غير مصنف

اليابان تفتح باب الهجرة من جديد وسط مخاوف من رد فعل اليمين المتطرف

ترجمة: مروة مقبول

كشفت تقارير إعلامية عن مشروع جديد تعده اليابان في مجال الهجرة. فبعد أن قامت اليابان بغلق أبوابها أمام المهاجرين لسنوات طويلة، قررت في النهاية أن تتبع خطوات الدول الكبرى مثل أمريكا وكندا وأستراليا فيما يتعلق بنظام الهجرة.

ووفقاً لتقرير أعدته وكالة “بلومبرغ”، فان الحكومة اليابانية أعلنت أنها تستقبل أكثر من 30 مليون شخص كل عام، وأن هناك قرابة 2.73 أجنبي يعيشون في البلاد، وهي زيادة بمقدار 6.6% عن العام السابق رغم أن إجمالي عدد السكان يتراجع بسرعة.

وتشير الإحصائيات لعام 2018، أن واحدًا من بين 8 يابانيين يبلغ عمرهم 20 عامًا في طوكيو لم يولدوا في اليابان، بالإضافة إلى الأشخاص الذين ولدوا في اليابان ولهم أصول عرقية مختلفة.

موقف منفتح

وعلى الرغم من أن طوكيو ليست عاصمة متعددة الأعراق مثل نيويورك أو لندن، إلا أن المدينة ستفتح باب التغيير إلى بقية اليابان، بسبب التنوع الذي تتميز به، والذي يعود إلي موقف الحكومة اليابانية المنفتح إزاء الهجرة.

ولا يزال عدد المواليد في اليابان من أباء أجانب صغيرًا، مقارنة بمعظم الدول الغنية الأخرى، ويعود ذلك إلى موروث من المواقف والسياسات شديدة التقييد تجاه الهجرة التي كانت سائدة في السنوات الماضية.

لكن منذ أن أصبح شينزو آبي رئيسًا للوزراء في نهاية عام 2012، ازداد عدد المواليد لآباء أجانب يعملون في البلاد.

وتعتقد الحكومة أن هناك الآن حوالي 2.73 مليون أجنبي يعيشون في البلاد – بزيادة قدرها 6.6% عن العام السابق، رغم أن إجمالي عدد السكان يتراجع وبسرعة.

تغييرات كبيرة

وفي السنوات الأخيرة تبنت حكومة آبي تغييرات كبيرة تضمن استدامة قدوم المهاجرين. وفي عام 2017 تم تطبيق “المسار السريع” للإقامة الدائمة في اليابان للعمال المهرة. وصدر في عام 2018 قانون يوسع تأشيرات العمال ويتيح لهم مسار الإقامة الدائمة إن أرادوا ذلك.

وتحل هذه التغييرات مكان سياسات العمال المؤقتين، رغم مواصلة اعتماد عبارة “قانون العامل المؤقت” لوصف التأشيرات الجديدة.

ويمكن لمن لديه إقامة دائمة التقدم لطلب الجنسية بعد 5 سنوات، كما يتيح إنجاب الأولاد في حال الزواج من ياباني أو يابانية حصول الأولاد تلقائيًا على الجنسية اليابانية.

ونظرا لأن القانون الجديد لتأشيرات العمل يمنع إحضار العائلة إلى اليابان، فمن المرجح أن يبحث العمال الجدد مسألة الزواج من السكان المحليين.

وعلى الرغم من أن هذه الهجرة الجديدة ستساعد في الحفاظ على الاقتصاد الياباني ونظام المعاشات التقاعدية، إلا أنها ستؤدي حتمًا إلى ضغوط اجتماعية.

أحفاد المهاجرين

وعلى عكس الولايات المتحدة وكندا والدول الأخرى التي يعتبر أغلب سكانها أحفاد لمهاجرين، فإن اليابان تمكنت من الحفاظ على هويتها، وليس لديها مثل هذا التاريخ في حركة الهجرة.

فأخر هجرة جماعية شهدتها البلاد كانت هجرة الكوريين إلى اليابان خلال الاستعمار الياباني لكوريا وبعدها خلال الحرب الكورية.

وبسبب عدم منح اليابان للجنسية للمواليد غير اليابانيين، فإن أحفاد هؤلاء المهاجرين أصبحوا أقلية عرقية ولا يتحدثون الكورية ويحملون جوازات سفر كورية.

وكان التمييز ضد هؤلاء الأشخاص، الذين يُطلق عليهم أحيانًا اسم “الكوريين الزينيتشين”، شديدًا على مدى عقود، وظهرت مؤخرًا جماعة يمينية متطرفة تقوم باضطهاد هذه الأقلية وتشويه صورتهم.

رئيس الحكومة اليابانية، رغم كونه محافظًا فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، لم يتسامح مع هذه الجماعات. ففي عام 2016، سنت اليابان قانونها الأول ضد خطاب الكراهية، والذي يستخدم الآن لمقاضاة أعضاء هذه الجماعة المتطرفة.

اضطهاد عرقي

ويوضح هذا الخلاف أن المجتمع الياباني ربما لن يكون بمنأى عن موجات متطرفة أخرى مثل تلك التي هزت الدول الغربية في السنوات الأخيرة. فالكوريون الإثنيون الذين لا يمكن تمييزهم جسديًا بشكل عام عن الشعب الياباني يواجهون الاضطهاد، فقد يواجه أشخاص ينتمون إلى مجموعات عرقية مختلفة بشكل واضح اضطهاد ورفض من المجتمع بشكل أكبر.

ظهرت علامة مبكرة على حدوث مثل هذه التوترات في عام 2015، عندما فازت فتاة يابانية أفريقية في مسابقة ملكة الجمال مما أثار موجة من الجدل عبر الإنترنت، وهو ما حدث عندما فازت في نفس المسابقة العام التالي فتاة يابانية هندية ، حيث انتقد البعض هذا بسبب أنهم ليسو يابانيين أصليين . ومع زيادة عدد الأشخاص المختلطين والأقليات في اليابان ، هناك مخاوف من عودة اليمين المتطرف وبقوة.

ومن ناحية أخرى، مؤسسات اليابان ليست معتادة على التعامل مع المقيمين الأجانب والأقليات. على عكس الولايات المتحدة، حيث تتوفر فصول اللغة الإنجليزية كلغة ثانية على نطاق واسع، فإن لدى اليابان عددًا قليلًا من الفصول لمساعدة الناطقين بلغتهم الأصلية لتعلم اللغة اليابانية والتحدث بها بطلاقة. كما لا تتمتع المدن اليابانية بالعديد من الاحتفالات الرسمية بثقافة المهاجرين أو مساهماتهم.

وفي النهاية سيكشف العقدين أو الثلاثة عقود المقبلة ما إذا كانت ثقافة الدولة ومؤسساتها ستكون قادرة على التعلم من تجربة أوروبا فيما يتعلق باستقبال المهاجرين واندماجهم داخل المجتمعات، أو ما إذا كانت الهجرة ستؤدي إلى رد فعل عنيف من اليمين المتطرف مما سيؤدي إلى غلق البلد مرة أخرى.

للاطلاع على الرابط الأصلي :

https://www.bloomberg.com/opinion/articles/2019-05-22/japan-begins-experiment-of-opening-to-immigration

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى