غير مصنف

انخفاض معدل البطالة بالولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ 49 عامًا

إعصار فلورنسا أضعف معدل التوظيف في سبتمبر لكن سوق العمل لا تزال قوية

ترجمة: مروة مقبول

تراجع عدد الأمريكيين الذين تقدموا للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، مسجلاً أدنى مستوى له منذ 49 عامًا، مما يشير إلى تعافي سوق العمل.

وتراجع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.7 في المائة في سبتمبر الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ عام 1969، وفقا لما ذكرته وزارة العمل الأميركية في بيان لها يوم الجمعة الماضي.

وسارع الرئيس ترامب بالاحتفال بهذه الأخبار من خلال تغريدات له على تويتر، فيما يتوقع العديد من الخبراء أن يواصل معدل البطالة انخفاضه ​​خلال الأشهر القادمة.

وعلى الرغم من أن معدل التوظيف كان ضعيفًا في سبتمبر الماضي، بسبب إعصار فلورنس، لكن الاقتصاديين يعتقدون أن سوق العمل لا تزال قوية.

تأثير الإعصار

وفي الوقت الذي يحتفل فيه الاقتصاديون بهذا التراجع لمعدل البطالة، تظهر الإحصائيات أنه لم يتم توفير سوى 134 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو ما يقل بكثير عن التوقعات التي بلغت 180 ألف وظيفة.

وألقى البعض باللوم على إعصار فلورنس، الذي أدى إلى حدوث فيضانات كارثية في ولاية كارولينا، وهو الأمر الذي ربما منع بعض الشركات من جلب عمال جدد إليها. وكان التوظيف ضعيفًا بشكل خاص في قطاع التجزئة وقطاع الترفيه والفندقة.

وفي هذا الإطار قال اقتصاديون مثل جوزيف سونغ وميشيل ماير، من بنك أوف أميركا ميريل لينش: “رأينا بعض الأدلة على تأثير الإعصار في نمو التوظيف، حيث انخفض معدل التوظيف في قطاع الترفيه والضيافة إلى 17 ألف وظيفة، وهو تحول كبير عن الاتجاه الذي كان قد بلغ 20 ألف وظيفة شهريًا.

علاوة على ذلك، تراجع معدل التوظيف في قطاع تجارة التجزئة بمقدار 20 ألف وظيفة، وهو ما قد يكون مرتبطًا جزئيًا بالطقس الذي أدى إلى تراجع عدد ​​المستهلكين والشركات بسبب العاصفة”.

وقد لاحظ الاقتصاديون أن الأجور لا تنمو بشكل سريع في ظل وجود منافسة شديدة على العمالة، حيث سجلت نسبة الزيادة السنوية في أجور العامل متوسط 2.8 في المائة فقط خلال العام الماضي.

انخفاض مؤقت

وفي المقابل شهد مؤشر “داو جونز” الصناعي هبوطًا حادًا بعد صدور تقرير الوظائف، وهو مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك، لكن الخبراء يرون أن هذا الانخفاض الذي حدث في معدل التوظيف خلال سبتمبر هو انخفاض مؤقت.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم هـ. باول إن الإقتصاد الأميركي  يمر بفترة “استثنائية” هذا الأسبوع. حيث أن العديد من نقاط البيانات الأخرى لا تزال قوية.

وتراجعت طلبات البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ 49 عامًا الأسبوع الماضي، حيث ازداد معدل التعيينات في شهر يوليو الماضي من 147 ألف وظيفة إلى 165 ألف وظيفة، كما ارتفع في أغسطس من 201 ألف وظيفة إلى 270 ألف وظيفة، مما يدل على استمرار الشركات في طلب العمالة بوتيرة سريعة.

وتراجعت معدلات البطالة بشكل مطرد منذ فترة “الركود الكبير”، التي شهدت ارتفاع معدل البطالة إلى 10% في أكتوبر 2009. ويرى العديد من الاقتصاديين أن المعدل المنخفض الذي تم الوصول إليه اليوم ما هو إلا استمرار للاتجاه الذي بدأ في عهد الرئيس أوباما، على الرغم من أنهم يعتقدون أن تخفيضات الضرائب الحكومية لعبت دورًا في الحفاظ على المكاسب القوية التي تحققت في ظل هذا التوسع الاقتصادي.

وقال أندرو تشامبرلين، كبير الاقتصاديين في شركة “جلاس دور”: “كان الأمر لا مفر منه”. وأضاف: “أنت تجتاز خفضًا ضريبيًا بقيمة 1.5 تريليون دولار، عندما يكون الاقتصاد قريبًا من التوظيف الكامل، ويعمل بشكل جيد”.

انتهاك اللوائح

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قام بنشر تغريدة له يشيد فيها بهذا الإنجاز، وذلك في وقت مبكر من صدور تقرير الوظائف، الساعة 8.45 صباحًا، منتهكًا بذلك اللوائح الفيدرالية التي تنص على عدم تصريح الرئيس أو أعضاء السلطة التنفيذية علناً بأي معلومة تتعلق بتقرير الوظائف حتى تمر ساعة من إصداره رسميًا في الساعة 8:30 صباحًا.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينتهك فيها الرئيس الأمريكي اللوائح الفيدرالية، حيث كتب في تغريدته: “لقد سجلت البطالة أقل معدل لها منذ 1969 وهو 3.7%”.

وشهدت البلاد انخفاضًا حادًا في عدد الوظائف الجديدة خلال العام الماضي، بعد الإعصارين هارفي وإيرما، حيث كادا يعصفان بمكاسب سنوات من النمو المستمر للوظائف. لكن الاقتصاد سرعان ما تعافى، حيث اجتذبت المناطق التي تضررت من العواصف الكثير من عمال البناء للمساعدة في إعادة إعمارها.

معدل الأجور

وعلى الرغم من انخفاض معدلات البطالة، إلا أن معدل ارتفاع الأجور وصل إلى 2.8% فقط في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد أن كان 2.9% في آب/أغسطس، وهو أعلى مستوى خلال 9 سنوات.

وأعلن العديد من أصحاب الشركات في الأشهر الأخيرة عن زيادة أجور العاملين لديهم، ولكن لم يكن لهذا تأثير على المستوى القومي، حيث لم يتجاوز ارتفاع متوسط دخل العامل في الساعة نسبة 3% حتى الآن في ظل هذا التوسع.

وأعلنت شركة أمازون، اني أكبر جهة توظيف في الولايات المتحدة، عن زيادة الراتب المبدئي للعاملين بدوام كامل، والموظفين المؤقتين، إلى 15 دولارًا في الساعة خلال شهر نوفمبر، وقد ترتفع الأجور الأخرى في الأشهر المقبلة.

والجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي للأمازون جيفري بي. بيزوس يملك صحيفة واشنطن بوست.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم هـ. باول إن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يقلق من أن يؤدي ارتفاع الأجور هذا إلى تضخم اقتصادي. ففي الواقع، يقضي ارتفاع أسعار الغاز والإيجارات والأسعار الأخرى على المكاسب التي قد يحققها العامل.

وتحت عنوان: “النمو الحقيقي للأجور يقترب من الصفر”، قال كلا من ريان نان وجاي شامبو من معهد بروكينجز، في تقرير صدر هذا الأسبوع. “العمال ببساطة لا يتقدمون.. لقد كان نمو الأجور الحقيقي يحوم حول الصفر باستمرار”.

وظائف جيدة

وهناك مخاوف أيضًا من التركيز بشكل مبالغ فيه حول تراجع نسبة البطالة إلى 3.7 في المائة، في حين أن بعض المؤشرات الأخرى على صحة سوق العمل لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الركود.

وقالت مارثا جيمبل، مديرة الأبحاث في موقع “Hiring Lab”: “لا يمكننا اختصار النجاح في استقرار سوق العمل بوصول معدل نسبة البطالة إلى 3.7% فحسب، ولكن الأهم هو ضمان أن يحصل العاملون على وظائف جيدة بعدد ساعات عمل تناسبهم”.

وأشارت جيمبل إلى أن عدد العاملين الذين يعملون بدوام جزئي ممن يرغبون في الحصول على وظيفة بدوام كامل قد ارتفع بالفعل في سبتمبر.

وهناك 4.6 مليون أمريكي من العاملين غير المتفرغين بدوام جزئي، مقارنة بـ 3.9 مليون في عام 2006، وأقل من 3.2 مليون في عام 2000. وأضافت جيمبل: “نحن على وشك الانتهاء، لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك مجال للتحسين”.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

الرابط الأصلي:

https://www.washingtonpost.com/business/2018/10/05/unemployment-rate-falls-percent-lowest-since/?utm_term=.e46319d9747b

 

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى