هجرة

مشروع قانون جديد من شأنه إصلاح أحوال العمال المهاجرين

ترجمة: فرح صفي الدين – تمنح الولايات المتحدة 7% فقط من البطاقات الخضراء (Green Card) كل عام لمواطني الدول المؤهلة للتقديم. ويظل العشرات من العمال المهاجرين من أصحاب المهارات “عالقين” لوقت طويل بسبب تكدس طلبات الحصول على الإقامة الدائمة في البلاد، والتي بلغت 106 مليون طلب هذا العام. ولقد أقر مجلس النواب مشروع قانون من شأنه منح البطاقات الخضراء غير المستخدمة للمهاجرين ذوي المهارة، ويجعلهم في انتظار قرار مجلس الشيوخ، بحسب صحيفة The Hill.

كتب ستيفن ييل لوهر، أستاذ قانون الهجرة، أن طبيبًا هنديًا ظل يعمل بأحد المستشفيات في نيويورك منذ عام 2006، حتى أصبح ضمن الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا في ولاية فرجينيا. وأوضح كيف أنه خاطر بحياته لإنقاذ مئات الأرواح، لكنه لا يزال يحمل تأشيرة مؤقتة. مما سبب له ولأسرته حالة من عدم الاستقرار وقيد عمله.

وأكد أن مثل هذا الطبيب، وغيره من العمالة الماهرة المهاجرة، قد يضطرون إلى مغادرة الولايات المتحدة وينتقلون إلى بلاد لديها ذات سياسات هجرة أكثر مرونة.

لا تمثل التأشيرات المؤقتة مشكلة للمهاجرين فقط، بل ولأصحاب العمل أيضًا. فلن تتمكن الشركات من التنافس في الاقتصاد العالمي أو تلبية طلبات المستهلكين إذا لم تتمكن من توظيف العمال المناسبين والاحتفاظ بهم. خاصة مع نقص العمالة في الوقت الحالي وتأخر استخراج التأشيرات أو تجديدها بسبب الجائحة.

وأضاف السيد لوهر أنه يتعين على الكونغرس تمرير مشروع قانون يمنح العمالة المهاجرة المتخصصة الإقامة الدائمة، من أجل حل هذه الأزمة. وهو ما قد يعني تخصيص المزيد من الأموال لمساعدة دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية (USCIS) في معالجة الطلبات المتأخرة والاستفادة من حوالي 157 ألف بطاقة خضراء غير مستخدمة.

وأكد على ضرورة موائمة أعداد البطاقات الخضراء والتأشيرات المقدمة للأجانب كل عام، مع احتياجات الاقتصاد الأمريكي. فهناك ملايين الوظائف الشاغرة حاليًا ولكن لاتوجد عمالة كافية لشغلها. والأمر يزداد سوء، خاصة بعد استقالة 4.4 مليون أمريكي من وظائفهم في سبتمبر.

يُذكر أن جمعية كليات الطب الأمريكية Association of American Medical Colleges,، أفادت بأن البلاد تعاني من نقص كبير في عدد الأطباء، والذي قد يصل إلى 124 ألف طبيب بحلول عام 2034.

ووفقًا لتقرير أصدرته منظمة New American Economy في عام 2015، لم يكن لدى 135 مقاطعة طبيبًا واحدًا. وأنه منذ عام 2010، تم إغلاق 120 مستشفى ريفي بسبب عجز الكوادر الطبية. كما عانت نيويورك وحدها من نقص 1188 طبيبا قبل تفشي كورونا. وبحسب استطلاع رأي حديث، يفكر حوالي 1 من كل 5 أطباء في التقاعد بسبب تداعيات الجائحة.

واختتم السيد هولر مقاله بأن وضع القيود أمام العمالة الأجنبية الماهرة، سيحد من النمو الاقتصادي للبلاد. وتظهر الدراسات أن مرونة الشركات في توظيف المهاجرين المتخصصين، يُحسّن كل من الآداء والأرباح.

كما أن ذلك من شأنه أن يعطل عجلة الاستثمار، نظرًا لأن تأشيرة العمل المؤقتة (H-1B) تتطلب وجود كفيل، مما لا يُشجع رواد الأعمال المحتملين على بدء مشروعاتهم الخاصة. وهو ما سيؤدي بدوره إلى تقليل الإيرادات الضريبية المحتملة وفرص العمل، في الوقت الذي تحاول فيه أمريكا التعافي من الوباء.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى