غير مصنف

نادي التراث الأمريكي اللبناني يحتفل بمرور 30 عامًا من العطاء

حصري لراديو صوت العرب من أمريكا

اعداد / مروة مقبول

تحرير / علي البلهاسي 

المدير التنفيذي للمؤسسة: نسعى لخدمة الإنسانية بمختلف طوائفها دون حدود

أقامت مؤسسة نادي التراث الأمريكي اللبناني (LAHC)  حفلها السنوي، للاحتفال بمرور 30 عامًا علي تأسيسها. وبهذه المناسبة أعلنت المؤسسة تقديم مبلغ 100 ألف دولار كمنحة للطلاب في منطقة ديترويت.

أقيم الحفل في فندق “إدوارد”، برعاية صندوق شركة فورد موتور، ومؤسسةCIA ، وحضره حوالي 1200 من أصحاب الشركات ومسئولين بالدولة وممثلون عن شركات صناعية، وأحياه فريق أوركسترا مدرسة فوردسون الثانوية، وفريق أوركسترا “تخت” العربي.

وقام الشريك الإعلامي “سايمون شايكات” من القناة السابعة المحلية بتقديم الحفل، فيما أذاعته قنوات محطة MEA الإذاعية والتليفزيونية عبر ولايات شمال أمريكا.

تكريمات

وفي إطار جهودها لإعداد قادة يساهمون في تنمية المجتمعات، قامت المؤسسة خلال الحفل بتكريم ثلاثة من أبرز القادة لجهودهم في تنمية المجتمع والتزامهم بالمسؤولية، حيث تم منحهم جائزة التميز والإنجازات العظيمة. وكان من بين المكرمين السناتور “ديفيد كنيزك” عضو مجلس الشيوخ، لالتزامه في خدمة قضايا المجتمع، واهتمامه بالعائلات وكبار السن والمحاربين القدامى في جميع أنحاء ولاية ميتشغن .

كما تم تكريم الدكتور الصيدلي ورجل الأعمال عادل عدنان مكي، لجهوده في دعم التعليم، وتمكين الشباب، من خلال إنشاء صندوق خاص للمنح الدراسية بقيمة 1.2 مليون دولار في جامعة فيريس التي سبق أن تخرج منها.

وتم أيضًا تكريم الكاتبة والناشطة الحقوقية “سارة بالك”، لاهتمامها بذوي الإعاقات من أفراد المجتمع ودفاعها عن حقوقهم، وهي التي تعطي دروسًا للآخرين عن قوة الإرادة، رغم أنها تجلس على كرسي متحرك، وتعاني من إعاقة تشبه إلى حد كبير إعاقة البروفيسور الراحل ستيفن هوكينج.

منح دراسية

شهد الحفل أيضًا توزيع المنح الدراسية على الطلبة الفائزين. وقدمت المؤسسة الشكر لشركائها من خلال تقديم منح دراسية بأسمائهم، حيث قدمت منحة السيد “مصطفى حمود” تخليدًا لذكراه وتقديرًا لالتزامه بدعم التعليم وإيمانه بالحلم الأمريكي. فهذا القائد الذي أثرى المؤسسة بجهوده لتنمية المجتمع، كان يؤمن بأهمية تسخير جميع الموارد من أجل تعليم الأجيال القادمة .

كما تم تقديم منحة باسم السيد “عماد محمود فضل الله” تكريما لذكراه، فقد كان يؤمن بأهمية تمكين الشباب والمرأة، ودعم الشباب لتحقيق طموحاتهم الدراسية. هذا بالإضافة إلى العديد من البرامج والمنح الأخرى التي قدمتها المؤسسة من خلال الاحتفالية.

جهود المؤسسة

من جانبه تقدم المدير التنفيذي للمؤسسة “وسيم محفوظ” بالشكر لكل المشاركين والمساهمين في أعمال المؤسسة وأنشطتها قائلاً في كلمته خلال الحفل: لقد نجحنا لأننا نعمل معًا.. عائلة وشركاء وأصدقاء.. لقد وقفتم إلى جانبنا ولذلك استطعنا أن نتقدم .. شكرًا لثقتكم بنا .. فمعًا سنعمل لنقدم الجيل القادم من القادة”.

وأضاف: “لقد كان العام 2018 عامًا رائعًا فقد عمل فريقنا بجد لدعم البرامج التي تقدمها المؤسسة بالفعل، واستحداث برامج جديدة تدعم القيادة الشبابية، والمشاركة المجتمعية، والتوعية الصحية، وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر المحتاجة”.

وتابع: “لقد خدمت المؤسسة 25 ألف شخص في العام الماضي فقط. ويقدم قسم الصحة العامة لدينا  الخدمات لأكثر من 5 آلاف شاب وعائلاتهم سنويًا. كما أقامت المؤسسة شراكات مع  منطقة ديربورن التعليمية، ومنظمة “أكسس”، مركز “هايب” الرياضي، ومنظمة “سي أسيست” لمكافحة تعاطي المخدرات”.

وواصل محفوظ عرض جهود المؤسسة قائلاً: “أما بالنسبة للقسم الاجتماعي لدينا، فقد قام خلال العام الماضي بتوزيع 1000 ديك رومي، وصناديق تحتوي على مواد غذائية في عيد الشكر. كما قمنا بتوزيع 2500 حقيبة مدرسية ومواد دراسية على أبناء الأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تقديم الطعام والملابس للمشردين في ديترويت”.

وأضاف: “”قامت المؤسسة بشراء 15 ألف متر مربع لإقامة مقرها الجديد في شرق ديربورن، ونتمنى أن نحصل على التصريحات اللازمة ونفتتح المقر الجديد، ليقدم خدماته للمجتمع قبل نهاية هذا العام” .

وحول الجوائز التي حصلت عليها المؤسسة قال محفوظ: “نحن نعمل لخدمة الآخرين، ولا نهتم بحصد الجوائز، ولكن عند الفوز بها نعتبرها تقدير لجهودنا في تقديم الخدمات إلى مواطني ميشجان. ويسعدني أن أعلن لكم أن المؤسسة قد تم ترشيحها مؤخرًا لنيل جائزة مكتب التحقيقات الفيدرالي للقيادة المجتمعية.. فشعارنا الذي يرفعه المتطوعون لدينا دائما (المجتمع أولا)”.

وأكد محفوظ أن المؤسسة تحرص دائمًا على نبذ العنف ومكافحة تعاطي المخدرات، كما تقدم للطلبة كل ما يحتاجونه من موارد تساعدهم على التقدم من كتب ومستلزمات دراسية، والآلاف من الحقائب المدرسية لضمان نجاحهم الدراسي.

وأضاف: “أصبح تقليدًا لدينا أن نسعى لرسم الابتسامة على وجوه الجميع من خلال اللفتات الإنسانية. وقد مر 30 عامًا على احتفالنا بالتنوع داخل مجتمعنا، فالتنوع ليس فقط شعار المؤسسة، وإنما هو أيضًا التزام بتسخير جميع الموارد لخدمة الإنسانية بمختلف طوائفها دون حدود.

شراكة ناجحة

أما السيدة كريستينا بتروجيان، مديرة البرنامج الأمريكي للشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات المركزية CIA ، فقد قالت في كلمتها خلال الحفل: “أشعر بالفخر بالشراكة التي عقدناها مع هذه المؤسسة اللبنانية، والتي استمرت لمدة 15 عامًا، كما أنني أشعر بالفخر بشباب الجالية العربية بما يقدمونه من تفاني لخدمة المجتمع وحرصهم على التقدم الدراسي”.

وخاطبت بتروجيان الطلاب الذين حصلوا على المنح الدراسية خلال الحفل قائلة: “اتبعوا شغفكم، ولكن لا تجعلوا الحصول على الأموال أو الشهرة هي هدفكم في الحياة .. فنحن في أمَسّ الحاجة إليكم في هذه الأوقات.. إلى متطوعين يظهرون العطف تجاه الآخرين”.

فيما أكدت كلمة مديرة صندوق شركة فورد، السيدة سامانتا بوركو أن تفاني الطلاب الذين يتم منحهم تلك المنح الدراسية هو السبب الرئيسي لاستمرار الصندوق في دعم تلك المؤسسة.

أما رئيس المؤسسة المحامي هلال فرحات فقد قال في كلمته: “نحن نحتفل اليوم بتاريخ هذه المؤسسة التي تم إنشاؤها منذ 30 عامًا بهدف جمع أفراد الجالية اللبنانية الأمريكية لإحياء تراث وطننا، ولكن مع مرور الوقت أصبحت المؤسسة من أقوى المؤسسات الإنسانية تأثيرًا في المجتمع الأمريكي”.

وأضاف: “تخدم المؤسسة أكثر من 25 ألف مواطن من مختلف الجنسيات والخلفيات الاجتماعية والثقافية، من خلال تقديم العديد من البرامج التي تركز على التعليم، والصحة العامة، وتنمية الشباب، بالإضافة إلى الخدمات المجتمعية”.

ووجه فرحات كلمته إلى الطلاب الفائزين بالمنح قائلاً: “لقد تم اختياركم لتكونوا الأفضل .. اذهبوا وواصلوا طريقكم في الحياة، تغلبوا على الصعاب وتنوع الحياة الذي ربما يواجهكم، وتأكدوا أنكم عندما تنجحون في فعل ذلك، فإن هناك عالم مثير مليء بالفرص سيكون في انتظاركم، ولكن لا تنسوا أن تتمسكوا بمبادئكم”.

قادة ملهمون

السيناتور ديفيد كنيزيك عضو مجلس الشيوخ عن ميتشغن، والذي تم تكريمه خلال الحفل على جهوده في خدمة المجتمع، قال في كلمته: “المؤسسات الإنسانية تعتمد على جهود أفراد قرروا أن يعملوا معًا .. ربما يتعرضون في الطريق لإخفاقات،  ولكن في نهاية الأمر يستمرون في تقديم رسالتهم للمجتمع”

وأضاف:”.أتذكر منذ 6 سنوات أنني كنت أسأل نفسي: ماذا لو أردت أن أمثّل كل فرد في المجتمع، فكيف لي أن أفعل ذلك، وبالفعل وجدت طريقي وأصبحت سيناتور.. وهذا شيء يمكن لأي شخص أن يصل إليه … عليكم جميعا كشباب أن تفكروا كيف تريدون أن تخدموا مجتمعكم، وأن تجدوا الطريق الصحيح لفعل ذلك”.

وتابع: “عندما كان عمري 25 عامًا، كنت شغوفًا بكيفية أن يكون هناك تواصل بين أطياف المجتمع المختلفة، وبمرور الوقت أدركت أن الأمر يمكن أن يحدث بطريقة بسيطة، وهي أن يجتمعون في مكان ما، مثلما حدث اليوم، وأن يتبادلوا أطراف الحديث مع بعضهم البعض. ولكن علينا أن نتقبل أمرًا هامًا، وهو أن التغيير لا يحدث في ليلة واحدة.. وإنما يحدث بمرور الوقت، ويحتاج إلى أشخاص لديهم شغف لتحقيقه”.

أما الدكتور عادل مكي الذي تم منحه جائزة المؤسسة للتميز والانجازات العظيمة في مجال التعليم وتمكين الشباب فقال في كلمته: “ربما قرأ الكثيرون منكم عني، أو عن الصندوق الذي قمت بإنشائه، ولكني أود أن أخبركم أنه قد مَرّت عليّ 20 سنة، منذ أن كنت في مكانكم، حيث حصلت على منحة دراسية لاستكمال دراستي”.

وأضاف: “ما فعلته هو مجرد رد للجميل لهذا المجتمع. وهو ما أتوقعه منكم، فأنتم قادة المجتمع القادمين، وتستطيعون أن تقدموا الخير لمجتمعاتكم، وبالتأكيد سيعود إليكم هذا الخير يومًا ما”.

فيما قالت الناشطة الحقوقية “سارة بالك”، التي تم منحها الجائزة التقديرية للأشخاص المعاقين: “دائما أؤمن أن هناك سببًا لإصابتي بالإعاقة، وهو أن أجعل الآخرين يعرفون عن الإعاقات.. فقد عملت منذ 6 سنوات على إنشاء متحف تم افتتاحه في مارس 2017، ويهدف هذا المتحف إلى شرح تاريخ الإعاقات، كما يقدم نماذج للمعاقين الذين حققوا نجاحات في حياتهم، وتغلبوا على إعاقتهم. وأود أن أقدم الشكر لكل شخص ساعدني في حياتي، حتى أولئك الذين لم يؤمنوا بنجاحي”.

نبذة عن المؤسسة

مؤسسة نادي التراث الأمريكي اللبناني (LAHC) ، هي واحدة من أعرق المنظمات الأمريكية الإنسانية غير الهادفة للربح، وتهتم بتنمية المجتمع في مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية، حيث تقدم المؤسسة مجموعة واسعة من الخدمات الإنسانية والثقافية، بالإضافة إلى الخدمات القانونية .

ويبذل الموظفون والمتطوعون في المؤسسة كل الجهود لتلبية احتياجات الأسر ذات الدخل المنخفض، من خلال تقديم الملابس والطعام والمأوى، مساعدة العاطلين لإيجاد وظيفة مناسبة، وتقديم التدريبات والمنح للشباب والطلبة، بالإضافة إلى تقديم العديد من البرامج الصحية التوعوية.

كما تقدم المؤسسة خدمات شاملة لجميع المحتاجين، بغض النظر عن انتمائهم العرقي أو جنسهم أو دينهم أو عمرهم، أو حتى ميولهم الجنسية.

 

 

لمشاهدة الاحتفالية :

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى