تقارير

ترامب وبوتين يستعدان لقمة جديدة.. محاولة لتصحيح أخطاء هلسنكي أم ترسيخها؟

راديو صوت العرب من أمريكا – إعداد وتحرير: علي البلهاسي

لم ينته الجدل بعد حول قمة هلسنكي التي عقدت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في السادس عشر من يوليو الجاري، والتي تعرض بسببها ترامب لانتقادات عدة من جانب بعض مؤيديه ومعارضيه على حد سواء.

وبينما لا تزال الأوساط الإعلامية والسياسية تتناول بالنقد والتحليل ما دار وما جرى في هلسنكي يذهب كلاً من بوتين وترامب بعيدًا بالحديث عن الترتيب لعقد قمة أخرى بينهما في موسكو أو واشنطن.

دعوة بوتين

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، نظيره الأمريكي دونالد ترامب لزيارة موسكو، وقال خلال زيارة لجنوب أفريقيا إن “الظروف الآن مناسبة لعقد قمة أخرى”، في إشارة إلى الضجة السياسية التي ثارت في الولايات المتحدة بعد لقائه مع ترامب في هلسنكي.

وسبق لبوتين أن عبر عن رغبته في عقد قمة أخرى مع ترامب، حيث قال للصحفيين “نحتاج لتوافر الظروف المناسبة لعقد قمم أمريكية روسية أخرى بما في ذلك داخل بلدينا”. وتابع أن روسيا مستعدة لاستقبال ترامب في موسكو وقال “لتكن ضيفي، هو مدعو لذلك وقد أبلغته”.

فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إن بلاده تأمل أن يشهد نهاية الصيف الجاري إجراء محادثات ثنائية بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وأضاف: “نؤكد من جانبنا أننا نعمل لعقد هذا اللقاء ونأمل أن يتم في أقرب فرصة ممكنة. وأنا أعتقد أن ذلك ممكن بنهاية هذا الصيف. أما عن زمان ومكان اللقاء فإنهما لا يزالان قيد النقاش”.

ترحيب ترامب

من جانبه رحب البيت الأبيض بدعوة بوتين قائلاً إن ترامب متحمس بشأن عقد قمة أخرى.. وقال ترامب إنه يريد تحسين العلاقات بين القوتين النوويتين بعد أن تدهورت العلاقات بينهما لأدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة في السنوات الماضية.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان: “الرئيس ترامب يتطلع إلى استضافة الرئيس بوتين في واشنطن بعد بداية العام، وهو منفتح على زيارة موسكو عندما يتسلم دعوة رسمية”. فيما قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إنه يبحث احتمال إجراء أول محادثات منذ سنوات بين قادة الدفاع في البلدين، لكنه أضاف أنه لم يتم اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.

وسبق أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتطلع لعقد لقاء آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لافتاً إلى أن قمتهما الأخيرة في هلسنكي كللت بالنجاح. وقال ترامب: “أنتظر بفارغ الصبر لقاءنا الثاني حتى نتمكن من البدء بتطبيق بعض الأمور التي تحدثنا عنها”.

وهاجم ترامب وسائل الإعلام الأمريكية، والتي وصفها بـ”المنافقة”؛ بسبب اعتبارها أنَّه كان “لطيفًا جدًا” خلال لقائه بالرئيس الروسي. وقال في تغريدة له على موقع “تويتر”: «لقد انتقدت بشدة من قبل وسائل الإعلام المزيفة لكوني (لطيف جدًا) مع الرئيس بوتين.. قديمًا كانوا يسمونها الدبلوماسية». وتابع: «لو كنت صاخبًا، كنت سأنتقد لكوني قاسي جدًا.. أتذكر عندما قالوا إنني كنت قاسي جدًا مع الرئيس كيم؟.. منافقون».

وكان ترامب كتب في إحدى تغريداته قبل انعقاد قمة هلسنكى، أنه يود بفارغ الصبر أن يلتقي الرئيس الروسي بوتين، وهو يعرف سلفاً أنه لن يستطيع إرضاء الأمريكيين مهما يكن نجاحه في القمة، وأنه إذا ما عاد إلى واشنطن وقد حصل من الرئيس بوتين على مدينة موسكو العظيمة تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بالولايات المتحدة بسبب الروس، فسوف يسأله الأمريكيون لماذا لا يحمل في جيبه الثاني مدينة بطرسبرج إضافة إلى موسكو؟!”.

الصندوق الأسود

ورفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الكشف عن مضمون المحادثات التي جرت في هلنسكى بين ترامب وبوتين. ويتعرض بومبيو في الوقت الراهن لضغوط من جانب أعضاء الكونجرس من الجمهوريين والديمقراطيين على السواء من أجل الإفصاح عن مضمون محادثات هلسنكى والدفاع عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ويصف الكونجرس مارينا جروس، مترجمة ترامب، بأنها “الصندوق الأسود” لقمة هلنسكي، فهي الوحيدة التي حضرت الاجتماع الذي استمر لأكثر من ساعتين. ودعا عضوان من الكونجرس إلى التحقيق مع مترجمة ترامب، واستدعائها للإدلاء بشهادتها ومعرفة حقيقة الحوار السري الذي دار بين ترامب وبوتين في هلنسكي.

وقال قادة الحزب الديمقراطي في الكونجرس، إن أداء الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسى يشير إلى أن روسيا تمتلك معلومات مدمرة ضد الزعيم الأمريكي. فيما قالت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى في بيان نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، إن “ضعف ترامب أمام بوتين كان مُحرجًا، ويثبت أن الروس يملكون شيئا ضد الرئيس، شيئًا شخصيًا أو ماليًا أو سياسيًا”.

وذكرت الصحيفة أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر أثار هذا الجانب في بيان قال فيه: “سؤال وحيد لا يبعث على الراحة يطرح نفسه على البيت الأبيض: ما الذي ربما يكون قد جعل ترامب يضع مصالح روسيا قبل مصالح الولايات المتحدة؟”. وأضاف شومر أن “ملايين الأمريكيين سيستمرون في التساؤل إذا كان التفسير المحتمل الوحيد لهذا التصرف الخطير هو احتمالية أن بوتين يملك معلومات مدمرة ضد ترامب”.

حتى الجمهوري العتيد جون ماكين وصف أداء ترامب خلال القمة بأنه كارثي، وقال إنه أسوأ أداء لرئيس أمريكي على طول التاريخ، ويكاد يقرب من أن يكون خيانة في حق بلاده. فيما طالب السيناتور الجمهوري لندسى جراهام الأمريكيين بأن يكونوا أكثر حذراً بسبب سوء تصرف الرئيس ترامب.

وقد ينتقد كثيرون طريقة تعامل ترامب مع اتهامات تدخل روسيا في الانتخابات، لكن وجهة نظر أخرى ترى أن التفسير الأكثر وضوحاً لرفض ترامب قبول الأدلة المقدمة من قبل وزارة العدل الأميركية ووكالات الاستخبارات على أن روسيا تدخلت نيابة عنه في الانتخابات الرئاسية، هو ببساطة أن تدخل روسيا يفقد انتصاره في المجمع الانتخابي شرعيته. ويعتمد هذا التفكير على ملاحظة صحيحة، فقد فاز ترامب بالكاد، وأي مساعدة حصل عليها من روسيا سيُنظَر إليها على أنها لائقة.

أضف إلى ذلك أن الديمقراطيين حريصون على إيجاد تفسيرات لفوز ترامب تبرر أخطاءهم وأوجه قصورهم. وبذلك، ندرك أن ترامب غير قادر من الناحية الإدراكية والسياسية على قبول أن بوتين ساعده في الفوز بالرئاسة.

احتجاجات وانتقادات

كان ترامب قد تعرض بعد قمة هلسنكي لانتقادات حادة حتى من الجمهوريين على خلفية تصريحاته التي اعتبرت متهاونة تجاه روسيا. كما واجه انتقادات بسبب عدم مواجهته لبوتين علنا بشأن تدخل موسكو في انتخابات عام 2016، وما بدا أنه خلاف بينه وبين أجهزة المخابرات الأمريكية بشأن التهديد الذي تشكله روسيا.

وبعد القمة تجمع محتجون خارج البيت الأبيض للتنديد بما وصفوه بتقاعس الرئيس دونالد ترامب عن تحميل روسيا المسؤولية عن التدخل في الانتخابات الأمريكية في 2016. وقال محتجون إن ترامب أتيحت له العديد من الفرص لتوبيخ بوتين علنًا في هلسنكي، غير أنه أشاد بالزعيم الروسي على إنكاره “القوي والحاسم” لاستنتاجات المخابرات الأمريكية بأن الدولة الروسية تدخلت في الانتخابات.

وحاول ترامب بعد عودته إلى واشنطن تهدئة عاصفة الانتقادات، بعد أن اتهمه الجمهوريون والديمقراطيون بالانحياز إلى خصم بدلا من الانحياز إلى بلده، وقال إنه أخطأ التعبير في بعض الكلمات، لكنه أصر على أن أفعال روسيا لم يكن لها تأثير على نتائج الانتخابات.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز بالتعاون مع مؤسسة إبسوس أن ما يربو على نصف الأمريكيين لا يوافقون على الطريقة التي يتعاطى بها ترامب مع العلاقات مع روسيا.

حديث الإعلام

تناولت صحف ووسائل إعلام عدة ما حدث خلال القمة واصفة أداء ترامب بأنه كان “ضعيفاً”، بينما أشارت إلى أن بوتين حقق “فوزاً كاسحاً”. وتحت عنوان “بوتين دمَّر ترامب”، يصف راجح خوري في النهار اللبنانية الرئيس الأمريكي بأنه خرج من القمة مع بوتين “أشبه بحطام سياسي”.

وفي الصحيفة ذاتها، تقول موناليزا فريحة: “سيكون صعباً على الأمريكيين مسامحة رئيسهم على ما فعله بهم وببلادهم خلال إطلالته في هلسنكي”. وتضيف أن ترامب “وقف في صف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أمريكا وأجهزة استخباراتها، مقوضاً هيبتها”.

فيما أكد الكاتب البريطاني سيمون تسيدال أن التناقض بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي خلال المؤتمر الصحفي في قمة هلسنكي كان مدهشا للغاية. وقال الكاتب في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية: “بدا بوتين متألقا ببدلته الزرقاء الداكنة التي صممت بطريقة أنيقة، وظهر واثقا من نفسه .. وهادئًا ومسيطرًا على الوضع، فيما بدا ترامب في سرواله الفضفاض المجعد مرتبكا ومتخبطا”. وتساءل الكاتب عن كيفية ذهاب ترامب إلى قمة هلسنكي من دون تحضيرات مسبقة، موضحا أنه “بالنظر لأدائه خلال المؤتمر الذي جمعه مع بوتين فإنه بدا في قرارة نفسه خائفًا من ارتكاب الأخطاء”.

أما الكاتبة الأمريكية ترودى روبين فقد تساءلت فى مقالها بصحيفة (فيلادلفيا إنكوايرر)، عما إذا كان مستشار الأمن القومي جون بولتون وآخرون أو سيناتورات الحزب الجمهوري سيقْدمون على “كبح جماح رئيسٍ يعرض الولايات المتحدة للخطر”، على حد تعبيرها.

ورأت روبين أن الوقت بات متأخرا جدا لكي يُقْدم أي قيادي جمهوري يكترث بأمن الولايات المتحدة على انتقاد الرئيس دونالد ترامب. ووصفت قمة هلسنكي بأنها “قمة الاستسلام”؛ قائلة إن “ترامب جلس إلى جانب بوتين في هلسنكى وجعل يُحمّل أمريكا لائمة هجمات شنتها عليها روسيا”. معتبرة أن ذلك المسلك من جانب ترامب بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لـ بوتين للقيام بعمليات تجسس مستقبلية على نحو “يُعيد المجد لروسيا”.

مكاسب روسية

أما بالنسبة لما حققته القمة لروسيا، فلا يختلف المراقبون على أنها أعادت مرة أخرى روسيا باعتبارها قوة عالمية تناقش القضايا الدولية والتوازنات الإستراتيجية مع الدولة الأقوى على الصعيد العالمي من موقع الند للند.

واعتبر البعض قمة هلسنكي قمة مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية، باعتبار أن نتائجها وما ترتب عليها من قرارات، ستعزز المكانة الروسية في المنظومة العالمية وستفكك التحالفات العالمية وتغير موازين قوى وهيكل النظام العالمي.

فقد تضمنت نتائج القمة مؤشرات عدة على المكاسب الروسية يأتي في مقدمتها ما اعتبره بعض المحللين “انتصارًا سياسيًا” لروسيا، بعد معارضة مختلف التيارات السياسية في الولايات المتحدة التقارب الحاصل بين الرئيسين ترامب وبوتين، وثناء الرئيس الأمريكي على نظيره الروسي، وقيام ترامب بنفي تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية رغم تقارير المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الأمريكية.

وبدا واضحًا من نتائج القمة انفراد السياسة الروسية بإعادة صياغة مفردات التعامل مع العديد من ملفات القضايا العالمية. كما اتفق كثير من خبراء العلاقات الدولية على أن عقد القمة يُعد بمثابة اعتراف مباشر من واشنطن بروسيا كقطب عالمي منافس يجب إجراء حوار معه لكي لا تتفاقم الأمور وتصل إلى مواجهة عسكرية.

أيضًا ساهمت القمة في تعضيد الموقف الروسي في مواجهة دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وذلك عقب إشادة ترامب بلقائه مع بوتين، وتأكيده أنه كان أفضل من اجتماعه بقادة حلف الناتو ورئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي”، الأمر الذي فاقم الاستياء الأوروبي من الرئيس الأمريكي وسياساته.

قراءة موضوعية

بعيدًا عن الانتقادات التي تم توجيهها للرئيس ترامب بسبب ما أسفرت عنه قمة هلسنكي، فإن هناك من يرى أن القمة أظهرت أن التفاهم الروسي-الأمريكي حول القضايا المتفجرة، يمكن أن يكون بديلاً عن تفاهمات أخرى أثبتت عدم جدواها خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الملف الإيراني والأزمة السورية.

كما يرى مراقبون أن القمة جاءت مدفوعة بعوامل وإرادات سياسية أمريكية وروسية بقصد تحقيق استراتيجيات وطموحات سياسية معينة قد تؤدي إلى تغيير في موازين وهيكل قوى النظام العالمي، وثمة وجهتي نظر في هذا الصدد، الأولى تنفي وجود تهديد روسي لمكانة واشنطن، فعلى الرغم من القوة العسكرية والثقل السياسي المتصاعد لروسيا، إلا أنها لا تمثل تهديدا مباشرا لواشنطن، لأن الاقتصاد الروسي أصغر حجما من نظيره الأمريكي، وهناك تفوق نوعي وكمي لحلف الناتو على روسيا، لكن الصعود الروسي وتمدد نفوذها بالشرق الأوسط ودول الاتحاد السوفيتي السابق أحد عوامل إضعاف مكانة واشنطن.

أما وجهة النظر الثانية ، فتؤكد حقيقة وجود تهديد روسي واقعي لمكانة الولايات المتحدة، مما يحتم على واشنطن ضرورة التقارب مع موسكو لمواجهة التمدد الصيني الذي يمثل تهديدا اقتصاديا مباشرا لواشنطن، ولعل الحرب التجارية الحالية بين أمريكا والصين دليل على ذلك. ويبدو أن واشنطن كانت مدفوعة دفعًا لاختراق الاستقطاب الدولي الحاصل في الشأنين السياسي والاقتصادي ، بل وإعادة ترسيم الخريطة الاقتصادية العالمية في شكل يحقق المصالح الأمريكية، ولكن مِن طريق القطب العسكري والاستراتيجي المهم دوليًا وهو روسيا.

وتذهب تحليلات إلى أنه سواء كان ما قدمه الرئيس الأمريكى ترامب من تنازلات إلى الرئيس الروسي بوتين شملت القضية الأوكرانية، وقضية إنهاء الحرب الأهلية السورية، والاعتراف بمكانة روسيا الجديدة في الشرق الأوسط، تم رضوخاً لقوة الرئيس بوتين الذي ساعده في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أم أن التنازلات تمت بفعل اقتناع الرئيس الأمريكي بأن تحسين العلاقات مع روسيا ربما يكون أفضل ما يستطيع تقديمه إلى الولايات المتحدة والعالم أجمع، فإن النتيجة في كل الأحوال تقول إن الرئيس ترامب يواجه عاصفة غير مسبوقة من الانتقادات الحادة يمكن أن تؤثر على مستقبل حكمه في الولايات المتحدة.

وفقًا للتحليلات ربما يصعب الآن حساب أثر أداء الرئيس ترامب على مستقبل حكمه في الولايات المتحدة، لكن الأمر المؤكد أن التاريخ سيقف طويلاً أمام ما حدث في هلسنكى ليقول لنا، هل تصرف الرئيس الأمريكي على هذا النحو لأنه كان ضعيفاً في مواجهة الرئيس الروسي، أم أن العالم قد تغير وأصبحت الحرب الباردة شيئاً من الماضي، وأن أمريكا وروسيا تواجهان الآن قائمة طويلة وجديدة من التحديات المشتركة، تتطلب إنهاء الخلافات والتكاتف لمواجهتها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى