غير مصنف

تكاليف علاج كورونا.. أمريكي يتمنى الموت بدلًا من دفعها ومصري ينتحر بسببها

لا فرق بين الشرق والغرب.. فكلنا في المعاناة من أزمة كورونا بشر.. وحتى مع وجود الفوارق في الإمكانيات المادية باتت تكاليف العلاج من الفيروس القاتل مشكلة بالنسبة لكثيرين من غير القادرين عليها.

وربما لم تكن مصادفة أن تتصدر عناوين الأخبار هذا الصباح قصتين مختلفتين لمعاناة واحدة، أحدهما في الولايات المتحدة لرجل تمنى الموت بدلًا من دفع فاتورة علاج كورونا، التي فوجيء برقمها الخيالي.

وأخرى في مصر لشاب انتحر ليريح نفسه من آلام المرض، بعد أن عجزت أسرته عن دفع تكاليف علاجه بالمستشفيات الخاصة، بعد أن امتلأت المستشفيات الحكومية بالمصابين ولم تعد تقبل وافدين جدد.

صدمة مميتة

في إحدى مستشفيات العاصمة واشنطن مكث المواطن الأمريكي، مايكل فلور لمدة 62 يومًا، تلقى خلالها العلاج من فيروس كورونا، وكان يوم سعادته عندما تلقى البشارة من الأطباء بأنه شفي تمامًا من المرض، ويمكنه مغادرة المستشفى.

ووسط صيحات الطاقم الطبي والتمريض وتصفيقهم غادر فلور غرفته على كرسيه المتحرك والفرحة تملأ وجهه.

وما إن وصل إلى مكان الاستقبال حتى تلقى صدمة كادت أن تودي بحياته، صُدم بخطاب جاء من المستشفى كاد أن يتسبب في وفاته تقريبًا.

ووفقًا لتقرير بثته قناة “فوكس نيوز” تلقى فلور فاتورة علاجه بالمستشفى، والتي فوجئ بأنها مكونة من 181 صفحة، وأصابته الصدمة عندما وجد أن قيمتها 1.1 مليون دولار.

الفاتورة الصاعقة تضمنت 408.912 دولارًا نظير بقائه في غرفة عناية مركزة مجهزة لاستقبال مرضى كورونا لمدة 42 يومًا، و100 ألف دولار نظير الأدوية التي كان يتلقاها بسبب مشاكل كان يعاني منها في قلبه وكليته ورئتاه، فيما بلغت تكلفة وضعه على أجهزة التنفس الصناعي لمدة 29 يومًا 82,215 دولارًا.

على قدر قسوة الصدمة جاء رد فعل فلور مؤلمًا، من خلال عبارة نطق بها بعد تلقيه الفاتورة، يقول فلور: “أشعر بالذنب للبقاء على قيد الحياة”.. هناك شيء ما بداخلي يقول لماذا أنا؟.. لماذا أستحق كل ذلك؟”.

ورغم قسوة عبارة فلور إلا أن الرجل الذي يبلغ من العمر 70 عامًا سيظل رجلًا محظوظًا، أولاً لأنه شفي من المرض القاتل، في وقت ترتفع فيه نسبة الوفيات بين كبار السن.

وثانيًا لأن لديه تأمين يجعله يدفع جزء صغير من المبلغ، مشيرة إلى إحتمالية عدم قيامه بدفع أي مبلغ، وذلك لأنه كان مصابًا بفيروس كورونا.

وربما هذا ما جعل فلور يقول لصحيفة سياتل المحلية إن شعوره بالذنب ينبع من معرفة أن دافعي الضرائب وعملاء التأمين الآخرين سيسهمون في تكلفة إبقائه على قيد الحياة.

ووفقًا لما ذكرته مجلة “تايم” هناك 27 مليون أمريكي آخرين لم يكن لديهم تأمين صحي عندما دخلوا المستشفى لأول مرة، مشيرة إلى أن التكلفة الباهظة للعلاج  في الولايات المتحدة تثير صدمة الجميع.

عجز وانتحار

أما في مصر فكانت القصة مختلفة، فقد دفعت تكاليف العلاج الباهظة احد مرضة كورونا للانتحار، ليس لأنه دفعها، ولكن لأنه لم يقدر على تحملها، ولم يستطع أيضًا تحمل آلام المرض.

القصة المحزنة تتعلق بشاب يدعى علاء س.ن، يبلغمن العمر 38 عامًا، ويعمل سائقًا، ويقيم بمنطقة أوسيم بمحافظة الجيزة.

أصيب الشاب بالعدوى بفيروس كورونا، وتوجه لأحد الأطباء لعمل أشعة مقطعية على الصدر فتبين ثبوت إصابته بالمرض، توجه للعديد من المستشفيات الحكومية المخصصة لعزل الحالات المصابة وعلاجها لكنه لم يجد مكانًا.

عاد للطبيب فوصف له الأدوية اللازمة للعلاج وأمره بعزل نفسه منزليًا. ولأنه كان يقيم برفقة زوجته وأبنائه ووالده ووالدته في منزل العائلة، فقد تم عزله في الطابق الأعلى من المنزل، وكانت زوجته تتولى الصعود إليه بالطعام مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

وبعد مرور ثمانية أيام من إصابته اتصل هاتفيًا بشقيقه ليخبره أنه لا يستطيع تحمل الألم والحرارة المرتفعة طوال الوقت.

وطلب الشاب المصاب من شقيقه ان يتم نقله غلى مستشفى خاص، غير أن شقيقه أخبره أنه لا يستطيع تحمل تكلفة الإقامة فيها، خاصة وأن تكاليف الليلة الواحدة تتجاوز 10 آلاف جنيه في بعض المستشفيات الخاصة.

ولأن الشاب لم يتحمل آلام المرض، ولم يتحمل أيضًا مرارة العجز التي شعر بها هو وأسرته عن توفير مكان له بمستشفى حكومي أو علاجه بمستشفى خاص، فقد قرر إنهاء حياته بنفسه، وقام بإعداد مشنقة وربطها بماسورة غاز وسط الغرفة، وصعد على كنبة ثم قام بالقفز من أعلاها لافظا أنفاسه الأخيرة.

وأعلنت مصر أمس الجمعة تسجيل 1577 حالة إصابة جديدة بالفيروس، و45 حالة وفاة ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد منذ ظهور الفيروس إلى 41303 و1422 وفاة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى