متطلبات الاستثمار في أمريكا وكيفية الاستفادة منه في الحصول على الإقامة والجنسية
- من حق أي شخص على وجه الكرة الأرضية أن يشتري عقارًا في أمريكا.
- أمريكا لا تضع أي متطلبات للاستثمار فيها باستثناء ألا يكون هناك ماضي إجرامي للمستثمر، وأن يكون مصدر الأموال معلومًا.
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
عندما نتخذ قرارنا بالاستثمار في أي بلد في العالم، نكون بحاجة للنظر في بعض المؤشرات الاقتصادية المهمة التي يمكن أن تؤثر على قرارنا وأموالنا، مثل حجم السوق وحرية التجارة ومعدلات التضخم والنمو الاقتصادي وتكلفة القوى العاملة ومعدل إنتاجيتها وكذلك التسهيلات المصرفية وحركة رأس المال الأجنبي ومستوى الروتين والبيروقراطية، إلى جانب ذلك ظروف الاستقرار السياسي.
بناءً على كل ما سبق وعلى كل هذه المؤشرات تكون الولايات المتحدة هي وجهة استثمار أمثل للطامحين والراغبين في الاستثمار، وأيضا الراغبين في الحصول على الجرين كارد أو الجنسية الأمريكية، تفاصيل كل هذه الأمور كانت محور حلقة هامة جديدة من برنامج “في دائرة الخامسة” على راديو صوت العرب من أمريكا، مع المحامي المختص بقضايا الهجرة والتجنس محمد الشرنوبي، حيث تناولت الحلقة أيضا كيفية الاستفادة من البرامج الهامة مثل “المستثمر الأمريكي”.
* وفقًا لإحصائيات صندوق النقد الدولي، فإن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر اقتصاد في العالم، حيث يشكل الناتج المحلي لأمريكا أكثر من 22 تريليون دولار بما يعادل نحو 25٪ من الناتج الاقتصادي العالمي خلال العام الماضي فقط، كما تصنف الولايات المتحدة من بين أفضل الوجهات الاستثمارية في العالم بسبب قدرتها التنافسية الشاملة في جميع المجالات، السؤال الذهبي الآن.. كيف نستثمر في أمريكا ونحصل على الإقامة والجنسية؟، لا سيما وأن الحلم الأمريكي لا يقتصر فقط على مسألة اللجوء.
** الحلم الأمريكي غير مبني على اللجوء أو المساعدات الحكومية، الحلم الأمريكي قائم على إقامة استثمارات والتوسع فيها، وأنا يشرفني أنني مثّلت كثيرين من المستثمرين، منهم من بدأ بمبالغ صغير أو فرع واحد لأعمالهم ثم نجحوا بعد ذلك في التوسع وبات لديهم 15 فرعًا على مستوى الولايات بأكملها.
سيظل الاستثمار في أمريكا هو الأكثر أمانًا، كما أن هامش الخسارة فيه بسيط جدا
شروط ومتطلبات
* ما هي شروط الاستثمار في أمريكا؟
** أهم شيء لكي يكون الشخص قادر على الاستثمار في أمريكا هو الإفصاح عن مصدر الأموال، وهذه من النقاط التي تواجه فيها جاليتنا بعض المشاكل، فـ 50٪ من مصادر رؤوس أموالهم غير معلوم، فالحكومة الامريكية يهمها أن تعرف كيفية حصول أو تكوين الشخص لهذا المبلغ أو كيفية ادخاره له.
وجود الأموال في البنك ليس سببًا كافيًا، وإنما يجب الإفصاح عن مصدر المال ذاته، كأن يكون المال عبارة عن ادخار من مرتب أو مكافأة نهاية خدمة أو بيع لأصول كان الشخص يمتلكها وهكذا، وأحيانا يتم الاستعلام عن مصدر الأموال إذا كانت موجودة بالبنك لمدة 5 أعوام ماضية.
الشرط الثاني هو أن يكون الشخص قادم للاستثمار في مشروع قانوني، طبعا أود لفت النظر هنا إلى أن هناك مشاريع الآن تخص الاستثمار في بيع المخدرات في بعض الولايات، ولكن حتى الآن لا يزال القانون الفيدرالي يمنع إعطاء الإقامة لمن يريدون الاستثمار في هذا المجال.
مخاطر الاستثمار
* وصلني سؤالًا من بعض رجال الأعمال يستفسرون حول مدى إمكانية أن تقوم الحكومة الأمريكية بمصادرة أموالهم لأي سبب من الأسباب عند استثمارهم في أمريكا؟
** الاستثمار بوجه عام تكون فيه مخاطرة من ناحية الخسارة والمكسب، ولكن من ناحية كونه آمنًا.. فهو آمن بلا شك ولا يمكن لأحد الحجز عليه، المهم أن يكون مصدر رأس المال هو مصدر قانوني، وسيظل الاستثمار في أمريكا هو الأكثر أمانًا، كما أن هامش الخسارة فيه بسيط جدا، وأنا من وجهة نظري فإن أكثر البلدان أمانًا للاستثمار هي الولايات المتحدة.
وأنا أظن أنه رغم الظروف الاقتصادية التي قد يراها البعض سيئة الآن، فإن هذا هو الوقت الأنسب للاستثمار والحصول على الفرص من أجل تحقيق المكاسب الكبيرة في المستقبل.
الاستثمار الأمثل
* هل يمكن الاستثمار في أمريكا عن طريق شراء العقارات؟
** من حق أي شخص على وجه الكرة الأرضية أن يشتري عقارًا في أمريكا، ولكن هذا لا يضمن للشخص الحصول على الإقامة في أمريكا.
* لو تحدثنا عن المبلغ الأنسب للاستثمار في أمريكا، إذا كان الشخص مثلًا معه مليون دولار، هل بإمكانه الاستثمار في أمريكا أو الحصول على الإقامة؟
** هناك 3 أنواع من الاستثمار داخل أمريكا، أولهم: الاستثمار بمبلغ 800 ألف دولار، وهذا مفتوح أمام مواطني جميع دول العالم، حيث يمكن للشخص استثمارهم في أمريكا والحصول على الإقامة فيها، بشرط أن يقوم بإنشاء مشروع ومن ثمَّ يحصل على الإقامة، وبعدها يجب ان يقوم بتوظيف 10 أشخاص لمدة سنتين، وهذا البرنامج يسمى (EB-5).
بالمناسبة إذا تم الاستثمار مع شركات توظيف الأموال، فإنهم يطلبون 880 ألف دولار، لأن هناك 80 ألف دولار تكون عبارة عن عمولات ورسوم إدارية، لكن إذا الشخص سيقوم بالاستثمار مباشرةً من نفسه فإن الحد الأدنى هو 800 ألف دولار.
المستثمرون العرب لا يقبلون على الاستثمار في أمريكا، على عكس المستثمرين من الصين وفيتنام الذين يعتبرونه مكسبًا كبيرًا لهم ولأولادهم
فـيزا (EB-5)
* وردنا سؤال يقول هل هذه الأموال يجب أن توضع في بنوك أمريكية، أم يمكنني أن أتحكم بها وأوظفها من خلال مشروع وأقوم بتوظيف بعض الناس فيه؟
** هناك نوعين من الاستثمار خاصين ببرنامج (EB-5)، أولهما مباشر، وثانيهما غير مباشر، المباشر يتم من خلال تأسيس الشخص لمشروعه الخاص وهذا بتكلفة حدها الأدنى 800 ألف دولار، أما غير المباشر فيكون من خلال شركات تسمى “Regional Centers” وهي شركات موثقة تقوم بتجميع أموال المستثمرين من برنامج (EB-5) ومن ثمَّ إقامة مشروع ضخم ويكون للمستثمر حصة فيه، وبعد 5 سنوات يتم إعادة المبلغ مجددًا للمستثمر، هذا المبلغ تم استثماره فعليًا ولم يوضع في البنك كما يتصور البعض.
* كم تبلغ المدة حتى يمكن للمستثمر الحصول على الجرين كارد من خلال استثماره في برنامج (EB-5)؟
** من خارج أمريكا تحتاج إلى عامين، ولكن إذا كان الشخص داخل أمريكا فمن حقه أن يكون مقيمًا على الفور وأن يصدر له تصريح سفر وتصريح عمل، ولكن أحيانا يكون الشخص متواجد هنا ومعه فيزا سياحية ومن ثمَّ أراد أن يستثمر 800 ألف دولار فيمكنه التقديم مباشرة، وأن يظل في أمريكا ويحصل على الإقامة وتصريح للسفر وللعمل.
للأسف المستثمرون العرب لا يقبلون على هذا النوع من الاستثمار، على عكس المستثمرين من الصين وفيتنام الذين يقبلون على الاستثمار في هذا البرنامج لأنهم يعتبرونه مكسبًا كبيرًا لهم ولأولادهم فيما بعد من خلال الحصول على الإقامة، ثم الجنسية لاحقًا.
* هل يحتاج المستثمر من خلال برنامج (EB-5) أن تكون لديه لغة إنجليزية قوية أو درجة تعليم عالي أو غيرها من المتطلبات الأخرى؟
** كندا هي التي تطلب هذه الشروط، لكن أمريكا لا تضع أي متطلبات باستثناء ألا يكون هناك ماضي إجرامي للمستثمر، وأن يكون مصدر الأموال معلومًا.
* سؤال من أحد المتابعين يسأل فيه: هل تقوم الحكومة الأمريكية بمتابعة أو مراجعة المشاريع التي يقوم المستثمر بإنشائها؟
** لا، كل المطلوب هو أن يكون المشروع قانونيًا وأن يتسع لتوظيف 10 موظفين فيه بدوام كامل.
أمريكا هي بلد تحقيق الأحلام، ولا يجب أن ينظر الشخص القادم إليها دائما إلى اللجوء والمساعدات الحكومية، فأمريكا مفتوحة أمام من هم بحاجة إلى تحقيق مستقبل قوي لأنفسهم ولأولادهم
فـيزا (L1-A)
* لو تحدثنا الآن عن الاستثمار في أمريكا من خلال تسجيل شركة، البعض يقول إن هذا الموضوع صعب للغاية ويحتاج إلى خطوات معقدة، فهل هذا صحيحًا؟
** لا، بالعكس، فهذا من أسهل ما يمكن تخيّله، فلو كان الشخص لديه شركة في بلده ويريد أن يفتح فرعًا لها في أمريكا يكون المطلوب منه أن يثبت حجم أعمال الشركة وحالتها المادية وعدد الموظفين والحجم السنوي لأعمالها، مثل هذه البيانات تظهر مدى قدرة الشركة على فتح فرع جديد لها في أمريكا ومن ثمَّ توظيف موظفين جدد في أمريكا.
لو تحدثنا بالأرقام من واقع خبرتي، يجب أن يكون حجم المعاملات السنوية للشركة ـ وليس حجم أموالها في البنوك ـ في حدود 600 ألف دولار، وأن يستثمر الفرع الجديد في أمريكا حوالي 200 ألف فما فوق، ويحصل مدير الفرع في أمريكا على فيزا مدتها سنة ثم تجدد بسنتين ثم تجدد مرتين لاحقًا بحد أقصى 7 سنوات، وبعد السنة الأولى يمكنه التقديم للحصول على الجرين كارد.
يمكن للمستثمر أن يوظف أشخاص من الخارج، ولكن أولًا عليه أن يقوم بتوظيف أشخاص من داخل أمريكا يكون عددهم في حدود 9 أو 10 موظفين، تماما مثل برنامج (EB-5)، والمستثمر في هذه الحالة سيحصل على فيزا (L1-A) حيث يمكنه السفر من وإلى أمريكا في أي وقت، ويكون مديرًا دوليًا لفرع شركته، ويمكنه التقديم على الجرين كارد بعد السنة الأولى من إنشاء فرع شركته.
فـيزا (A2)
* حدثنا عن تأشيرة الاستثمار (A2)، ما هي هذه التأشيرة؟
** تأشيرة (A2) مبنية على اتفاقيات ثنائية بين أمريكا وبعض الدول من أجل تبادل الاستثمارات بين مواطني أمريكا وتلك الدول، وهي لا تؤدي إلى الحصول على الجرين كارد أو الجنسية، وهذه التأشيرة تشمل معظم مواطني دول أوروبا، وبالنسبة للدول العربية فإنها تشمل المغرب وتونس ومصر والأردن والبحرين وسلطنة عمان.
وبالمناسبة لو أحد الزوجين كان من هذه الدول فإنه يمكنه الاستثمار وفقًا لهذه التأشيرة، فمثلًا لو كان شخص سوري ومتزوج من أردنية، أو لبنانية ومتزوجة من مصرين فإنهما يمكنهما الاستثمار في أمريكا وفقًا لهذه التأشيرة طالما الزوج الآخر من ضمن الدول المشمولة في هذه التأشيرة، وبالمناسبة بالنسبة للفلسطينيين هناك من يحمل وثيقة أردنية ولكنه لا يحمل رقم وطني أردني، فهؤلاء لا يمكنهم الاستثمار من خلال هذه التأشيرة.
المبلغ المُستَثمَر يكون حوالي 80 وحتى 120 ألف دولار فما فوق، وذلك حسب الدولة التي ينتمي إليها المستثمر، وهذه التأشيرة تعطي إقامة شبيهة بإقامة دول الخليج، ففي الخليج يكون هناك شخص كفيل لكن في أمريكا يكون الكفيل هو المشروع الاستثماري الخاص بك، وطالما المشروع مستمر فإن الإقامة يتم تجديدها كل عامين مدى الحياة للزوجين، وللأطفال أيضا ولكن حتى سن الـ 21 عامًا.
* كلمة أخيرة منك نختم بها حوارنا معك.
** أشكركم على تخصيص هذا الوقت من برنامجكم، وأودّ التأكيد على أن أمريكا هي بلد تحقيق الأحلام، ولا يجب أن ينظر الشخص القادم إليها دائما إلى اللجوء والمساعدات الحكومية، فهذا الشخص من الأفضل له أن يظل في بلده، فأمريكا مفتوحة أمام من هم بحاجة إلى تحقيق مستقبل قوي لأنفسهم ولأولادهم وأن يعمّ الخير منهم إلى بلادهم وأهلهم فيها.