أخبار أميركافن وثقافة

هوليوود تشهد أكبر إضراب منذ 40 عامًا.. و160 ألف فنان سيتوقفون عن العمل

أعلنت نقابة ممثلي هوليوود أنها ستنضم إلى نقابة كتاب السيناريو في أول إضراب مشترك منذ أكثر من 60عامًا، مما سيؤدي إلى تعطل الإنتاج في جميع أنحاء صناعة الترفيه، وذلك بعد تعثر المحادثات بشأن عقد جديد مع الاستوديوهات وخدمات البث.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن هذه هي المرة الأولى التي تُضرب فيها نقابتان كبيرتان في هوليوود في نفس الوقت منذ عام 1960، عندما كان رونالد ريغان رئيسًا لنقابة الممثلين، بينما وقع آخر إضراب للممثلين في عام 1980، أي منذ نحو 43 عامًا.

وقبل ساعات انقطعت المحادثات الجارية بين نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية لفناني التلفزيون والراديو SAG-AFTRA، وتحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون، الذي يمثلون أرباب العمل، بما في ذلك ديزني ونتفليكس وأمازون وآخرين.

وتريد النقابتان أن يوافق عمالقة خدمات المشاهدة المباشرة في العقد الجديد على تقسيم أكثر إنصافًا للأرباح، وخلق ظروف عمل أفضل.

كما تطالب النقابتان أيضًا بالحصول على ضمانات بأن عملهم لن يتم استبداله بالذكاء الاصطناعي، من خلال استخدام الوجوه والأصوات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لتحل محل الممثلين.

الإعلان عن الإضراب

وأمس الأربعاء، أعلنت نقابة الممثلين، أنها غير قادرة على التوصل إلى اتفاق مع الاستوديوهات الكبرى، وصوتت لجنتها التفاوضية بالإجماع على التوصية بالانضمام للإضراب الذي تنظمه نقابة كتاب السيناريو.

وفي خطاب حماسي تم فيه الإعلان عن الإضراب، قامت رئيسة نقابة الممثلين، فران دريشر، بتوبيخ أصحاب العمل والمديرين التنفيذيين في الصناعة، قائلة: “ما يحدث لنا يحدث في جميع مجالات العمل، عندما يضع أرباب العمل وول ستريت والجشع على رأس أولوياتهم، وينسون المساهمين الأساسيين الذين يجعلون الآلة تعمل”.

وأضافت: “هذا الأمر عار عليهم.. إنهم يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ”، مشيرة إلى أن الإضراب يأتي في “لحظة حاسمة للغاية” بالنسبة للممثلين العاملين في الصناعة.

وقال المدير التنفيذي للنقابة وكبير المفاوضين، دونكان كرابتري أيرلاند، إن أعضاء النقابة سيكونون على خط الاعتصام صباح الجمعة، مؤكدًا أن الإضراب “هو الملاذ الأخير”.

بينما نشرت الممثلة جيمي لي كورتيس، الحائزة على جائزة الأوسكار، سورة للأقنعة الضاحكة والباكية التي ترمز للتمثيل والمسرح على حسابها بموقع انستغرام، وعلقت عليها قائلة: “يبدو أن الوقت قد حان لإزالة الأقنعة”.

وكان أعضاء نقابة كتاب السيناريو (WGA)، البالغ عددهم 11500 عضوًا، قد بدأوا إضرابًا منذ 2 مايو الماضي، للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل، وامتنع الكتاب عن كتابة مشروعات الأعمال التي يغطيها العقد المبرم بين النقابة وتحالف منتجي الأفلام والتلفزيون.

بينما نجحت نقابة ثالثة، وهي نقابة المخرجين الأمريكيين، في التفاوض مع التحالف في يونيو الماضي، وبالتالي لن تشارك في الإضراب الحالي.

استجابة واسعة

ويعني الإضراب الذي ستشارك فيه نقابتي الممثلين وكتاب السيناريو أن هناك 160 ألف فنان من أعضاء النقابة سيتوقفون عن العمل عند منتصف الليل بتوقيت لوس أنجلوس، وأفاد بيان نشرته نقابة الممثلين على الإنترنت أن الإضراب ينطبق على العاملين في التمثيل أو الغناء أو الرقص، بالإضافة إلى فناني الأداء والمشتركين في أعمال تحريك الدمى.

وأعرب عدد من نجوم هوليوود الكبار عن دعمهم للإضراب، بما في ذلك بطلة فيلم “باربي” مارجو روبي وميريل ستريب ودواين “ذا روك” جونسون.

واستجابة للإضراب غادر النجوم كيليان ميرفي وإميلي بلانت ومات ديمون العرض الأول لفيلم “أوبنهايمر”، فيما تم تنظيم وقفة للمضربين خارج مقر شركة نتفليكس في كاليفورنيا، قبل الانتقال إلى مقرات شركات باراماونت وورنر براذرز وديزني.

من جانبه قال تحالف منتجي الأفلام والتلفزيون، إن “الإضراب بالتأكيد ليس النتيجة التي كنا نأملها لأن الاستوديوهات لا يمكن أن تعمل بدون الفنانين الذين يبثون الحياة في برامجنا التلفزيونية وأفلامنا”.

وأضاف في بيان له: “لقد اختار المضربون للأسف طريقًا يؤدي إلى مصاعب مالية لآلاف لا تحصى من الأشخاص الذين يعتمدون على الصناعة”.

وحذر رئيس شركة ديزني، بوب إيغر، من أن الإضراب سيكون له “تأثير ضار للغاية على الصناعة بأكملها”. وقال: “هذا هو أسوأ وقت لتنظيم هذا الإضراب”.

وأدى تمديد العقد والمفاوضات بين الجانبين لمدة أسبوعين تقريبًا، إلى زيادة التوتر بينهما، حيث اعتبرت نقابة الممثلين أنهم يتعرضون للخداع، مشيرة إلى أن المنتجين يحاولون كسب المزيد من الوقت للسماح لهم بالترويج لأفلامهم الصيفية”.

توقف الإنتاج

وتعني بداية الإضراب أن الغالبية العظمى من الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الأمريكي ستضطر إلى التوقف، مما يضيف توقفات جديدة إلى قائمة المشروعات التي توقفت بالفعل بسبب إضراب الكتاب، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وبالنسبة للأفلام التي يتم إنتاجها بالفعل، فإن التوقف يعني أن استكمال الأجزاء المتبقية منها سيصبح مستحيلًا في الوقت الحالي. وحتى في الحالات التي يكون فيها التصوير قد اكتمل بالفعل، لن يكون الممثلون متاحين لإعادة التصوير، كما لن تتاح العناصر الأساسية الأخرى المشاركة في عملية صناعة الأفلام.

وسيتعين أيضًا إيقاف المسلسلات التلفزيونية التي لا يزال يتم تصويرها نظرًا لإضراب الممثلين، على الرغم من أنه في بعض الحالات يمكن إبرام اتفاقات جانبية بين الممثلين والمنتجين للسماح بمواصلة العمل.

وسيلقي الإضراب بظلاله على حفل توزيع جوائز إيمي الخامس والسبعين، الذي تم الإعلان عن ترشيحاته في اليوم السابق، حيث تمنع قواعد الإضراب الممثلين من إجراء أي مقابلات أو عروض ترويجية حول الجوائز، وقد لا يظهرون في الحفل.

ولن يتمكن كبار النجوم من حضور الاحتفالات الترويجية للأفلام الجديدة والقادمة، وقد يتم إعادة جدولة أو تقليص حفلات الجوائز بما في ذلك جوائز إيمي وكومي كون.

وستستمر الأحداث الدولية، مثل مهرجان تورنتو ومهرجان فينيسيا السينمائي، على الرغم من أن ممثلي هوليوود لن يتمكنوا من الحضور فيها كما يفعلون كل عام.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى