غير مصنف

ارتفاع ضحايا وخسائر سيول إيران ومساعدات عراقية للمنكوبين

استبرق عزاوي

أعلنت إيران، اليوم الاثنين، أن السيول اجتاحت العديد من المناطق في 5 محافظات جديدة خلال اليومين الماضيين، إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت فيها.

وذكرت وكالة “فارس” الإيرانية أن المحافظات التي اجتاحتها السيول مؤخرا، هي هرمزكان (جنوب) وكرمان (جنوب شرق) وسيستان وبلوجستان (جنوب شرق) وخراسان الرضوية (شمال شرق) وخراسان الجنوبية (شرق).

وقالت رئيسة الأرصاد الجوية الوطنية، سحر تاجبخش، إن الفيضانات ترجع إلى “تغير المناخ والاحتباس الحراري ولا تعني بالضرورة نهاية الجفاف المزمن الذي تعاني منه إيران”، وفق ما نقلت عنها وكالة أنباء إسنا شبه الرسمية.

ارتفاع عدد الضحايا

ولفتت إلى أن السيول في هذه المحافظات أدت إلى محاصرة العديد من القرى وقطع طرق الاتصال بينها وبين القرى الأخرى والمدن القريبة منها، مشيرة إلى أنه تم إجلاء السكان من العديد من القرى وإسكانهم في مخيمات في مناطق آمنة لحين عودة الظروف إلى حالتها الطبيعية.

وأدت الأمطار الغزيرة الهاطلة إلى امتلاء خزانات 4 سدود في محافظة خراسان الرضوية وتدفق المياه منها، فيما هناك 4 سدود أخرى تقترب من حالة الامتلاء.

وكانت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات في إيران قد ارتفعت إلى 76 شخصا، بعد وفاة 6 الليلة الماضية.

خسائر بالجملة

وتضرر نحو مليون هكتار من الأراضي الزراعية بدرجات متفاوتة، جراء السيول، وذلك بحسب ما أعلن مساعد وزير الزراعة الإيراني، اليوم الاثنين.

ونقلت وكالة “فارس” عن الوزير، قوله إن جزءا من هذه الأضرار تتمثل في الانغمار المؤقت للمياه، وضمور المحاصيل وجرف البساتين.

ولا تزال مياه الفيضانات تغمر قرى في جنوب، وجنوب غربي إيران، منذ أواخر مارس/ آذار الماضي، فضلا عن إلحاق أضرار كبيرة بالوحدات السكنية والسيارات والمرافق العامة والمزارع.

واضطرت هذه الأجواء العاصفة السلطات إلى إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص،  ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الداخلية عبدالرحمن فضل، قوله أمام مجلس الشورى الأحد، إن 25 من أصل 31 محافظة في البلاد وأكثر من 4 آلاف قرية في مختلف أنحاء البلاد تأثرت بالفيضانات.

وأوضحت أن الأضرار تراوحت بين 300 ألف و350 ألف مليار ريال (بين ملياري ومليارين و25 مليون يورو بسعر صرف السوق الحرة).

وأوضح وزير النقل والتنمية الحضرية محمد إسلامي أن “أكثر من 14000 كيلومتر من الطرق تضررت وأن 725 جسرا دمرت بالكامل”، كما مني القطاع الزراعي بأضرار كبيرة.

2 مليار دولار

ولجأ صانع القرار الإيرانى لصندوق الثروة السيادية لمواجهة آثار السيول المدمرة التى تجتاح أقاليم إيران الشمالية والجنوبية الغربية منذ 19 مارس، وسط تردى اقتصادى وموجة جديدة من انخفاض قيمة العملة المحلية “تومان” أمام الدولار.

وبحسب وكالة فارس وافق المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى على سحب 2 مليار دولار من صندوق التنمية الوطنى السيادى لإعادة اعمار المناطق المتضررة بالسيول.

وقال مرتضى شهيد زاده مدير صندوق الثروة السيادية الإيرانى أبلغ المرشد موافقته على سحب هذه الأموال اليوم من صندوق التنمية الوطنية، بعد أن طالبه الرئيس حسن روحانى بالسماح بسحب الأموال.

حذر عراقي ومساعدات

يذكر أن موجة من السيول اجتاحت أيضًا مناطق عراقية مختلفة من محافظات العراق الجنوبية منها البصرة وميسان وواسط، وتسببت في  إحداث خسائر مالية كبيرة للمزارعين العراقيين، الذي عبروا عن حزنهم الشديد لما حل بمزروعاتهم من خسائر فادحة، مطالبين الحكومة العراقية بالتعويض عما لحقهم من أذى مالي.

من جهته أجتمع رئيس الوزراء العراقي مع أعضاء خلية الأزمة المسئولة عن مراقبة وضع السيول والأضرار التي سببتها للمواطنين، مؤكدًا على ضرورة السيطرة على السدود وخزانات المياه، ووضع الأولوية لأرواح المواطنين، واستنفار كافة الكوادر في الوزارات المعنية للسيطرة على الوضع .

فيما أشار زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر، إلى مساهمة الحشد الشعبي في تقديم المساعدات الى الإيرانيين المتضررين من الفيضانات في بعض مناطق البلاد.

وفيما شكر الجهات التي أغاثت المناطق المتضررة في الجمهورية الاسلامية الايرانية نوه الصدر في تغريدة له إلى أن مناطق كثيرة من العراق لا تزال تحت خطر السيول، داعيا الميسورين من المواطنين لـ”تقديم التبرعات”.

وحول الجهات المسئولة عن مساعدة المناطق المتضررة وإغاثة الأهالي قال هناك جهتان، هما إما الجيش العراقي وإما لجان شعبية تتكافل فيما بينها كل حسب منطقته وبمعونة أهالي المناطق غير المتضررة”.

ومنذ أن داهمت موجة من السيول الأراضي الإيرانية والحشد الشعبي العراقي الذي ترتبط معظم فصائله بإيران يستنفر هيئاته المختلفة لتأمين مساعدات عاجلة الى إيران. وقد بدأت قوافل الإغاثة المُرسلة من قبل الحشد الشعبي الى إيران بالتوافد على الأراضي الايرانية منذ يوم الأربعاء المنصرم وحتى يوم 14من نيسان الجاري.

فقد وصلت بالأمس شحنة من 400 طن تنوعت مفرداتها بين مواد طبية وغذائية وبذلك يكون عدد القوافل الإغاثية التي أرسلتها حركة النجباء التي تنضوي ضمن تشكيلات الحشد الشعبي العراقي قد وصل الى 3 قوافل تضم 87 شاحنة ومركبة متنوعة الأحجام.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية بأن هذه المساعدات تم إرسالها بالتنسيق بين القنصلية الايرانية في البصرة وبين فصائل الحشد الشعبي العراقي التي دخل عاصرها من المتطوعين الأراضي الإيرانية على 3 مراحل، شملت المرحلة الأولى 30 شاحنة كبيرة ومتوسطة، والمرحلة الثانية شملت 20 شاحنة كبيرة، أما الثالثة فقد شملت 37 شاحنة محملة بمساعدات مختلفة من المواد والمعدات الطبية والخيم والبطانيات، الى جانب 15 سيارة إسعاف بحرية كالزوارق والمعدات الهندسية. وقد تم توزيع هذه المساعدات على المنكوبين في المناطق التي جرفتها السيول والفيضانات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى