الركن الخامستغطيات خاصة

أحكام الأضحية وآداب العيد وأفضل الأعمال المستحبة فيه

العيد هو مصطلح مشتق من العود، وهو الرجوع والمعاودة، والأعياد بصفة عامة توجد لدى الأمم كلها، لأن إقامة الأعياد ترتبط بفطرة طبع الله الناس عليها، فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات يظهرون فيها الفرح والسرور، ويجتمع فيها شملهم مع من يحبونهم.

وقد شَرعَ الله سبحانه وتعالى للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، اللذان يأتيان بعد أداء رُكْنَيْن عَظيمين من أركان الإسلام، ألا وهُما الصِّيام والحجّ، ليؤكد لهم أن الفرح والسرور الذي يشعرون به في الأعياد إنما هو جائزة لهم على اجتهادهم في الطاعات والعبادات.

أحكام وآداب العيد

ولعيد الأضحى المبارك العديد من الأحكام والآداب يوضحها لنا الدكتور سعيد عامر، من علماء الأزهر الشريف، والدكتور نهار العتيبي في مقال له بموقع “طريق الإسلام“، حيث يؤكد العلماء أن من أهم أحكام وآداب العيد ما يلي:

1- التكبير: فالتكبير من السنن المؤكدة ويكون في ليلة العيد، وفي أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى نهاية أيام التشريق، وينتهي بغروب شمس يوم الرابع عشر من ذي الحجة، لقول الله تعالى {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ….} [البقرة: من الآية 203}، وصيغة التكبير المتفق عليها هي أن يُقال: “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.

2- التجمل يوم العيد: من السُنّة في يوم العيد أن يتجمل المسلم ويلبس أحسن الثياب، وأما المرأة فتخرج لصلاة العيد غير مُتجملة ولا مُتطيبة ولا مُتبرجة ولا سافرة، لأنها مأمورة بالتستُّر، منهية عن التبرج بالزينة وعن التطيب حال الخروج.

3- مُخالفة الطريق: من السنن يوم العيد أن يخالف المسلم بين طريقه ذهابا ًوإياباً لما رواه جابر رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق”، وقال ابن حجر: “كان إذا خرج إلى العيد رجع من غير الطريق الذي ذهب فيه”.

4- أفضل الأعمال في يوم العيد: أفضل الأعمال يوم عيد الأضحى هي صلاة العيد ثم نحر الأضحية، حيث يبدأ المسلم بالصلاة قبل أي عمل آخر، ثم ينحر بعد ذلك أضحيته. وفي حديث البراء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: «إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نُصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سُنَّتنا».

5- صلاة العيد: وقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد فيرى الحنابلة أنها فرض كفاية، بينما يرى الإمامان مالك والشافعي أنها سنة، ويرى أبو حنيفة والعديد من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وبعض العلماء المعاصرين وجوب صلاة العيد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لها.

ويسن الخروج لصلاة العيد، للرجال والنساء، لأن النبي أمر بها النساء والعواتق وذوات الخدور كما في الحديث الذي روته أم عطية رضي الله عنها حيث قالت: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى”.

وتكون الصلاة قبل الخطبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قبل الخطبة، ولا سنة لها قبلية ولا بعدية. ويُكَبّر في الصلاة سبعاً في الركعة الأولى بين تكبيرة الإحرام وبدء القراءة، وخمساً في الركعة الثانية بين تكبيرة القيام وبدء القراءة أيضاً. ويستحب الخروج إلى المصلى من طريق والعودة من طريق آخر.

6- صلاة ركعتين قبل صلاة العيد: ليس من السنة صلاة ركعتين قبل صلاة العيد ولا بعدها إذا كانت الصلاة في مصلى العيد، وأما إذا كانت في مسجد من المساجد فلا بأس بصلاة تحية المسجد ركعتين قبل الصلاة. ويدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال :”إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصلي قبلهما ولا بعدهما”.

وأما من فاتته صلاة العيد فمن أوجب صلاة العيد أوجب عليه قضاءها واختلفوا في عدد ركعاتها فقال الإمام البخاري رحمه الله ومن وافقه تقضى ركعتين، وقال الإمام أحمد ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله إنها تقضى أربعاً، وتوسط إسحاق رحمه الله فقال: إن صلاها في الجماعة فركعتين وإلا أربعاً، والذي يظهر والله أعلم عدم قضائها لأنها سُنّة وليست بواجب على ما رجحته سابقاً والله أعلم.

7- حرمة صيام يوم عيد الأضحى: يُحرَم على المسلمين صيام يوم عيد الأضحى ويحرم كذلك صيام أيام التشريق بعده: أما تحريم صيام يوم العيد فللحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر”.

وأما تحريم صيام أيام التشريق فلما رواه نُبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل». وعن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: “لم يُرخصّ في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي”.

8- اللعب والفرح يوم العيد: فمن السنن يوم العيد إظهار الفرح والسرور، ولا بأس باللعب واللهو المباح، لأن الفرح طبع إنساني وغريزة بشرية، وهو دافع للمحبة والعمل والإنتاج والاستمتاع بالحياة والشكر للبارئ المنعم جلّ وعلا.

وكلما كان فرح الإنسان مربوطاً بحدود الله الشرعية كان أدعى إلى دوامه واستمراره، إن الفرح بذاته فطرة، ولذا فرحت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها في العيد، وقامت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يتكئ لها لتنظر من ورائه.

فالعيد فرصة لنتبادل مشاعر الفرح والسرور والمعاني الجميلة، والأمة الآن في أمَس الحاجة لهذا الفرح المحمود، والابتهاج بفضل الله ورحمته «قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» {يونس/58}.

إن الفرح يمنح الإنسان الأمل بالله سبحانه والأمل بالدار الآخرة. وعليه يكون العيد مناسبة لاجترار الآلام والأحزان، لنعط إجازة للحزن والكآبة والهم والغم، ولنستشعر الفرحة بإكمال الطاعات والعبادات، ونكبر الله على ما هدانا.

9- التهنئة والتزاور يوم العيد: من السُنّة التهنئة التي يتبادلها الناس فيما بينهم يوم العيد، أياً كان لفظها، كأن يقول المسلم لأخيه “تقبل الله مِنّا ومنكم” أو “عيدكم مبارك” أو “أعاده الله علينا وعليكم” ونحو ذلك من الكلمات.

قال ابن حجر وروينا بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: “كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك”

وذهب جمهور الفقهاء إلى مشروعية التهنئة يوم العيد، فعندما يهنئ الناس بعضهم بعضاً بالعيد، يكون هذا من مكارم الأخلاق ومحاسن المظاهر الاجتماعية بين المسلمين.

ومن السنن المستحبة في العيد أيضًا التزاور بين الناس، فالعيد مناسبة لتحقيق الانتماء الاجتماعي والتواصل والتزاور، والتسامح والتصافي بين الناس، حتى يقضى على المشاجرات والمشاحنات بين الناس، أو المشكلات بين الزوجين، لأن المشاجرات والمشكلات تكدر صفاء العيد، فالعيد فرصة للتزاور والتواصل بين الناس.

10- نحر الأضحية: وهي من السنن المؤكدة يوم العيد، ويُكره تركها للقادر عليها، وتصير واجبةً بالنذر. وتجب الأضحية على المسلم البالغ العاقل المستطيع، ويشترط النية عند ذبحها، ومن أراد أن يضحي يستحب له أن يمتنع عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره، في الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، ولا يجب عليه ذلك، فتصح الأضحية ممن قص شعره أو أظافره، ولكن فوت عليه أجر السنة.

والأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، التي نتذكر من خلالها معاني الإيثار، وشكر الله تعالى على نعمائه، والتوسعة على الأهل والأولاد، وإدخال السرور على الأصدقاء والفقراء، وكذلك طاعة أبينا إبراهيم عليه السلام لربه سبحانه وتعالى؛ فالأضحية استجابة لأمر الله تعالى، فينبغي للمسلم أن يهتم بأمر الأضحية، ويعظِّمَ شأنها، ويجتهدَ في المحافظة عليها.

ويشترط للأضحية 4 شروط:

أ- أن تكون من بهيمة الأنعام: وبهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم. وتُجزئ الواحدة من الإبل أو البقر عن سبعة أشخاص. بينما تُجزئ الشاة عن الواحد وأهل بيته، لقول أبي أيوب رضي الله عنه لما سُئل: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله؟ فقال: “كان الرجل يُضحّي بالشاة عنه وعن أهل بيته”.

ومما يدل على أن البدنة أو البقرة تُجزئ عن سبعةٍ وأهلِ بيوتهم؛ حديث جابر رضي الله عنه قال: “حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحرنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة “.

وفيما يخص الاشتراك في الأضحية، يقول العلماء “يجوز الاشتراك في أضحيةٍ من الإبل أو البقر حتى ولو اختلفت نية المشتركين، كأن ينوي بعضهم الأضحية، والآخر العقيقة، ويجوز لأهل البيت أن يجمعوا ثمن الأضحية ويهبوه لأحدهم ليضحي، ويكون لهم أجر الصدقة، وهو يشركهم في الثواب”.

وأكدوا أن ذبح الشاة المنفردة أفضل من الاشتراك في بقرة، وذبح سبع شياه أفضل من ذبح بقرة، ويستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن ذلك، وأن يشهد ذبحها، ولا يشترط ذلك.

ب – أن تبلغ السن المعتبر شرعاً: والسن المعتبر شرعا هو خمس سنين في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في المعز، وستة أشهر في الضأن.

فقد دل الحديث على أن السن المعتبر في الإبل والبقر والمعز هو المُسنَّة؛ -وهي من المعز ما له سنة، ومن البقر ما له سنتان، ومن الإبل ما له خمس سنوات- لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لا تذبحوا إلا مُسِنَّة، إلا أن يَعْسر عليكم ، فتذبحوا جذعه من الضأن» أما أقل ما يُجزئ من الضأن فقد دل الحديث على أنه ما كان جذعاً والجذع: هو ما له نصف سنة؛ لقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “ضحينا مع رسول الله بجذع من الضأن”.

ج – أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء وهي أربعة عيوب: فلا تُجزئ العرجاء البيّن ضلعها، والمريضة البيّن مرضها، والعوراء البيّن عورها، والعجفاء وهي الهزيلة التي لا مُخّ فيها، كما ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ظَلْعُها -أي: عرجها-، والكسيرة -أي: المنكسرة-، وفي لفظ: والعجفاء -أي: المهزولة- التي لا تنقي -أي: لا مخ لها لضعفها وهزالها”.

ويلحق بهذه الأربعة ما كان أسوأ منها: كأن تكون مقطوعة الرجل، أو عمياء أو هتماء ذهبت ثناياها، ولا الجدّاء التي نشف ضرعها من اللبن بسبب كبر سِنّها.

د – أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المحدد لها شرعاً، وهو بعد صلاة العيد والأفضل أن يتم بعد أن ينتهي الإمام من خطبة العيد، وينتهي وقت الذبح بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.

ووفقًا لموقع “اليوم السابع” فقد أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن أفضل وقتٍ لذبحِ الأُضْحِيَّة هو اليوم الأول قبل زوال الشمس ـ أي قبل دخول وقت الظهر بقليل ـ؛ لأنه هو السنة، لما رُويَ عَنِ البَرَاءِ  قال: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ أَضْحًى إِلَى البَقِيعِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نُسُكِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا، أَنْ نَبْدَأَ بِالصَّلاة، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَافَقَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ».

أما فيما يتعلق بالدعاء الذي يقوله المضحى عند ذبح أضحيته، فقد ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ  قَالَ: ذَبَحَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا قَالَ: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ ذَبَحَ».

ومن شروط الذبح أنه يجب على المضحي سرعة إراحة ذبيحته وعدم ضربها، وعدم ذبح أضحية أمام أخرى، وضرورة سن السكين كي لا تتألم الذبيحة، لأن هذا يتعارض مع التعاليم الدينية وآداب التضحية

أحكام أخرى للأضحية

ووفقًا للناطق الإعلامي باسم دائرة الإفتاء الأردنية، حسان أبو عرقوب، فإنه لا يجوز لمن نذر أن يضحي أن يأكل من أضحيته، ولا أن يطعم منها أهل بيته الذين تلزمه نفقته، ومن نذر أن يضحي بشاة معينة، وخرج الوقت قبل أن يفعل لزمه ذبحها قضاءً، ومن نذر أن يضحي بشاة معينة فماتت قبل أن يذبحها، فلا شيء عليه اذا تلفت بلا تقصير منه؛ لأنها خرجت عن ملكه بالنذر، وصارت عنده وديعة، وإن تلفت بتقصير منه لزمه بدلها.

ويجوز إشراك المسلم غيره في ثواب الأضحية، ولا يجوز أن يضحي الشخص عن غيره بغير إذنه، إلا إذا ضحى عن أهل بيته، أو الولي من ماله عن المولى عليه، أو الإمام من بيت المال عن المسلمين، كما يجوز التضحية عن الميت ولو لم يوص عند الحنابلة.

وحول تأخير توزيع لحم الأضحية بعد ذبحها، أشار إلى أنه يجوز على أن يتم ذبحها في أيام العيد، وإذا فسد اللحم بسبب تقصير المضحي في الحفظ، وسوء التخزين، ضمن مقدار حق الفقير(ويقدر بنصف رطل)، وإذا كانت منذورة ضمنها كلها، فإن لم يقصر فلا ضمان عليه، لأن حكمها حكم الوديعة.

وأوضح أبو عرقوب، أنه يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، على أن لا يأكل فوق ثلثها، ويسن الأكل من كبدها، ولا يصح للمضحي بيع شيء من الأضحية ويحرم ذلك، سواءً كانت الأضحية منذورةً أو متطوعاً بها، وكذلك لا يجوز الاستبدال ولا يصح، ولا يصح استبدال جلد الأضحية غير المدبوغ، بآخر مدبوغ لأنه صورة من صور البيع فلا يصح ذلك.

ويجوز أن يُعطى للجزار من الأضحية كهدية أو صدقة، أما أن تحسب جزءاً من الأجرة فلا يجوز، ويجوز للمضحي أن ينتفع بجلد أضحيته ما لم تكن منذورة، ويجوز له أن يهديه، وعلى المضحي أن يتصدق بمقدار ما يتمول به الفقير ويقدر بنصف رطل، ويشترط لصحة الأضحية أن يتصدق منها على الفقير بتمليكه أقل مقدار الواجب، ويتم توزيعه من الأضحية لحماً نيئاً قبل الطبخ.

وبين أبو عرقوب، أنه يجوز شراء الأضحية بالتقسيط، واستدانة ثمنها، ولكن لا يستحب فعل ذلك من الفقراء لأنهم غير مطالبين بالأضحية، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وتصح الأضحية ممن عليه دين، والأولى سداد الدين خصوصاً إذا كان حالاً.

ويجوز التوكيل بذبح الأضحية لشخص أو جمعية خيرية، على أن يلتزم الوكيل بشروط الأضحية، من حيث السلامة من العيوب، والعمر ووقت الذبح والتوزيع، والأفضل أن يباشرها المضحي بنفسه ليحصل له كامل ثواب وبركة الأضحية، فيما يجوز توكيل الغير بذبح الأضحية في غير بلد المضحي.

لمن تذهب الأضحية؟

ويُسنّ لصاحب الأضحية أن يأكل منها لقوله تعالى {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير…} [الحج: 28]، وإن شاء طبخها وإن شاء تصدق بها وإن شاء أهدى منها والأمر في ذلك واسع.

وفي تصريحات لصحيفة “الشروق” المصرية قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن الشائع أن الأضحية تقسم 3 أقسام بحسب الشريعة الإسلامية، على أن يأخذ منها الفقراء الثلث، والأقربون وذوي الأرحام الثلث، وأهل المنزل الثلث المتبقي.

وشدد على أنه في حال استأجر أهل البيت جزارا لذبح الأضحية، فلا يصح أبدا أن يأخذ من لحم الأضحية ولو جزء بسيط لنفسه، لكن يأخذ المال مقابل الذبح؛ لأن ذلك مكروه.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى