أخبارأخبار أميركا

حرائق ماوي تقتل 80 شخصًا وتدمر 2200 مبنى وتساؤلات حول سرعة انتشارها وعدم تحذير الأهالي

ارتفع عدد قتلى حرائق الغابات في مقاطعة ماوي إلى 80 شخصًا مع قيام فرق البحث بتمشيط أنقاض منطقة لاهاينا المنكوبة أمس الجمعة.

وقال بيان نشرته مقاطعة ماوي على فيسبوك إن تقييم الأضرار المتعلق بحريق لاهاينا حتى أمس الجمعة أسفر عن امتداد الحرائق إلى ما يقدر بـ 2719 مبنى؛ وتلف أو تدمير 2207 مبنى؛ وحرق 2170 فدانا. وتم تصنيف 86% من المباني المعرضة للحريق على أنها سكنية.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد حذر المسؤولون من أن فرق البحث لا يزال بإمكانها العثور على المزيد من القتلى جراء الحرائق التي دمرت آلاف المباني وتركت الآلاف بلا مأوى، مما يتطلب على الأرجح سنوات عديدة ومليارات من الدولارات لإعادة البناء.

وحول احتمال زيادة عدد الضحايا قال السناتور بريان شاتز من هاواي: “هذا متوقع بالفعل، فهناك العديد من المباني المحترقة التي لم تدخلها فرق البحث بعد، وهذه الأماكن نتوقع للأسف أن نجد فيها العديد من القتلى، وهو ما يعني أن عدد الضحايا سيرتفع بشكل كبير”.

وأصبحت هذه الحرائق أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخ جزر هاواي، متجاوزة كارثة تسونامي التي أودت بحياة 61 شخصًا في جزيرة هاواي الكبيرة عام 1960، بعد عام من انضمام هاواي إلى الولايات المتحدة.

وقالت مقاطعة ماوي في وقت سابق إن حريق لاهاينا الذي انتشر من الغابة إلى المدينة لا يزال مشتعلًا حتى الآن، ولكن تم احتواء 85% منه، وهناك حريقان آخران في الجزيرة تم احتواؤهما بنسبة 80% و50%.

لغز صافرات الإنذار

ويسعى المسؤولون في جزر هاواي إلى تحديد سبب انتشار الحرائق بهذه السرعة عبر المنتجع التاريخي، وسط قليل من التحذيرات للأهالي، مما ضاعف حجم الكارثة.

فبعد ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، لم يتضح بعد ما إذا كان بعض السكان قد تلقوا أي تحذير قبل اندلاع الحريق في منازلهم.

ويوجد بالجزيرة صفارات إنذار تهدف إلى التحذير من الكوارث الطبيعية والتهديدات الأخرى ، لكن لا يبدو أنها دقت أثناء الحريق.

وقال حاكم هاواي، جوش غرين: “لقد سمحت بإجراء مراجعة شاملة لصفارات الإنذار هذا الصباح للتأكد من أننا نعرف بالضبط ماذا حدث ومتى”.

ولم يقدم المسؤولون صورة مفصلة حو ما تم إرساله من التحذيرات والإخطارات بالضبط، وما إذا كان ذلك قد تم عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية.

وأشار غرين إلى وجود تحديات متعددة ومتزامنة، مع توقف الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتركيز رجال الإطفاء على حرائق الغابات الرئيسية الأخرى، عندما ظهر أكبر تهديد في لاهاينا.

فيما قال رئيس الإطفاء في مقاطعة ماوي، برادفورد فينتورا، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، إن سرعة الحريق جعلت من “شبه المستحيل” على المستجيبين في الخطوط الأمامية التواصل مع مسؤولي إدارة الطوارئ الذين يقدمون عادةً أوامر إخلاء في الوقت المناسب. وأضاف: “كان الأهالي يخلون أنفسهم بأنفسهم مع اندلاع النيران دون سابق إنذار”.

وقال عمدة المقاطعة، ريتشارد بيسن، إنه لا يعرف ما إذا كانت صفارات الإنذار قد انطلقت، لكنه قال إن الحريق تحرك بسرعة غير عادية. وأضاف: “أعتقد أن الوضع كان صعبًا ومستحيلا”.

انتشار سريع

بدأت الكارثة عند ظهور الحرائق بعد منتصف ليل الثلاثاء بقليل، عندما تم الإبلاغ عن حريق في مدينة كولا، على بعد حوالي 35 ميلاً (56 كم) من لاهاينا. وبعد حوالي 5 ساعات من ذلك الصباح، انقطعت الكهرباء في لاهاينا، بحسب السكان.

وفي تحديثات نُشرت على فيسبوك في ذلك الصباح، قالت مقاطعة ماوي إن حريق كولا قد التهم مئات الأفدنة من المراعي، فيما تم احتواء حريق صغير التهم ثلاثة أفدنة (1.2 هكتار) اندلع في لاهاينا.

ولكن بحلول ظهر ذلك اليوم، أصبح الوضع أكثر خطورة، ففي حوالي الساعة 3:30 مساءً، وفقًا لتحديثات المقاطعة، اندلع حريق لاهاينا فجأة، وبدأ بعض السكان في الإخلاء، بينما صدرت تعليمات للناس، بمن فيهم نزلاء الفندق على الجانب الغربي من المدينة، بالاحتماء في مكانهم.

وفي الساعات التي تلت ذلك، نشرت المقاطعة سلسلة من أوامر الإخلاء على فيسبوك مع انتشار الحريق في أنحاء المدينة.

وقال بعض الشهود إنهم لم يتلقوا سوى القليل من الإشعار المسبق، ووصفوا رعبهم عندما التهم الحريق لاهاينا في دقائق، حتى أنه أُجبر العديد من الأشخاص على القفز في المحيط الهادئ لإنقاذ أنفسهم.

وقال أندرو رومباتش، أستاذ التخطيط الحضري السابق في جامعة هاواي، إن عملية الإخلاء من لاهاينا كانت معقدة بسبب موقعها الساحلي بجوار التلال، مما يعني أنه لم يكن هناك سوى طريقتين للخروج، في أحسن الأحوال.

وأضاف: “هذا هو السيناريو الكابوس، حريق سريع الحركة، في مكان مكتظ بالسكان، مع اتصالات صعبة، وليس هناك الكثير من الخيارات الجيدة فيما يتعلق بالإخلاء”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى