غير مصنف

قصة بطل- أحمد عاشور.. من أعمال الدهانات إلى حصد الميداليات

أميرة أحمد

تبدأ رحلة البطولة عندما يقوم البطل بترك عالمه الذي اعتاد عليه، ليدخل إلى المجهول، ويقتحم “العالم الخاص” الذي اختاره، وقرر تحدي نفسه فيه، ليواجه فيها الصعوبات والاختبارات.

هنا يصل البطل إلى أشد لحظات ضعفه، فهو يواجه أسوء مخاوفه “العدو”، ليتغلب عليه ويحصل على الكنز أو القوة التي يحتاجها.

ويتأكد البطل وقتها أن كل إنجاز وهدف تم تحقيقه كان عبارة عن حلم وفكرة, وبفضل إصراره ومجهوده تحول هذا الحلم إلى حقيقة.

بطل قصتنا اليوم هو أحمد سيد عاشور، الذي تألق مؤخرًا كبطل عالمي في رفع الأثقال. ورغم أنه كان يعلم أن الأمر يفوق قدراته وإمكانياته، إلا أنه سعى وراء حلمه وأدرك أن هذا احلم سيكون قابلاً للتحقيق ما دام يؤمن به، ويسعى وراء تحقيقه بكل إصرار وعزيمة  الحلم قابلاً للتحقيق.

“راديو صوت العرب من أمريكا” التقى البطل المصري أحمد سيد عاشور لإلقاء الضوء على مسيرته وإنجازاته الرياضية.

بداية المسيرة

وُلد عاشور عام 1999، وعاش وسط أسرة متوسطة الحال، بمدينة مغاغة في محافظة المنيا في صعيد مصر، وكان يعيش في منزل صغير، ويعمل في مهنه “النقاشة” أو أعمال الدهانات مع عمه.

اكتشف أحمد موهبته منذ البداية، وسعى للتدريب عليها وخلال التدريب أيقن أنه مختلف عن  زملائه، فقد كان مستواه يتطور بسرعة كبيرة جدًا، ومن هنا بدأ مسيرته في الاحتراف، بمساندة من مدربه عماد حمدي، الذي كان أبرز الداعمين له في بداية مشواره.

طريق البطولة

وكانت أولى مشاركات أحمد الرسمية في بطولات رفع الأثقال في بطولة الجمهورية عام 2012، وشارك فيها ممثلاً لمركز شباب مغاغة، وحصل وقتها على المركز السابع، ثم تدرب بعد ذلك مع المدرب عماد حمدي، داخل مركز شباب مغاغة، وذلك لمدة 6 سنوات، ثم انضم لنادي المؤسسة العسكرية بالمنيا.

ثم بدأت مشاركات البطل مع المنتخب المصري في بطولة أفريقيا عام 2016، شباب وناشئين، حيث نجح مع مدربه محمد موسى في تحقيق 3 ميداليات ذهبية، ويقول أحمد عن هذه البطولة إنها من أجمل البطولات التي شارك فيها.

ثم شارك مع المنتخب المصري في مرحلة 20 سنة، رغم صغر سنه، وحقق 3 ذهبيات أيضًا، وفي عام 2017، شارك في بطولة العرب والأفروأسيوية (شباب وناشئين وكبار)، وحقق ميداليات ذهب في تلك البطولة في المراحل الثلاث.

 

حصد الذهب

كما شارك في بطولة العالم للناشئين بأوزبكستان عام 2018، وحصل فيها على المركز الثاني.

كما شارك في البطولات العربية والتضامن المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، والتي أقيمت في مصر عام 2018 (أول شباب – أول كبار – أول تضامن) وحقق فيها 9 ميداليات ذهبية.

وفي بطولة أفريقيا للكبار المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، التي أقيمت في مصر في الفترة من 23 إلى 30 مارس 2019 حقق أحمد (3 ذهبيات)، كما حقق 3 أرقام قياسية جديدة للخطف والنطر والمجموع.

ومؤخرًا نجح عاشور في حصد 3 ميداليات ذهبية، خلال منافسات وزن 96 كجم ببطولة العالم للشباب الأخيرة في رفع الأثقال، التي أقيمت في ڤيجي خلال الفترة من 1 إلى 8 يونيو الجاري والتي شاركت فيها 32 دولة. ويستعد عاشور حاليًا لدورة الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.

وذكر عاشور انه تعرض لإصابة بكتفه اليمين وما زال أثرها حتى الان .

تحديات وعقبات

حول التحديات والعقبات التي واجهها خلال مشواره يقول عاشور إن مشكلة نقص الإمكانيات المادية من أكثر العقبات التي واجهته ومازالت تواجهه حتى الآن، وتهدد مسيرته باللعبة، حيث لم يتقاض أي مكافآت من إتحاد اللعبة، أو وزارة الرياضة، بعد الفوز ببطولتي أفريقيا، والأفرواسيوية، وكل ما يتقاضاه هو راتب شهري بسيط من نادي المؤسسة العسكرية بالمنيا، بالإضافة لمصروف جيب من اتحاد اللعبة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط، وأضاف عاشور أنه لا يعمل حاليًا بسبب تواجده في المعسكرات مع المنتخب.

تجاهل إعلامي

كما اشتكى عاشور من تجاهل الإعلام له ولإنجازاته، مما تسبب في عدم معرفة الكثيرين بما يحققه هو وزملاؤه من أبطال الألعاب الفردية من انجازات، مشيرًا إلى أنهم بحاجة لدعم إعلامي لدعم روحهم  المعنوية، وتعريف الجمهور باللاعبين الذين يرفعون اسم مصر في المحافل الدولية.

ويطالب عاشور بضرورة الاهتمام بالأبطال في الألعاب الفردية مثل كرة القدم، ورعاية المواهب الصغيرة، والاهتمام بالمميزين والموهوبين، ومساعدتهم لاستكمال مسيرتهم في اللعبة.

وعن طموحاته المستقبلية أكد عاشور أن طموحاته ليس لها حدود، وأنه يسعى لنجاحات لم يتم التفكير فيها قبل.

يقول أحمد: “اللعبة مليئة بالطموحات والعزيمة والمغامرات والمسئولية، ونجحت في تغيير حياتي للأفضل، لذلك لن أستسلم وسأعاود المحاولة دائمًا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى