الراديوالركن الخامس

مشروع الأضاحي- أجرٌ وثواب كبير.. وفرحة وابتسامة على وجوه المحتاجين

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أضحية العيد من شعائر الإسلام العظيمة التي يتقرب بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لله وحده، ويعد توزيع لحوم الأضاحي فرصة تغتنمها المنظمات الإنسانية لرسـم الابتسامة على وجوه ملايين المحتاجين حول العالم، وإدخال البهجة على قلوب الأطفال والأسر المتعففة.

ومنذ أكثر من 30 عامًا تحرص منظمة الحياة للإغاثة والتنمية على إطلاق مشروع الأضاحي لتيسير المهمة على المسلمين القادرين الذين يرغبون في إيصال لحوم أضحياتهم لآلاف العائلات المحتاجة حول العالم، في ها الصدد استضاف راديو صوت العرب من أمريكا، السيد عمر الريدي، المتحدث الرسمي لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية ليحدثنا عن هذا المشروع.

ترتيبات وتجهيزات
* صباح الخير، أستاذ عمر، وأهلًا بك ضيفًا عزيزًا في مناسبات الخير التي تطل علينا فيها دائمًا، والتي يكون لمنظمتكم دورًا مهمًا فيها.

** صباح النور على حضرتك وعلى كل المستمعين الكرام، بالفعل فقد أصبح تواجدي على راديو صوت العرب من أمريكا دائما مرتبطًا في ذهني بمشاريع ومواسم الخير، فكل عام وأنتم جميعا بخير.

* العيد فرصة للفرح وتقوية الروابط الاجتماعية وتجديد قيم التواصي بالحق والرحمة، ويأتي عيد الأضحى المبارك في يوم العاشر من ذي الحجة بعد وقفة يوم عرفة التي من المتوقع فلكيًا أن تكون السابع والعشرين من يونيو، فهل ترتيبكم قائم على هذا الموعد؟

** نعم، صحيح، ترتيبنا الآن قائم بالكامل على المواعيد الفلكية، وإن حدث تغيير ففريق المؤسسة على أتم الاستعداد لتغيير الخطة، ولكن حتى الآن فإن ترتيباتنا وتجهيزاتنا كلها قائمة على أن موعد العيد سيكون في الثامن والعشرين من هذا الشهر.

مشروع هام في فترة صعبة
* الأضحية؛ هي ما تنتظره الأسر المتعففة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وما يصاحبها من تضخم وارتفاع في أسعار اللحوم والسلع الغذائية، ونحن الآن في 2023 لا يزال هناك أناس ينتظرون تذوق طعم اللحم، من خلال عملكم في العمل الإغاثي لسنوات طويلة، هل ترى أن الأصعب هو ما نعيشه هذه الأيام؟

** صحيح، فعندما نتحدث عن مشروع الأضاحي سنجد أن له كينونة خاصة، فهو من رحمات الله عز وجل على الأسر المتعففة، لأننا لو تحدثنا عن مشروعات أخرى مثل كفالة الأيتام أو الإغاثات الطارئة فسنجد أننا نقدم للأسر المتعففة ما تراه أنت مناسبًا للوضع وما يحتاجونه، وهناك في بعض الأوقات فارقًا بين ما يحتاجه الفرد وما يتمناه.

فإذا تكلمنا عن نوعية الخدمة المقدمة في الأضحية فإنها منحة من الله عز وجل لهؤلاء المتعففين، لأنه إذا تخيّلت أنني أجلس في خيمة وستأتيني مساعدة، فبشكل طبيعي إذا وصلتني 10 دولارات، فأسعطي الأولوية لشراء المواد الأساسية، ولن أتطرق إلى بند اللحوم أبدًا، لأنني متعفف أو في احتياج، أو لأنني أريد أن أوفر المؤنة لأكبر عدد من أولادي.

ولكن عندما تأتيني المساعدة في صورة لحوم فإن هذا شيءٌ سيتناوله أفراد الأسرة الآن، لأنه أتاهم بالفعل في هذه الصورة، وهذا من روائع مشروع الأضحى.

ونحن في منظمة الحياة للإغاثة والتنمية نحرص على هذا المشروع، ونحرص على خدمة أضاحي أهلينا من خلال التأكد من أن جميع الأضحيات تتبع المواصفات الشرعية، ويكون الذبح من أول يوم العيد وحتى رابع يوم العيد صباحًا، ونتأكد أن اللحوم التي تصل للمحتاجين وللأسر المتعففة هي لحوم طازجة، لأن بعض المؤسسات تروّج للحوم مجمدة، وهذا ليس من مبادئنا.

فدائما نحن في منظمة الحياة للإغاثة والتنمية نقول إن ما سيأكله أي محتاج أو فقير ومتعفف حول العالم هو بنفس جودة ما يأكله أهل بيوتنا، وهذه من قواعد عملنا الأساسية.

نحن في المنظمة نعمل هذا العام في 39 دولة حول العالم، وخلال تنفيذنا للمشاريع المختلفة التي تحتوي على أغذية، رأينا كيف يستفيد هؤلاء المحتاجين من اللحوم وكيف يحفظونها حتى تتواجد معهم لأطول فترة ممكنة،

دقة وشفافية
* بالرغم من أن منظمة الحياة للإغاثة والتنمية معروفة بالدقة والشفافية، إلا أنكم لا تزالون تحرصون على أن تصل المعلومة بكل دقة لكل من يريد أن يستعلم أكثر أو يعرف عن عملكم ومشاريعكم.

** هذا حق المتبرع علينا، فهو ليس شيئًا زائدًا تقدمه منظمتنا أو غيرها، بل هذا حقٌ للمتبرع، ونحن في المنظمة نضع نصب أعيننا كيف نرضي المتبرع وكيف نكون مؤتمنين على أمواله، لأن الله سبحانه وتعالى عندما يمنّ على أحد بالعمل في هذا المجال، فهو أعطى لنا أجرًا وأجرة.

لذا يجب أن نكون على قدر الأمانة من جانبين؛ الجانب الأول هو جانب المتبرع، وأن نتعامل على أن هذه الأموال هي أموالنا الخاصة، لذا يجب أن نحسن استغلالها في الخبر بأفضل شكل ممكن.

وعلى الجانب الآخر هو جانب الأسرة المتعففة، فأنا مؤتمن أمام الله عز وجل على جانبين؛ أنا آخذ أموال المتبرعين، وأن أقدمها للمحتاجين بأفضل شكل ممكن، وكذلك أن أقدّم أفضل خدمة ممكن للأسر المتعففة، وهذه هي وجهة نظرنا وإيماننا أثناء العمل.

نحن نرى الآن أن التضخم متزايد في جميع البلاد، الأسعار زائدة بشكل كبير، وهذا هو أكبر التحديات هذا العام أمامنا في هذا المشروع، فالأسعار غير طبيعية وغير منطقية ومتحركة دائمًا، فإذا سألت عن الأسعار منذ يومين ستجدها قد اختلفت اليوم، ولكننا بفضل خبرتنا الطويلة قد تمكنا من حجز الأضاحي منذ أكثر من شهر، ودفع دفعات مقدمة للتجار للمحافظة على أسعارها تجنبًا للغلاء فيما بعد.

توسعات متزايدة
* لو تحدثنا عن بدء العمل في هذا المشروع، أنتم الآن تفتحون باب التبرعات من كل دول العالم، فهل لك أن تعطينا فكرة عن هذا الجانب؟، ولو متاح أن تعطينا فكرة عن أسعار الأضاحي وكيف لنا أن نتأكد أن الأضحية قد وصلت إلى البلد الذي أودّ أن تُرسَل إليه؟

** لو عدنا إلى عيد الأضحى في العام الماضي أو العام الذي قبله، سنجد أن المؤسسة كانت تعمل في 27 دولة، وفي رمضان الماضي كانت المؤسسة تعمل في 36 دولة، والآن نعمل في 39 دولة.

فنحن دائما حريصين كل الحرص على أنه إذا فُتِحَت لنا الأبواب للعمل في بلدان جديدة في احتياج كبير، فإننا لا نتردد على الذهاب إليها وبدء العمل فيها.

وفقط أريد أن أشير إلى الدول الجديدة التي تمت إتاحة العمل فيها بمشروع الأضحى؛ وهي توجو وتنزانيا وغينيا بيساو ونيبال، بالإضافة إلى الولايات المتحدة هنا.

ففي ظل وصول عدد كبير من اللاجئين والوافدين خلال الفترة الماضية أصبحت هناك أسر متعففة كثيرة، وعلينا أن ندرك أنه ليس لمجرد التواجد في أمريكا أو امتلاك سيارة فإن الأسرة غنية وأمورها جيدة، بل على العكس تماما، وجميعنا نعلم أنه يمكنك أن تعمل شهرًا كاملًا فقط لكي تدفع إيجارك، دون أن تكون لديك مقدرة على إطعام أولادك.

من بين الولايات التي سنعمل فيها خلال مشروع الأضاحي؛ ميشيغان وأوهايو وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس وفيرجينيا ونيويورك ونيوجيرسي ومنيسوتا، وإذا ذكرنا كاليفورنيا سيظن بعض المستمعين أنها من أغنى الولايات، ولكن أريد أن أقول لهم إن أغلب اللاجئين الأفغان هم الآن في كاليفورنيا، وبالتالي فإننا نقوم على خدمتهم هناك.

* ما هي طبيعة عملية تنفيذ مشروع الأضاحي؟

بالنسبة لطبيعة تنفيذ المشروع؛ فإننا قسّمنا الـ 39 دولة، لأن الأسعار تكون متقاربة في العديد من البلدان، القسم الأعلى هو قسم الـ 550 دولار، وهذا في الأردن ولبنان وفلسطين وأمريكا، ثم القسم الثاني وهي فئة الـ 350 دولار للأضحية، وهذا في البوسنة ومصر والعراق وماليزيا وسوريا وتركيا.

ثم قسم الـ 200 دولار وهو في أفغانستان وجيبوتي وأثيوبيا وغانا وإندونيسيا ونيجيريا وسيراليون والسودان واليمن. والسودان الآن في احتياج شديد جدا ونحن نعمل هناك منذ شهر ونصف، وكان لي الشرف أن أكون معكم عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا للحديث عن هذا الصدد من قبل.

أما القسم الأخير فهي فئة 90 دولار، وهو موجود في بنجلاديش وغامبيا وغينيا بيساو والهند وكوت يفوار وكينيا ومالي وموريتانيا والنيجر ورواندا وباكستان والسنغال والصومال وسريلانكا وتنزانيا وتوجو وأوغندا ونيبال.

وجميع هذه الفئات والدول موجودة على موقع المنظمة الإلكتروني (www.lifeusa.org)، ويمكن الاتصال تلفونيًا على الرقم (8008273543)، كما يمكن التبرع من خلال نفس الوسيلة عبر الموقع أو الاتصال.

بمجرد القيام بالتبرع، سيصلك الإيصال حتى يمكن استعماله في نهاية العام للإعفاء من الضرائب، كما يصل لفريقنا المنفّذ للمشروع عدد الصكوك أو الأضاحي التي سيتم تنفيذها، ويظل هذا الفريق في أرض الميدان حتى صباح اليوم الرابع من العيد، وهو نهاية الوقت المحدد لتنفيذ الأضاحي، ويستمر التواصل بين فريق قبول التبرعات وفريق التنفيذ حتى ذلك الموعد، فيما يستمر نشر الصور تباعًا على الموقع ووسائل التواصل الاجتماعي.

ومن باب الشفافية أيضا أودّ ان أشير إلى أننا سنقوم بتنفيذ المشروع في 39 دولة، وفي وقت ضيق للغاية وهو تقريبًا 3 أيام، مع ضرورة توزيع اللحوم خلال فترة قصيرة جدًا حتى لا تفسد وحتى تصل لمستحقيها وهي طازجة، لذا فإنه من الصعب ـ بل من المستحيل ـ أن نقوم بأخذ صور لكل أضحية وعليها اسم المُضحي أو المتبرع.

ولكن في أي مشروع فإننا نكون حريصين على القيام بهذا الأمر إذا طلبه المتبرع، وبشكل عام يمكن للمتبرع أن يأتي إلى مكتبنا أو يراسلنا عبر الإنترنت كي نطلعه على كل تفاصيل المشروع وكل أرقامه وصوره وبيانات التوزيع والمستفيدين في كل الدول.

موعد التبرعات
* إلى متى تستمرون في تلقي التبرعات الخاصة بمشروع الأضاحي؟

** كما أشرت، فإن فريق العمل يستمر حتى صباح اليوم الرابع لعيد الأضحى، وهو ما يعني مساء اليوم الثالث هنا في أمريكا بسبب اختلاف التوقيت ما بين أمريكا وأغلب البلدان التي ننفذ فيها المشروع سواء في أفريقيا أو في آسيا، وبالتالي فإن آخر يوم لاستلام التبرعات سيكون هو مساء اليوم الثالث.

* نشكرك في ختام اللقاء، ونتمنى أن نلتقي مجددًا للحديث أكثر عن هذا المشروع وغيره من مشاريع الخير لمنظمة الحياة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى