غير مصنف

صحيفة: أمريكا تسعى لبناء إجماع دولي لاتهام إيران بالهجوم على ناقلات النفط

أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن واشنطن تملك الكثير من المعلومات والأدلة التي تفيد بوقوف إيران وراء الهجوم الذي وقع مؤخرًا ضد ناقلتي البترول في خليج عمان.

وأضاف بومبيو – في مقابلة أجراها أمس الأحد مع شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية – “أن الولايات المتحدة ستضمن اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة (الدبلوماسية أو العسكرية) من أجل تأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز”، موضحًا أن إيران قامت بالاعتداء على الملاحة التجارية وهددت حرية الملاحة بقصد واضح يتمثل في منع المرور في خليج هرمز.

وقال بومبيو “إن العالم سيشهد الكثير من هذه الاعتداءات الإيرانية، ولكن يجب على الشعب الأمريكي أن يطمئن في أن واشنطن على ثقة كاملة بشأن من يقف وراء هذه الاعتداءات علاوة على هجمات أخرى وقعت على مدار الـ40 يومًا الماضية”.

بناء إجماع

وتأمل الولايات المتحدة في “بناء إجماع دولي” حول ما يزعم المسؤولون أنه مسؤولية إيران عن تدمير ناقلتين نفطيتين في خليج عمان، حيث انضم المسؤولون البريطانيون إلى الولايات المتحدة في اتهامها رسميا لإيران بتنفيذ الهجمات.

وأفادت صحيفة “الجارديان” البريطانية في نسختها الالكترونية أن هذه الجهود تأتي تزامنا مع نشر الولايات المتحدة لقطات مراقبة لقارب دورية زعمت تبعيته للحرس الثوري الإيراني، مع رجال يبدو أنهم يزيلون لغمًا مغناطيسيًا عن هيكل إحدى السفن.

ونقلت عن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان قوله إن بلاده تتطلع إلى “بناء إجماع دولي على هذه المشكلة الدولية” يوم الجمعة.

وأضاف شاناهان إن الهجوم ليس “شأنا أمريكيا” فحسب إذ أن العديد من البلدان الأخرى تسير سفنا في المياه. وقال “عندما تنظر إلى الوضع، هناك سفن نرويجية ويابانية وسعودية وإماراتية”، في إشارة إلى الهجمات قبل بضعة أسابيع.

ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 3.4% بعد الهجوم، الذي وقع في مضيق هرمز، وهي قناة شحن حيوية لإمدادات النفط الدولية. وقفز التأمين على مشغلي السفن في المنطقة بنسبة 10%.

كما أشارت إلى استخدام المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، للمضيق. حيث قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس السبت: “يجب أن يكون هناك استجابة سريعة وحاسمة للتهديد” لتأمين إمدادات الطاقة الخليجية وثقة المستهلك، وفقًا لتغريدة من الوزارة.

كما ردد هذه الرسالة وزير الصناعة الياباني هيروشيغ سيكو، الذي قال إن الوزراء اتفقوا على الحاجة إلى “العمل معًا للتعامل مع الأحداث الأخيرة من وجهة نظر أمن الطاقة”.

ونشر الجيش الأمريكي فيديو الخميس الماضي، قائلا إنه أظهر أن الحرس الثوري الإيراني كان وراء الانفجارات التي ألحقت الأذى بفرونت ألتير النرويجية وكوكوكا كاريدجس المملوكة لليابان.

وأشارت “الجارديان” إلى انضمام المملكة المتحدة رسميًا إلى الولايات المتحدة في اتهام إيران بارتكاب الهجوم مساء الجمعة، في بيان صادر عن وزارة الخارجية قائلًا: “من المؤكد تقريبًا أن فرعًا من الجيش الإيراني – فيلق الحرس الثوري الإسلامي – هاجم ناقلتين في 13 يونيو. لا يمكن أن يكون أي ممثل دولة أو جهة أخرى مسؤولًا عن الحادث”.

وتابع البيان: “هناك سابقة حديثة لهجمات إيران على ناقلات النفط. وخلص التحقيق الذي أجرته الإمارات في هجوم 12 مايو على أربع ناقلات نفط بالقرب من ميناء الفجيرة إلى أنه تم إجراؤه بواسطة ممثل دولة متطور. نحن واثقون من أن إيران تتحمل مسؤولية هذا الهجوم”.

ولفتت إلى أنه رغم أن دونالد ترامب زعم أن الهجمات “تحمل بصمة إيران بالكامل”، إلا أن رؤساء دول آخرين كانوا أكثر حذرا في توجيه اللوم.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى إجراء تحقيق مستقل. وقال: “من المهم جدًا معرفة الحقيقة ومن المهم جدًا توضيح المسؤوليات. من الواضح أنه لا يمكن القيام بذلك إلا إذا كان هناك كيان مستقل يتحقق من هذه الحقائق”.

وقال وزير الخارجية الألماني إن مقطع الفيديو الذي نشرته القيادة المركزية الأمريكية “ليس كافيًا” لإجراء تقييم.

في الوقت نفسه، دعت عدة قوى عالمية إلى بذل جهود دبلوماسية لتخفيف التوترات، بما في ذلك الصين وروسيا، اللتان تربطهما علاقات أوثق بإيران. دعا الاتحاد الأوروبي إلى “أقصى درجات ضبط النفس”.

في غضون ذلك، نفت إيران مسؤوليتها عن الهجوم. قال السفير الإيراني لدى المملكة المتحدة، حامد بايدي نجاد، إن المزاعم كانت مثل “الافتراءات الزائفة خلال الحرب العالمية الأولى وحرب فيتنام وحرب العراق، والتي صممت للتحريض على التدخلات العسكرية والصراعات المسلحة في أنحاء مختلفة من العالم”.

الجدير بالذكر، أن هذا الهجوم جاء في الوقت الذي زار فيه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إيران في محاولة للتوسط في محادثات جديدة حول اتفاق نووي، كما أن إحدى السفن التي هوجمت كانت يابانية. كما تحتجز إيران غالبية الطاقم الروسي للسفينة الأخرى، وهي فرونت ألتير النرويجية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى