أخبارفن وثقافة

حيلة غير مسبوقة من أجل الهجرة.. فيلم “فوي فوي فوي” يعيد مصر للمنافسة على جائزة الأوسكار

تصدّر فيلم “فوي فوي فوي” للمخرج عمر هلال منصات البحث في مصر بعد أن تم ترشيحه رسميًا للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق باللغة الإنجليزية) في الدورة الـ 96 لجوائز الأوسكار.

“فوى فوى فوى” هو فيلم دراما كوميديا سوداء، وقصته مستوحاة من أحداث حقيقية، وهو من تأليف وإخراج عمر هلال، وبطولة محمد فراج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وأمجد الحجار، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم، وحجاج عبد العظيم، وبسنت شوقي.

ويحكى الفيلم قصة شاب اسمه حسن يعمل حارس أمن، ويعيش حياة فقيرة مع والدته، ويلجأ إلى حيلة غير مسبوقة من أجل تحقيق حلمه بالهجرة إلى الخارج. حيث يقرر التظاهر بأنه لاعب كرة قدم ضعيف البصر حتى ينضم إلى فريق كرة القدم للمكفوفين، ويتمكن من السفر مع الفريق خارج مصر للمشاركة في إحدى بطولات كأس العالم التي تقام في أوروبا.

وفي هذه الرحلة، يلتقي حسن مع العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وتهتم على وجه الخصوص بحسن، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

وبدأ عرض الفيلم في دور السينما يوم 13 سبتمبر الجاري. وحقق إيرادات بأكثر من 4 ملايين جنيه (129.4 ألف دولار) خلال 6 أيام عرض.

ووفًا لموقع “سكاي نيوز عربية” فقد كانت مصر قد أحجمت العام الماضي عن ترشيح أي فيلم للمسابقة المخصصة للأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة الناطقة بغير الإنجليزية.

ومن المنتظر إعلان أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية القائمة الأولية للأفلام المتنافسة على الجائزة في ديسمبر، قبل إعلان القائمة القصيرة في يناير. ويقام حفل الأوسكار في العاشر من مارس 2024 بمدينة لوس أنجلوس.

حقيقة أغرب من الخيال

قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية وقعت في سبتمبر 2015، عندما شاع خبر هروب أعضاء منتخب مصر من بطولة العالم في “كرة الجرس” للمكفوفين التي تقام في بولندا.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد قيل إن لاعبين مبصرين تظاهروا بأنهم مكفوفين وسافروا ضمن بعثة المنتخب المصري للمشاركة في البطولة، وعند اكتشاف أمرهم في بولندا لاذوا بالفرار وتواروا عن الأنظار.

وتصدّرت القصة الصحف مع عناوين لا تخلو من السخرية، مثل “فريق المكفوفين المصري يبصر في بولندا”. وكانت البعثة تضم 12 لاعباً، لم يعد أحد منهم إلى مصر بعد اكتشاف أمرهم وفرّوا جميعاً من دون معرفة وجهتهم.

وأطلقت وزارة الشباب والرياضة المصرية وقتها تحقيقاً لمعرفة ملابسات ما حدث. وفي 2019 أصدرت النيابة العامة المصرية إخطاراً للإنتربول للقبض على الفارّين.

وكشفت التحقيقات أن كل واحد من أعضاء البعثة الذين زوّروا إعاقتهم، دفع مبلغ 50 ألف جنيه للانضمام إلى البعثة والحصول على تأشيرة للسفر.

وصرّح أحد اللاعبين المكفوفين في مصر، من الذين تقدموا للسفر على لائحة المنتخب للمشاركة في البطولة آنذاك، بأنه تقدم من النادي للالتحاق بالبعثة مع آخرين مكفوفين، لكنهم فوجئوا بسفر آخرين مكانهم.

وأثارت القضية جدلاً واسعاً بسبب الفساد الذ حدث خلالها وتزوير وانتحال صفة مكفوفين، وحرمان من كان لهم الحق بالمشاركة من فرصة تمثيل بلدهم في المسابقة.

سبب الاختيار

وكات نقابة المهن السينمائية في مصر قد أعلنت في بيان لها أن الفيلم نال غالبية أصوات لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في الأوسكار، المشكّلة من مجموعة من السينمائيين والنقاد المستقلين.

وصوت أعضاء اللجنة على قائمة قصيرة ضمت 5 أفلام، هي “وش فيوش” إخراج وليد الحلفاوي، و”19 ب” إخراج أحمد عبد الله السيد، و”بيت الروبي” إخراج بيتر ميمي، و”الباب الأخضر” إخراج رؤوف عبد العزيز، إضافة لفيلم “فوي فوي فوي”.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي، عضو لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في سباق الأوسكار، إن “مستوى الأفلام المعروضة على اللجنة هذا العام كانت جيدة مقارنة بالعام الماضي، والذي قررت فيه اللجنة وقتها حجب ترشيح أي فيلم لجائزة الأوسكار، مما كان بمثابة جرس إنذار لصناع الأفلام المصرية، وهو ما انعكس على جودة الأفلام هذا العام”.

وأضافت أن “كل أعضاء اللجنة شاهدوا كل الأفلام المعروضة على مدار العام الحالي، وتم اختيار قائمة قصيرة ضمت 5 أفلام وتم اختيار فيلم (فوي فوي فوي) لترشيحه لسباق الأوسكار لأنه الفيلم الأكثر اكتمالا سواءً على مستوى عناصر الفكرة، والإخراج، وأداء الفنانين، والديكور، وحسم الفيلم التصويت بأغلبية مطلقة”.

وحول فرص فوز فيلم “فوي فوي فوي” بجائزة الأوسكار، قالت الناقدة الفنية، إن “الفيلم المصري جيد على مستوى جميع عناصر العمل، ولكن لا يمكن التكهن بقدرته على المنافسة، إلا بعد مشاهدة الأفلام المرشحة من الدول المشاركة بالجائزة، ونظرة لجنة التحكيم للأفلام التي تستحق الجائزة”.

من جانبه أعرب عمر هلال، مخرج ومؤلف فيلم “فوي فوي فوي”، عن سعادته باختيار فيلمه لتمثيل مصر في سباق الأوسكار هذا العام، خاصة وأنه أولى أفلامه في مجال الإخراج والتأليف، موجها التقدير لكل أعضاء اللجنة الذين اختاروا الفيلم ليكون أحسن عمل فني في مصر هذا العام، وترشيحه لسباق جائزة أفضل فيلم دولي بالأوسكار.

وتمنى هلال أن ينجح الفيلم في المنافسة بقوة بسباق الأوسكار، وأن يصل للقائمة الطويلة التي تضم 15 فيلما، مشيرًا إلى “التعليقات الإيجابية للنقاد على مستوى الفيلم، واختياره كأفضل فيلم خلال عام 2023، وكذلك نجاحه على المستوى الجماهيري”.

مصر والأوسكار

ووفقًا لموقع “اليوم السابع” فعلى مدار السنوات الماضية أرسلت مصر عشرات الأفلام للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار.

ومنذ انطلاق جائزة الأوسكار عام 1947، ترشح لها أكثر من 35 فيلم مصري، حيث ترسل اللجنة المختصة بإرسال الأعمال المختارة إلى إدارة الأكاديمية فيلم كل عام منذ 1958.

وكانت البداية مع فيلم “باب الحديد” للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، الذى أصبح أول فيلم أفريقي وعربي يتنافس على الجائزة، وإجمالًا تم ترشيح 4 أفلام للمخرج يوسف شاهين للجائزة، وهى “باب الحديد” عام 1958، “إسكندرية.. ليه؟” عام 1979، “إسكندرية كمان وكمان” عام 1990، وآخرهم “المصير” عام 1997.

كما تم ترشيح أفلام أخرى من بينها أفلام: دعاء الكروان 1959، المراهقات 1960، وإسلاماه 1961، اللص والكلاب 1962، أم العروسة 1963، المستحيل 1965، القاهرة 30 (1966)، المومياء، 1969، امرأة ورجل 1971، زوجتي والكلب 1971، إمبراطورية ميم 1972، أريد حلا 1975، على من نطلق الرصاص 1975، أهل القمة 1981، أرض الأحلام 1993، أسرار البنات 2001، سهر الليالى 2003، بحب السيما 2004، عمارة يعقوبيان 2006، في شقة مصر الجديدة 2007، الجزيرة 2007، رسائل البحر 2010، الشوق 2011، الشتا اللي فات 2013، فتاة المصنع 2014، اشتباك 2016، شيخ جاكسون 2017، يوم الدين 2018، ورد مسموم 2019، لما بنتولد 2020، سعاد 2021.

وبالرغم من إرسال مصر أفلام بشكل منتظم إلى الأوسكار، ألا أنها لم تستطع تحقيق ولا ترشيح واحد إلى الآن، كما قل عدد الأفلام المصرية المشاركة في المنافسة خلال الفترة ما بين عام 1982 إلى عام 2001، حيث تم إرسال 3 أفلام فقط، لكن عادت مصر من جديد في إرسال الأفلام بشكل منتظم في عام 2002.

ولكن لم ترسل مصر فيلمًا إلى الأوسكار في خلال عام 2015، حيث بعد اختبار فيلم “بتوقيت القاهرة” للنجم الراحل نور الشريف، تأخر مخرج العمل عن موعد التسليم ولم يستطيع اللحاق بمرحلة التقديم، وكان هذا هو العام الوحيد لم يتم فيه إرسال فيلم يمثل مصر في المرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى