غير مصنف

العالم ينتفض ضد تجاوز إيران الحد المسوح لمخزونها من اليورانيوم المُخصّب

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي تراقب برنامج إيران النووي أن طهران، تخطت حد تخصيب اليورانيوم الذي يسمح به الاتفاق النووي الذي وقعته عام 2015 مع القوى الكبرى، وذلك في أول خطوة كبرى على طريق انتهاكها للاتفاق منذ أن انسحبت منه الولايات المتحدة قبل أكثر من عام.

ويأتي تخطي إيران للحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم بعد عدم وفاء الدول الكبرى بتلبية مطالب الجمهورية الإسلامية المتعلقة بحمايتها من أثر العقوبات الامريكية وفقاً لمسؤولين إيرانيين.

تخطيط مسبق

ونقلت وكالة “إسنا” الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قوله إن تلك الخطوة، كان معدًا لها وتستند إلى التخطيط المسبق.

وقال ظريف، في رد على سؤال لوكالة “إسنا” عن تخطي طهران مخزون الـ300 كغم: “طهران تخطت تلك النسبة وفقا لبرنامجها، وذلك استنادا لما قلناه من قبل بوضوح، بأن ما نفعله ونتصرف في شأنه يستند إلى حقوقنا الخاصة التي نتخذها بأنفسنا فقط”.

ورد على سؤال إذا كانت أمريكا قد تفرض عقوبات على أوروبا، فقال: “تلك هي مشكلتهم يتعين عليهم حل مشكلتهم”.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إنه على أوروبا أن تسرع من وتيرة جهودها من أجل إنقاذ الاتفاق النووي.

وأشار موسوي إلى أن خطوات إيران لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي “يمكن التراجع عنها”.

كما حذرت طهران الأوروبيين من أنها ستتخذ الخطوة الثانية بتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، إذا لم تدخل آلية “إينستكس” حيز التنفيذ قبل 7 تموز.

وكانت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء قد نقلت عن “مصدر مطلع”، أمس الاثنين، قوله إن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في إيران تخطى مستوى الـ300 كيلوغرام.

لعب بالنار

من جانبه اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن “إيران تلعب بالنار” من خلال تجاوزها الحد المسموح لمخزونها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي.

وقال ترامب، خلال فعالية أقيمت أمس الاثنين في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول ما إذا كانت لديه رسالة لإيران، إنه لا يمكن أن يعلن أي شيء جديد، إلا أن السلطات الإيرانية تعرف ما الذي تفعله فهي “تلعب بالنار”.

فيما دعت الولايات المتحدة، عبر بيان صدر عن البيت الأبيض، إلى إلزام إيران بعدم تخصيب اليورانيوم على الإطلاق، متهمة إياها بانتهاك الاتفاق النووي ومتعهدة بمواصلة حملة “الضغط الأقصى” على الجمهورية الإسلامية.

قلق أممي

فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام، أنطونيو جوتيريش يشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن إيران ربما تكون قد تجاوزت حدود خطة العمل المشتركة بشأن مخزونها المنخفض من اليورانيوم المخصب.

وقال ستيفان دوجاريك، نقلا عن موقع أخبار الأمم المتحدة، إنه إذا تم التحقق من قيام إيران بهذه الخطوة فإن “ذلك لن يساعد في الحفاظ على خطة العمل المشتركة أو تأمين المنفعة الاقتصادية الملموسة للشعب الإيراني”.

وشدد الأمين العام على أهمية معالجة هذه القضية، مثل غيرها من القضايا المتعلقة بتنفيذ الخطة، من خلال الآليات المنصوص عليها في خطة العمل المشتركة. وشجع جوتيريش إيران على مواصلة تنفيذ جميع التزاماتها المتعلقة بالأسلحة النووية بموجب الخطة.

أخبار مقلقة

أيضًا وصف متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية (داونينج ستريت) الأخبار الواردة بشأن خرق إيران الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية الكبرى في عام 2015 “بالمقلقة للغاية”.

ونقلت قناة (سكاي نيوز) الإخبارية البريطانية في نشرتها باللغة الانجليزية أمس الإثنين، عن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قوله، إن المملكة المتحدة تعمل مع شركائها لتحديد الإجراء الواجب اتخاذه.

وتهدف الخطوة التي اتخذتها إيران إلى الضغط على الدول الأوروبية لتساعدها في إيجاد سبل للالتفاف على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية ضد طهران، والمحافظة على ما تبقى من الاتفاق بعد انسحاب واشنطن منه في عام 2018.

اعتراض روسي

فيما أعربت روسيا، أمس الاثنين عن أسفها إزاء قرار إيران الخاص بتجاوز الحد المسموح لمخزونها من اليورانيوم المخصب، داعية طهران إلى التحلي بالمسؤولية في تنفيذ اتفاق الضمانات، ومؤكدة فى الوقت نفسه ضرورة منع التصعيد.

وقال نائب وزير الخارجية الروسية سيرجى ريابكوف، فى تصريحات صحفية خلال مشاركته فى أعمال منتدى (فالداى للحوار) بثتها قناة “روسيا اليوم” الإخبارية – “تجاوز إيران حد الـ300 كيلوجرام من اليورانيوم أمر مؤسف لكن لا يجب تهويل الأمر”، داعيا كل الأطراف الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة إلى عدم تأجيج الوضع.

وحث ريابكوف، الإيرانيين على ضرورة التحلي بأقصى درجات المسؤولية فيما يخص خطواتهم فى هذا المجال وخاصة فيما يتعلق بتطبيق إيران اتفاقات الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والبروتوكول الملحق بها.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، أن إيران تواجه ضغوطا غير مسبوقة وتضييقا أمريكيا لا نظير ولا مثيل له، تجرى ممارسته من خلال العقوبات، مشددا على ضرورة أن تبقى طهران طرفا في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وألا تخرج منها.

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى