أخبارأخبار العالم العربي

السوريون يحيون ذكرى مجزرة الغوطة.. واحتجاجات الكادحين تطالب برحيل الأسد

يُحيي السوريون اليوم 21 أغسطس، الذكرى العاشرة للمجزرة الدموية التي وقعت عام 2013، وراح ضحيتها أكثر من 1000 شخص بينهم نسء وأطفال من أبناء الغوطة الشرقية والغربية في دمشق، بعد استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضدهم.

وبالتزامن مع ذلك خرجت مظاهرات واسعة في السويداء ودرعا وعدة مناطق سورية تطالب بإسقاط النظام السوري ورحيل بشار الأسد والإفراج عن المعتقلين، وسط دعوات لتصعيد الإضرابات وبدء عصيان مدني.

وتأتي المظاهرات احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وانتشار تجارة المخدرات بشكل واسع في الجنوب السوري، فيما رآه مراقبون بداية لثورة الكادحين في عموم سورية، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووفقًا لشبكة CNN فقد تدهورت قيمة الليرة السورية بشكل كبير في الأشهر الأخيرة لتكسر حاجز الـ14 ألفًا أمام الدولار الأمريكي، في حين ارتفعت أسعار المحروقات ليصل سعر بنزين أوكتان 90 المدعوم والحر إلى 8 آلاف ليرة لليتر الواحد، في حين تم رفع سعر البنزين أوكتان 95 من 10 آلاف ليرة إلى 13500 ليرة.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أمر برفع رواتب الموظفين في مؤسسات الدولة بنسبة 100%، في قرار لقي الكثير من الانتقادات بعد خفض الدعم الحكومي على أسعار الوقود.

وخرجت مظاهرات في عدة مدن وقرى عدة في درعا تطالب برحيل الأسد وإسقاط نظامه، كما خرجت مظاهرات في محافظة السويداء رفعت شعارات تطالب برحيل الأسد وإسقاط النظام.

كما شهدت المحافظة إضرابًا عامًا قام على إثره المحتجون بإغلاق الطرقات والدوائر الحكومية بالمحافظة ومنع الموظفين من الوصول إليها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مدن وقرى في درعا والسويداء مظاهرات ضد نظام الأسد، لكن الإعلان عن إضراب عام في السويداء ورفع سقف الشعارات لتطالب بشكل صريح بإسقاط النظام و”التضامن مع إدلب” يُعد أمرًا نادرًا.

مجزرة الغوطة

يأتي ذلك في الوقت الذي يُحيي فيه السوريون الذكرى العاشرة لمجزرة الغوطة التي راح ضحيتها المئات في عام 2013 بعد قيام النظام السوري بقصف معقل المعارضة في الغوطة بعشرات الصواريخ المحملة بغاز الأعصاب “السارين”.

وأكدت بعثة الأمم المتحدة في سوريا لاحقاً أنه بالفعل تم استخدام غاز السارين في هذه المجزرة، وقالت الدول الغربية إن النظام السوري هو الوحيد القادر على تنفيذ مثل هذا الهجوم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السوريون لا يزالون يتذكرون المأساة الإنسانية التي عاشوها في مجزرة الغوطة، حين أباد النظام شعبه في الغوطة الشرقية بغاز السارين دون شفقة ورحمة، في مأساة راح ضحيتها 1400 شخص بينهم أطفال ونساء في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربية.

وقال المرصد إنه وثق 890 شخصًا استشهدوا في هذه المجزرة والهجوم الكيمياوي الذي استهدف الغوطة، والتي كانت من أولى المناطق التي خرجت منها شرارة الثورة السورية، وكانت من أكثر المدن التي قدمت شهداء أبرياء نادوا برحيل النظام ضمن مظاهرات سلمية واجهتها قوات النظام بالسلاح والدم والقتل والاعتقال والتعذيب.

وأكد المرصد في بيان له أن “الشعب السوري لن ينسى مأساة الغوطة وغيرها مادام هذا النظام الذي يتغذى على أوجاع الوطن وأبنائه لازال حاكما بقوة السلاح وبمعية المجتمع الدولي والدول الداعمة له، ولن يصمت سوري إزاء استمراره في الحكم ولن يتقبل هذا الواقع الذي تفرضه المصالح الدولية والإقليمية والتفاهمات الغامضة القائمة على المتاجرة بآلام شعب هُجر وقُتل لمجرد مطالبته بالعيش الكريم والكرامة والحرية والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة بعيدا عن الرجل الواحد والحكم المؤبد”.

وشدد المرصد على أن “من يقصف شعبه بالكيماوي المحرم دوليًا، في الساعة 02:31 صباحًا، بمئات الصواريخ المحملة بغازات السارين السامة، لا يمكن أن يحكمهم ويتفاوض معهم، فلا أفظع من قصف وقتل طفل ورضيع وحامل وامرأة، ولا أفظع من شخص قتل شعبه ليستمر في الحكم”.

وقال البيان إن المحاسبة أمام محاكم دولية عادلة نزيهة ومحايدة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والسلم الاجتماعي، داعيًا المجتمع الدولي إلى تجاوز سلبية التعامل مع سلطة قصفت شعبها بغاز السارين لتحكم وتقديمها للمحاكمة.

وجدد المرصد السوري دعواته للسوريين بالتوحد بعيدا عن الصراعات الفضفضة لمحاسبة الجلاد، ويؤكد أن ظاهرة الإفلات من العقاب شجعت هذا النظام وغيره على مزيد من ارتكاب المجازر في سورية.

وأكد أن صمت المجتمع الدولي وصمة عار وخذلان للسوريين وللضحايا، مشيرًا إلى أنه برغم تحميل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المسؤولية للأسد إلا أن المحاسبة لازالت بعيدة.

وجدد المرصد السوري مطالبته الجهات الدولية الإنسانية والحقوقية بتحقيق العدالة، من خلال محاسبة مرتكبي مجزرة الكيماوي في غوطتي دمشق، والتي تعتبر من أبشع المجازر في القرن الـ21 من خلال شهادات الناجين للمرصد السوري.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد كان الهجوم بالأسلحة الكيماوية على الغوطة الشرقية هو الأسوأ على الإطلاق منذ مجزرة مدينة حلبجة بإقليم كردستان العراق عام 1988.

لكن الهجمات بالأسلحة الكيماوية لم تتوقف عند ذلك الحد، بل تكرر الهجوم بالغازات السامة على مناطق سيطرة المعارضة خلال السنوات اللاحقة.

وتمكنت “بي بي سي” من العثور على أدلة كافية على وقوع ما لا يقل عن 106 هجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا منذ سبتمبر 2013، وهو العام الذي وافقت فيه حكومة بشار الأسد على تدمير مخزون بلادها من الأسلحة الكيماوية، بعد شهر من هجوم الغوطة الدامي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى