنت عالميا،

وقالت في بيان على منصة X: “لا صحة للأنباء التي تتحدث عن انقطاع منتظر في خدمة الإنترنت في العالم بتاريخ 11 أكتوبر”. ونصحت المواطنين بضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية لتجنب إثارة المخاوف في هذا الشأن.

أمر صعب الحدوث

من جانبه قال الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والاتصالات المصري، إن انقطاع الإنترنت عالميًا أمر فني يصعب حدوثه، موضحًا أن نمو خدمات الإنترنت بنسبة 20% في أي دولة بشكل عام يؤثر بنسبة 3% على الاقتصاد القومي لها، وهذا يؤكد على أهمية الاستثمارات التي تنفقها الدول على تطوير شبكات الاتصالات والإنترنت.

وأضاف صبحي في تصريح خاص لصحيفة “المصري اليوم” أن شبكات الكابلات البحرية والإنترنت هي المصدر الأساسي للإنترنت في العالم، وتعد هذه الشبكات معقدة ومتشعبة وتمر عبر ممرات معينة وسرية للغاية ويصعب انقطاعها جميعًا، لافتا أن العاصفة الشمسية والعوامل التغيرات المناخية والبيئية ستؤثر بشكل افتراضي أو غير محتمل على محطات الإرسال والتراسل للأقمار الصناعية فقط.

وتابع أنه حتى لو حدثت العاصفة الشمسية سيكون تأثيرها محدودًا للغاية على شبكات الإنترنت عالميًا، مشيرًا إلى أن 90% من الإنترنت يمر عبر الكابلات البحرية التي تسير في مسارات مؤمنة ومحمية ومتعددة الأطراف وتبادلية، وليست مركزية لانقطاعها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى