غير مصنف

نتائج انتخابات تونس تهز عرش حركة النهضة والقوى السياسية

تونس- هاجر العيادي

استفاقت الأطياف السياسية في تونس بعد الاستحقاق الانتخابي على وقع عقوبات شعبية بحقها.. عقوبات فرضها الشعب دون نزاع ولاشك عبر صندوق الاقتراع فكانت نتائجها صعود مرشحين مستقلين إلى الدور الثاني من للانتخابات الرئاسية، فانهزم بذلك البورقيبيون من جهة، وانتكس الإسلاميون من جهة أخرى في أول تجربة لهم بالدفع بمرشح لطريق قرطاج، فيما حافظ اليساريون على تذيّل الترتيب.

تساؤلات عدة

وما إن تم الإعلان عن النتائج الأولية للاستحقاق الانتخابي حتى دخلت حركة النهضة الإسلامية في جدل داخلي كبير، وفق مصادر مطلعة، وطرحت تساؤلات عدة أولها: من يتحمل هزيمة مرشح الحركة عبد الفتاح مورو؟ وكيف يمكن تفسير تراجع شعبيتها من مليون ونصف المليون ناخب سنة 2011 إلى ما يقل عن 350 ألف ناخب في الانتخابات الحالية؟ وما هو المستقبل القادم للحركة؟ وغيرها من الأسئلة الأخرى.

فشل انتخابي

وفي هذا السياق  حمل نشطاء على مواقع التواصل وبينهم قياديون من الصف الأول على إستراتيجية الحركة في إدارة الحملة الانتخابية وعدم نجاعتها في الترويج لمرشحها.

في الأثناء أعلن القيادي زبير الشهودي، وهو مدير سابق لمكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي استقالته من أي مسؤولية قيادية.

كما دعا الشهودي “الغنوشي إلى اعتزال السياسة وملازمة بيته وإبعاد صهره رفيق عبد السلام وكل القيادات الذين دلسوا إرادة كبار الناخبين داخل الحركة”.

وجاءت استقالة الشهودي في إطار سلسلة الاستقالات المتتالية من قبل الكثير من القيادات ومنسقي الحملات الانتخابية للأحزاب التي كانت لها تمثيلية كبيرة في البرلمان” وفق ما وضحه  عضو المكتب السياسي والتنفيذي لحركة الشعب، أسامة عويدات.

خسارة وفقدان شعبية

من جهة أخرى ترى مصادر مقربة من الحركة أن هزيمة حركة النهضة في الانتخابات لم تكن مفاجأة حقيقية، حيث أن الحركة كانت تتوقع تلك النتيجة باعتبار أنها فقدت شعبيتها لعدم  تحقيق الحد الأدنى من وعودها وفق متابعين، فضلاً عن تحمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والتفافها حول الصراع السياسي وإغفال مطالب الشارع.

وفي هذا الصدد قال عويدات في إحدى التصريحات الإعلامية: “تأتي هذه الاستقالة وما قد تتبعها من استقالات أخرى هي نتيجة لفشل خيارات المنظومة الحاكمة اقتصاديًا واجتماعيًا، وهي خيارات كانت تهدد بقيادة البلاد نحو المجهول”، معتبرًا أن المنتخبين عاقبوا من عمق جرح الوضع الاجتماعي.

صراع داخل الحركة

وفي سياق متصل، لا يخفي بعض قيادي النهضة غضبهم على الغنوشي وقيادته التنفيذية التي فرضت ترشيح مورو ودفعت الأعضاء مكرهين للتصويت له، خاصة أن جمهور الناخبين من منتسبي الحركة كان يميل لدعم شخصيات من خارجها مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي أو قيس سعيد.

وقال القيادي في حركة النهضة، والعضو بالبرلمان، العجمي الوريمي إن “النهضة لو أجرت استفتاء داخليًا لكان قيس سعيد يحتل مرتبة متقدمة في نوايا التصويت عند ناخبي النهضة لاعتبارات يطول شرحها”.

تمرد بعض القيادات

من جهة أخرى يقول بعض المتابعين للشأن الانتخابي في تونس أن حركة النهضة “دخلت في حالة من الريبة والهلع بعد الإعلان عن نتائج الاستحقاق الانتخابي الرئاسي.. الأمر الذي كشف عن الصراع الداخلي لها وتمرد قاعدتها، وتآكل خزانها الانتخابي التقليدي بشكل خطير، وهو على ما يدو وفق محللين سينعكس سلبًا على حظوظها في الانتخابات التشريعية القادمة.

نتائج وتفاصيل

يذكر أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أعلنت الثلاثاء، عن فوز المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي في الدور الأول للانتخابات الرئاسية المبكرة.

وتصدر الأكاديمي المستقل المتخصص في القانون الدستوري قيس سعيد ترتيب مرشحي السباق الرئاسي وعددهم 26 بحصوله على نسبة 18.4% من أصوات الناخبين.

فيما جاء رجل الأعمال وقطب الإعلام الموقوف في السجن نبيل القروي في المركز الثاني بحصوله على 15.5% من إجمالي الأصوات.

وسيخوض المرشحان الدور الثاني الذي سيحدد تاريخه من قبل الهيئة بعد انتهاء آجال الطعون والإعلان عن النتائج بصفة نهائية.

في المقابل  تحصل مُرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو على نحو 350 ألف صوت فقط، في حين حصلت خلال الانتخابات البلدية في العام 2018 على نحو 850 ألف صوت، بينما حصلت في انتخابات 2014 على 950 ألف صوت، وفي انتخابات العام 2011 على نحو 1.5 مليون صوت.

في الأثناء جاء وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي في المركز الرابع بـ10.73% يليه رئيس الحكومة يوسف الشاهد بـ7.3%.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى