أخبار أميركامنوعات

بدء إنقاذ باحث أمريكي عالق على عمق 3000 قدم تحت الأرض في أعمق كهوف تركيا

بدأت السلطات التركية عملية إنقاذ باحث أمريكي عالق على عمق أكثر من 3000 قدم تحت الأرض في أحد أعمق كهوف تركيا.

وقال مسؤولو هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنه “مع تأكيد الأطباء أنه يمكننا إخراجه ولكن ببطء، فسنقوم بذلك الآن أو غدًا أو في اليوم التالي على أقصى تقدير”.

وأضافوا أن الهيئة تخطط لاستخدام طائرة هليكوبتر لإعادته، وستكون هناك فرق صحية في انتظاره، مشيرين إلى أنه كان هناك 116 من رجال الإنقاذ في الموقع الذي يوجد فيه أمس الخميس، وكان 28 منهم يعملون داخل الكهف.

ووفقًا لشبكة nbcnews فقد صرح مسؤولون في القيادة الأمريكية الأوروبية في ألمانيا بأنهم “يتابعون الحادث، ويتواصلون مع السفارة الأمريكية في تركيا فيما يتعلق بوضع ديكي”، لكنهم أضافوا أنه في الوقت الحالي، “لم تتلق وزارة الدفاع الأمريكية طلبًا رسميًا لدعم جهود الإنقاذ”.

وقال المسؤولون إن الباحث مارك ديكي (40 عاماً) يقبع حاليًا على عمق أكثر من 3000 قدم في كهف موركا، وهو ثالث أعمق كهف في تركيا، مشيرين إلى أنه أصيب بنزيف داخلي يوم السبت الماضي أثناء قيادته فريقًا لرسم خريطة لممر جديد في كهف موركا على عمق 1120 متراً.

ويُقال إن مارك ديكي، الذي ينحدر من ولاية نيوجيرسي، مستكشف كهوف متمرس يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاما، وبسبب إصابته لم يتمكن من العودة بمفرده، وتم نقله إلى مخيّم لفريق البعثة الاستكشافية على عمق 1040 متراً تحت الأرض.

وقال ديكي في مقطع فيديو يوم الأربعاء الماضي إنه بدأ يتعافى، وأصبح في حالة جيدة، ووجه الشكر للجهات التركية التي تساعد في إنقاذه.

وأضاف: “إنني أتطلع إلى العمل مع الجميع لإخراج نفسي بأمان بمساعدتهم، وكما ترون، أنا مستيقظ وواعٍ وأتحدث، لكنني لم أُشف من الداخل بعد، لذلك سأحتاج إلى مساعدة كبيرة للخروج من هنا”.

وتابع أن “الاستجابة السريعة للحكومة التركية لإحضار المستلزمات الطبية التي كنت بحاجة إليها، أنقذت حياتي”.

ويقع كهف موركا في جبال طوروس في الجزء الجنوبي من تركيا، ويعد ثالث أعمق كهف في تركيا، حيث يصل أقصى عمق له إلى 1276 متراً (4100 قدمًا)، ويحتوي على ممرات ضيقة والعديد من المناطق الوعرة، وفقًا لاتحاد الكهوف التركي.

وقال الدكتور تولجا شينر، المنسق الطبي في لجنة الإنقاذ التابعة لاتحاد الكهوف التركي، إن ديكي كان ينزف ويتقيأ دمًا، لكنه لم يعد كذلك الآن، وهناك طبيب ومسعف معه في الكهف.

وتمكّن فريق دولي من الأطباء والمستكشفين، بالإضافة إلى عناصر الإنقاذ الأتراك من الوصول إلى ديكي وإعطائه 6 أكياس دم وإجراء الإسعافات الأولية له، واستقرت حالته ظهر أمس الخميس، حيث توقف نزيفه، وتناول القليل من الطعام لأول مرة منذ أيام، وأصبح قادرًا على المشي دون مساعدة، لكنه سيظل بحاجة إلى نقالة لإخراجه من الكهف.

وأوضحت المجموعة التي تساعد في تنسيق عمليات الإنقاذ أن علاج ديكي بالدواء مستمر، بينما يقوم رجال الإنقاذ بإحضار المعدّات المناسبة إلى المكان لبدء عملية إنقاذه، وتم بالفعل إنزال النقّالات والمعدّات الأخرى اللازمة لسحبه.

وقال اتحاد الكهوف التركي في بيان له إن عملية الإنقاذ كانت “معقدة” لأن الرجل كان عالقًا على عمق 1120 مترًا (3675 قدمًا). وأضاف الاتحاد أن تلك “العملية تعد من الناحية اللوجستية والفنية واحدة من أكبر عمليات الإنقاذ داخل الكهوف في العالم”.

وتوقع الخبراء أن تستغرق عملية الإنقاذ عدة أيام أخرى، مشيرين إلى أن سرعة عملية الإنقاذ ستعتمد على حالة ديكي الصحية، وما إذا كان سيصبح في حالة تمكنه من الصعود في الكهف بدون نقالة أم لا”، وأضاف إنه إذا تمكن ديكي من الصعود بدون مساعدة نقاله، قد يستغرق الأمر أسبوعًا.

وقال اتحاد الكهوف التركي: “إذا كان لا بد من حمله على نقالة، فمن المرجح أن يستغرق الأمر ما بين 10 إلى 15 يومًا، وربما أكثر، حيث يحتوي الكهف على ممرات ضيقة تحتاج إلى توسيع للنقالة”.

وأضاف أن “عملية الإنقاذ ستتطلب العديد من فرق المعدات وفرق لتعديل الممرات (للسماح للنقالة بالمرور خلالها) وكذلك رعاية طبية على مدار الساعة”.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد قال كارل هايتماير، صديق ديكي إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 15 ساعة للوصول إلى موقع ديكي، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ سيتعين عليها التعامل مع الظروف الرطبة ودرجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى 4 إلى 6 درجات مئوية.

وتعد عمليات الإنقاذ في الكهوف، التي يزيد عمقها عن 1000 متر، غير شائعة نسبيًا، وفي عام 2014، تم إجلاء رجل من كهف ريسندنج، الذي يبلغ عمقه 1148 مترًا (3766 قدما)، في بافاريا بألمانيا. وشارك في العملية، التي استغرقت 11 يوما، نحو 728 شخصا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى