أخبار

احتجاجات فرنسا.. 2560 حريقًا و2000 معتقل بعد مقتل مراهق من أصول عربية

لليوم الرابع على التوالي اجتاحت الاحتجاجات عدة مدن فرنسية وسط أعمال عنف وشغب، على خلفية مقتل المراهق من أصول عربية (نائل مرزوق) على يد أحد ضباط الشرطة يوم الثلاثاء الماضي.

ووفقًا لشبكة CNN فقد تم اعتقال أكثر من 1300 شخص، وتم الإبلاغ عن 2560 حريقا على الطرق العامة، مع احترق 1350 سيارة، ووقوع 234 حادثة خلفت أضرارًا أو حرائق في المباني.

وقالت الشرطة الفرنسية إن 79 من رجالها أُصيبوا خلال المواجهات، ووقع 58 هجومًا على مراكز الشرطة والدرك.

وتم إحراق العديد من المباني والمركبات ونهب متاجر في الاضطرابات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مدن مثل مرسيليا، وليون، وتولوز، وستراسبورغ، وليل.

واستنادا إلى الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية، تقدر شبكة CNN أنه تم اعتقال أكثر من 2000 متظاهر، وإصابة حوالي 522 من ضباط الشرطة والدرك منذ اندلاع الاضطرابات لأول مرة، الثلاثاء.

ويأتي استمرار الاحتجاجات والعنف رغم نشر الشرطة الفرنسية 45 ألف ضابط ووحدات خاصة ومدرعات وطائرات هليكوبتر في جميع أنحاء البلاد، أمس الجمعة. حيث تواصلت الاحتجاجات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، في تحد للحظر المعلن في اليوم السابق لجميع الأحداث واسعة النطاق في البلاد.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، غيرالد دارمانين، إن الوضع في منطقة باريس أكثر هدوءًا، لكنه قال إن الأمور لا تزال متوترة في مرسيليا وليون، وأضاف أنه سيتم إرسال تعزيزات إلى مرسيليا بعد تقارير من رئيس البلدية عن أعمال عنف ونهب.

قلق ماكرون

من ناحية أخرى قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل زيارته إلى ألمانيا في ظل استمرار وتوسع الاحتجاجات، وكان من المفترض أن يزور ماكرون ألمانيا في الفترة من 2 إلى 4 يوليو الجاري، وتم تأجيل الزيارة إلى موعد لاحق لم يتحدد بعد.

وكان ماكرون قد ترأس اجتماعاً طارئاً للحكومة الفرنسية أمس، ودعا الأهل إلى التحلي بالمسؤولية، وقال “إن الوضع الذي نعيشه هو نتيجة جماعات منظمة وعنيفة ومجهزة في بعض الأحيان، ونحن ندينها ونوقفها وستُقدم للعدالة، ولكن، هناك أيضًا عدد كبير من الشباب.. ثلث المعتقلين في الليلة الماضية هم من الشباب، وبعضهم صغار جدا، وتقع على عاتق الوالدين مسؤولية إبقاء هؤلاء الشباب في المنزل”.

ولم تشهد فرنسا هذا المستوى من الاضطرابات وأعمال الشغب منذ عام 2005، عندما أدت وفاة اثنين من المراهقين كانوا مختبئين من الشرطة إلى أعمال شغب استمرت أسابيع، ودفعت الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ.

لكن الحكومة الفرنسية قاومت إعلان حالة الطوارئ هذه المرة، وقال متحدث باسم الإليزيه يوم الجمعة إن حالة الطوارئ “ليست ضرورية” حتى الآن، مشيرًا إلى أنه تم استدعاء حالة الطوارئ عام 2005 بعد حوالي 9 أيام من العنف.

تشييع جنازة الضحية

من ناحية أخرى تم اليوم اختتام مراسم تشييع المراهق الضحية نائل مرزوق (17 عامًا)، وذلك بعد الصلاة على جثمانه في مسجد في نانتير، إحدى ضواحي باريس.

ووفقًا لشبكة CNN فقد تجمع أفراد العائلة والأصدقاء بعد ظهر اليوم السبت بالتوقيت المحلي لحضور الجنازة، وكان هناك تواجد أمني مكثف للحفاظ على النظام حول المسجد.

وقالت والدة المراهق الضحية إنها ألقت باللوم فقط على الضابط الذي أطلق النار على ابنها نائل وتسبب في قتله.

وتأتي الاضطرابات الجارية في فرنسا ردًا على مقتل نائل، وهو مراهق فرنسي من أصول جزائرية، برصاص الشرطة في نقطة تفتيش مرورية، صباح الثلاثاء، بضاحية نانتير بباريس.

وأظهرت لقطات للحادث، صوّرها أحد المارة، ضابطين يقفان بجانب المراهق الذي كان يقود السيارة، وأطلق أحدهما النار من مسدسه على السائق، رغم أنه لا يبدو أنه يشكل خطرًا مباشرًا.

وقال الضابط إنه أطلق النار من مسدسه خوفًا من أن يدهس الصبي شخصًا بسيارته. ويواجه الضابط حاليا تحقيقًا رسميًا في جريمة القتل العمد، وتم وضعه رهن الاحتجاز.

صدمة وغضب

ولا يزال عدد كبير من الناس في جميع أنحاء فرنسا مصدومين وغاضبين، وخاصة الشبان والشابات الملونين، الذين وقعوا ضحايا للتمييز من قبل الشرطة.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد طلبت الأمم المتحدة من فرنسا معالجة مشاكل التمييز العنصري في صفوف قوات الأمن لديها.

ورفضت الحكومة الفرنسية الاتهامات الموجهة من الأمم المتحدة بوجود العنصرية في أوساط الشرطة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “أي اتهام بالعنصرية أو التمييز الممنهج في أوساط الشرطة في فرنسا هو اتهام لا أساس له من الصحة”.

وقال محامي الضابط المتهم بقتل المراهق نائل إن موكله حين أطلق الرصاص استهدف ساق المراهق، لكن السيارة رطمته حين أقلع بها الفتي، ما تسبب في اختلال السلاح في يده وإطلاق النار باتجاه صدر نائل وليس ساقه، مشيرًا إلى أن الضابط لم يرغب في قتل نائل”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى