الراديو

كيف تساهم في إغاثة 33 مليون شخص تأثروا بالفيضانات في باكستان؟

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أطلقت السلطات الباكستانية مع الأمم المتحدة نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتقديم المساعدات لملايين المتضررين من الفيضانات، جاء ذلك بعد أن تسبب موسم الرياح الموسمية في هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات عارمة.

وبذل عمال الإنقاذ جهودًا كبيرة لإجلاء ملايين الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل من المناطق المتضررة من الفيضانات، وأجبرت الأزمة الحكومة على إعلان حالة الطوارئ

استضاف الإعلامي سامح الهادي في برنامج “أنتم والخامسة”، السيد عمر الريدي، منسق البرامج الوطنية والدولية لدى مؤسسة الحياة للإغاثة والتنمية، لمناقشة جهود الاغاثة التي تقوم بها المنظمة في باكستان.

جهود Life

* في البداية سيد عمر، هل لك أن تطلعنا على جهود الإغاثة التي تقودها “Life for Relief and Development” في باكستان، لا سيما في ظل الفيضانات الأخيرة هناك؟

** هناك الكثير من الفيضانات في العديد من الدول، وسأشير إليها لاحقًا، ولكن بالنسبة لباكستان، فقد أصابها فيضانان؛ الأول كان في بداية شهر أغسطس، ووقتها كانت الريادة لمؤسسة “Life for Relief and Development”، حيث كان فريق العمل متواجدًا هناك منذ الأول من أغسطس لإغاثة المتضررين، ولم يكون عددهم كبيرًا إبان الفيضان الأول.

وأثناء تواجدنا هناك، جاء الفيضان الثاني وما صاحبه من أحداث مؤسفة، حيث سقط أكثر من 1000 من الضحايا، والآلاف من المصابين والمشردين، وقالت الحكومة الباكستانية إن المياه غمر تقريبا ثلث باكستان.

وبسبب وجودنا هناك كنا نحن الرواد أيضًا في تقديم الكثير من المساعدات للمتضررين، وكذلك للمؤسسات الإنسانية الإغاثية التي أرادت أن تبدأ معنا هناك، فقد كان فريق عملنا متواجد هناك وقام بتحديد الاحتياجات المطلوبة بشكل مسبق على الواقع.

وبسبب الفيضان، أصبح هناك نازحون في الداخل الباكستاني، وهناك من يحتاجون إلى الطعام، وهناك من لديهم مصابين، وبالتالي وجدنا الاحتياج في عدة محاور وليس محور واحد.

وكما نقول فإن محور الإغاثة العاجلة هو أهم شيء في هذا الوضع، وبالتالي تم تقديم زجاجات مياه نظيفة، حيث تم تقديم المياه بشكل عاجل إلى 550 أسرة، وتم تقديم 6500 وجبة طعام ساخنة بشكل يومي لأسر النازحين، ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة تسكين هؤلاء النازحين في خيام.

خسائر فادحة

* دعني أيضا أوضح بعض الحقائق للسادة المستمعين، فثلث الأراضي الباكستانية تضررت بشكل مباشر من الفيضان، وعدد الوفيات حسب الإحصائيات الرسمية 1250، والرقم مرشح للزيادة، الخسائر المادية مقدرة بـ 10 مليارات دولار.

وموسم الفيضانات الثاني الذي بدأ في 10 أغسطس وانتهى في 22 من نفس الشهر، غمر أكثر من ثلثي مساحة إقليم السند وإقليم بلوشستان، وهما الأكثر تضررًا، وهناك أكثر من 3400 كم من الطرق الممهدة تضررت بشكل كلي أو جزئي، وأكثر 162 جسرًا دُمِرَت بشكل كامل، وهناك مليون مسكن تعرضت للهدم أو لضرر يمنع الإقامة فيها، وهناك أكثر من 13 مليون باكستاني تضرروا بشكل مباشر.

دعنا ننتق الآن إلى المرحلة الثانية، وهي كما ذكرت لنا مرحلة التسكين وإقامة المخيمات، فماذا فعلتم في هذه المرحلة؟

** نحن بدأنا مباشرةً بعد الإغاثة الأولى المرتبطة بالطعام والمياه، لأنه كما أشرت فإن التحرك الآن في الداخل الباكستاني ليس بالأمر السهل، فبمجرد وصول هؤلاء النازحين إلى أماكن آمنة وليست غارقة بالمياه، يتم تسليم كل أسرة الخيام الخاصة بها حتى يتم تسكينهم فيها، وكذلك تسكين بعض من المستلزمات التي تقضي حاجاتهم لحين الانتهاء من هذا الوضع، كما تعرف فإن الانتهاء من تبعات الفيضان لن تكون سهلة، ما زلنا بحاجة إلى الدعم.

نحن لا نزال متواجدين هناك في الميدان، وقد أرسلنا حتى الآن دفعتين من المساعدات التي وصلتنا هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن لا نزال في حاجة شديدة إلى مساهمات كل من يستطيع أن يساهم بالتبرع لنا، حتى يتم تقديم المزيد من الدعم والخيام والعلاج الطبي، لأن المرحلة المقبلة ستكون هي توفير بعض العيادات الطبية الصغيرة لهؤلاء النازحين لحين حل المشاكل الخاصة ببيوتهم، وإعادتهم إلى الأماكن الخاصة بهم.

تنظيم العمل

* هل تعملون بفريقكم مباشرةً على الأرض، أم أنكم تتعاونون مع مؤسسات إنسانية وإغاثية باكستانية؟

** نحن لدينا مكتب إقليمي للعمل في باكستان وأفغانستان، وهم من يعملون هناك الآن، ولذلك كان لنا السبق في الوصول إلى المتضررين من هذه الكارثة، وبعد ذلك عند مجيء باقي المؤسسات فإننا نعمل على التكامل معهم كمؤسسات إغاثية على أرض الواقع، ولكن ما يصلنا من تبرعات يتم توجيهه إلى مكتبنا هناك، ولكن من أجل تنظيم العمل المقدم على الأرض، يكون هناك تنسيق بيننا وبين المؤسسات الأخرى العاملة هناك.

* في ظل هذه الحاجة الملحّة الآن، ما هي المواد الأكثر احتياجًا لكم هناك حاليا؟

** نحن الآن لا نزال نستكمل المرحلة العاجلة الخاصة بالطعام والمياه، وكذلك موضوع الخيام للتسكين، هذا ما يحدث الآن وبدأ منذ 10 أيام، وبعد إتمام التسكين سيتم العمل على نقطة الإعانات الطبية وتوفير بعض العيادات الطبية المتنقلة، وبعد ذلك عند عودة المتضررين إلى منازلهم، سيكون هناك بعض الدعم لهم كي يستمروا في ممارسة حياتهم الطبيعية.

* ماذا عن موسم الدراسة الذي ربما يكون قد بدأ في باكستان؟، هل هناك أي ترتيبات خاصة بموسم الدراسة ومحاولة مساعدة الطلاب على تحصيل جزء من العملية التعليمية؟

** نحن لدينا مشروع العودة للمدارس ودعم الطلاب أثناء بداية السنة الدراسية، ليس فقط في باكستان، بل في 30 دولة حول العالم، والتبرعات المخصصة لهذا البرنامج موجودة، ولكن فريق العمل الآن يركز بشكل كبير على إغاثة هؤلاء المتضررين، وفور العودة إلى المدارس بشكل طبيعي، سنعاود توزيع الحقائب المدرسية.

إغاثة في عدة بلدان

وأود أن أشير إلى أن كل وسائل الإعلام تركز على أخبار فيضانات باكستان بصورة أكبر، ولا أعرف إذا ما كان الكثير من المستمعين يعرفون أنه خلال شهري يوليو وأغسطس كانت هناك فيضانات في بلاد أخرى مثل سيرلانكا وأوغندا وبنجلاديش وغامبيا والسنغال وساحل العاج وكذلك اليمن.

وبفضل متبرعينا الكرام وكذلك السبق والريادة لمؤسسة “Life for Relief and Development”، فإننا نتواجد بفريق عملنا ومكاتبنا التنفيذية في كل هذه البلدان.

فعلى سبيل المثال، فإن فيضانات أوغندا لم تختلف تمامًا عن فيضانات باكستان، أكثر من 1000 من المتوفين، وكذلك المشردين والمصابين، ومن ثمَّ قامت مؤسسة “Life for Relief and Development” بتطبيق نفس الخطة التنفيذية لإغاثة المتضررين هناك.

الأفضل عالميًا

وحتى أشجع مستمعينا الكرام للتبرع والمساهمة أود أن أشير إلى أن مؤسستنا قد حازت من الموقع الرسمي “Impactful” على أنها ثالث أفضل مؤسسة للعمل الإغاثي والإنساني على مستوى العالم للعام 2022.

ويأتي هذا التقييم بناءً على عدة محاور، وهي الاستجابة السريعة للطوارئ، والانتشار حول العالم، والوصول إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها، والتنوع في المشاريع، وكذلك تقديم المشاريع المالية والفنية للمنظمات، وكذلك تقديم التقارير للمتبرعين.

ويمكن لكل من يريد التأكد والاطلاع على ما تقوم به مؤسستنا أن يتصفح موقعنا الرسمي على الإنترنت “LifeUSA.org“، ويشاركنا في رفع المعاناة عن المحتاجين حول العالم.

ادعم وتبرع

* من المؤكد أن العمل الإنساني الذي تقوم به المؤسسة ليس بالسهل، في ظل ظروف الكوارث الطبيعية التي سيزيد للأسف احتمالية حدوثها، طبقًا لتقرير الأمم المتحدة المراقب لحالة المناخ، والذي يؤكد أن التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري وانتشار غاز ثاني أكسيد الكربون سيؤدي إلى الكثير من الكوارث، مما سيجعل العبء أكثر على منظمات العمل الإنساني والإغاثي.

ونحن من هنا ومن خلال شراكتنا الممتدة بكل فخر واعتزاز بين “US Arab Media” ومؤسسة “Life for Relief and Development”، ندعوا المستمعين والمتابعين في كل مكان بالولايات المتحدة، للمساهمة ولو بجزءٍ بسيط، ودعم هذه الرسالة الإنسانية.

مع إمكانية التأكد من أوجه إنفاق تبرعاتكم وطبيعة هذا الإنفاق، فالشفافية والمصداقية من الأمور التي تعتز بها مؤسسة “Life for Relief and Development”، ونحن نؤكد على ذلك، كما يمكنكم الاتصال على أرقام المؤسسة، هل لك أن تخبرنا بها أستاذ عمر؟

** رقم الاتصال هو:
2484247493
والموقع الإلكتروني هو:
https://www.lifeusa.org

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى